متابعة/المدى
أفادت منظمة العفو الدولية في تقرير حديث بأن المعتقلين في مركز الجدعة للتأهيل المجتمعي شمالي العراق يتعرضون للتعذيب والمعاملة السيئة، إضافة إلى حالات اختفاء قسري.
ووثقت المنظمة حالات ثمانية معتقلين، سبعة رجال وامرأة، احتجزوا في المركز خلال عامي 2023 و2024، تعرض سبعة منهم للتعذيب.
وأوضح المعتقلون أنهم تعرضوا لأشكال مختلفة من التعذيب، بما في ذلك الضرب، والصعق الكهربائي، وإجبارهم على أوضاع مؤلمة، وغمرهم في الماء، وتغطية رؤوسهم بأكياس بلاستيكية.
وشهد أقارب المعتقلين بوجود إصابات واضحة نتيجة التعذيب، مثل كسور في الأصابع وانخلاع في الأكتاف.
يُذكر أن العديد من هؤلاء الأشخاص تم نقلهم إلى مركز الجدعة بعد اعتقالهم في مخيم الهول بسوريا، الذي يحتجز فيه عراقيون يُشتبه بصلاتهم بتنظيم داعش الإرهابي.
وأجرت المنظمة تحقيقات ميدانية في العراق خلال تموز/يوليو 2024، حيث تمت مقابلة أفراد محتجزين وأقاربهم، إضافة إلى مسؤولين في الأمم المتحدة.
وكشف التقرير أن "سبعة من المعتقلين أكدوا تعرضهم للتعذيب أثناء التحقيق معهم، مما أدى إلى إدانتهم بأحكام مشددة استنادًا لاعترافاتهم المشوبة بالتعذيب".
وطالبت الأمينة العامة للمنظمة أنياس كالامار السلطات العراقية بوقف هذه الانتهاكات على الفور والتحقيق فيها.
وأضافت أن "الاتفاقيات بين العراق والأمم المتحدة لإعادة العراقيين من مخيم الهول يجب أن تضمن عدم تعرض العائدين لمزيد من المعاناة". وشددت كالامار على "ضرورة اتخاذ السلطات العراقية إجراءات عاجلة لإنهاء استخدام التعذيب وضمان سلامة المعتقلين".
وأكد التقرير أن "مركز الجدعة يخضع لإدارة وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، وبدعم من عدة وزارات ومنظمات دولية، من بينها الأمم المتحدة. ومنذ عام 2021، نفذت قوات الأمن العراقية اعتقالات واسعة في المركز، حيث تتولى التحقيق مع المعتقلين في سجن الفيصلية بالموصل أو في بغداد".
وأوصت المنظمة بـ"ضرورة وقف التعذيب والمعاملة السيئة، وإجراء محاكمات نزيهة لمن أدينوا بناءً على اعترافات انتُزعت تحت التعذيب".
ودعت الأمم المتحدة إلى "التحقيق في هذه الممارسات والتوقف عن تقديم أي دعم قد يسهم في تواطؤ على انتهاكات حقوق الإنسان".