 ترجمة / حامد أحمد

في تقرير لها حول تحول نشاطها في العراق من الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الى مرحلة التنمية والحلول المستدامة لمناطق متضررة في البلد، ذكرت منظمة برنامج الاغذية العالمي للأمم المتحدة WFP ان ستراتيجيتها تعمل على تقليل آثار تبعات التغير المناخي التي اضرت بالجانب الزراعي والامن الغذائي في عدة محافظات، مشيرة الى التواصل مع جهات حكومية ومنظمات مجتمع مدني محلية في برامج لتطوير مهارات الشباب وتمكينهم اقتصاديا.
وذكرت المنظمة في تقريرها بان التحسن الذي طرأ على الجانب الأمني والاستقرار السياسي الأخير، قد خلق فرصا للعراق للمضي قدما ببرامج وتوجهات ايجابية. ولكن مع ذلك، فان التأثيرات العكسية للتغير المناخي تضر بالإنتاج الزراعي. حيث نتج عن زيادة نسبة الملوحة والتصحر وقلة مناسيب مياه نهري دجلة والفرات وقلة هطول الأمطار فقدان البلد ما يقارب من 12 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، مما أضر ذلك بالإنتاج الزراعي على نحو كبير. الآثار المضاعفة لازمة التغير المناخي كان وقعها كبير على أكثر التجمعات السكانية ضعفا وتضررت عوائل فلاحية وعوائل نازحة، ما أدى ذلك الى تدهور كبير في الامن الغذائي هناك.
وضمن تحرك ستراتيجي مهم انتقل دور المنظمة الدولية في العراق من مهام الاستجابة للازمات والاحتياجات الإنسانية الى بناء القدرات والتنمية نحو حلول مستدامة. وتذكر منظمة برنامج الأغذية العالمي في تقريرها بان هذا الانتقال يعد مهما جدا خصوصا فيما يتعلق بمدى تأثر العراق بتبعات التغير المناخي وبالأخص في المحافظات والمناطق الجنوبية في البلد.
من جانب آخر وفي خطط لتوفير فرص للشباب وتمكينهم اقتصاديا تقوم المنظمة بالتنسيق مع برنامج وطني لمنظمات مجتمع مدني بتطوير مهارات عامة وتمكين الشباب من الحصول على فرص عمل وكذلك تطوير أساليب زراعية لمواجهة التغير المناخي وتعزيز شبكة السلامة لمنظومة الحماية الاجتماعية الوطنية. وتضمن عملية التنسيق هذه تلبية الأهداف الستراتيجية وتوسيع وصول المنفعة للمناطق المتضررة.
وبالتنسيق والتعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أطلقت المنظمة الدولية في 26 ايلول مشروع التمكين الاقتصادي للشباب، ومن خلال مساعدة تقنية من المنظمة الدولية سيوفر المشروع للمشاركين فيه مهارات تدريبية، حيث سيتم تجهيز المدربين المحليين بمعرفة ومهارات يتم من خلالها نقل الفائدة للشباب وتمكينهم اقتصاديا بحلول مستدامة.
وتشير المنظمة الى ان مساعداتها خلال شهر أيلول 2024 وصلت الى أكثر من 47 ألف شخص من عوائل متضررة توزعت بين 550 عائلة في مخيم الجدعة بمحافظة نينوى، مع توزيع مساعدات مالية لاكثر من 7 آلاف شخص بواقع 1,572 عائلة لا يمتلكون وثائق هويات مدنية في كل من محافظة صلاح الدين وكركوك ونينوى وديالى وبابل. وبالتنسيق مع المنظمة الاوروبية لعمليات الحماية المدنية والمساعدة الإنسانية ECHO تم توزيع مساعدات لعوائل متضررة في محافظة كركوك.
ومن خلال شراكة مع وزارة الزراعة تم إطلاق مشروع الزراعة بالتقنيات الرقمية التكنولوجية e-Farming في محافظة كربلاء حيث ستخدم هذه المنصة الالكترونية الرقمية المزارعين عبر أنشطة زراعية آلية تكون متماشية مع الخطط الحكومية الستراتيجية، وتهدف الى تعزيز قيمة المنتجات الزراعية وتحسين قدرة المزارعين على تسويق منتجاتهم في سوق الجملة.
من جانب آخر تنسق المنظمة الدولية مع الحكومة العراقية للمشاركة في تمويل مشروع التمكن من مقاومة التغير المناخي وتحسين معيشة عوائل زراعية متضررة وبالأخص في المحافظات الجنوبية من خلال صندوق خاص يدعى صندوق المناخ الأخضر GCF لتعزيز التأقلم مع تبعات التغير المناخي لعوائل متضررة في جنوبي العراق.
وفي شهر أيلول وبالشراكة مع منظمة الطفولة اليونيسيف ومنظمة الصحة الدولية ومنظمة الفاو للأغذية والزراعة قامت منظمة برنامج الأغذية العالمي بتوقيع الستراتيجية الوطنية للتغذية في العراق للفترة من 2024 الى 2030 وبالتعاون مع وزارة الصحة. حيث تهدف هذه الستراتيجية، وهي نتاج جهود منظمات دولية وجهات حكومية متعددة، الى تطوير قدرات البحث في مجال التغذية والنظام الغذائي الصحي ودعم جهود برامج الحماية الاجتماعية والأمن الغذائي.
وتشير المنظمة الدولية الى ان ما يقارب من 60% من العوائل النازحة والمتضررة لا تمتلك وثائق اثبات هوية مدنية ما يعيقها عن الحصول على حصص غذائية وان برنامج المنظمة بتوزيع مساعدات مالية ساعد 70% من العوائل المستفيدة في الحصول على مواد غذائية، وتوصي المنظمة بالتأكيد على تمكين هذه العوائل للحصول على خدمات أساسية ومساعدتهم في الحصول على وثائق هويات مدنية لغرض تأمين وضعهم الغذائي.

• عن موقع ريليف ويب الدولي