TOP

جريدة المدى > سينما > ذاكرة السينما: عصر البراءة

ذاكرة السينما: عصر البراءة

نشر في: 31 أكتوبر, 2024: 12:02 ص

علي الياسري
مضى 31 عاماً على اطلاق فيلم المخرج مارتن سكورسيزي (عصر البراءة) في صالات السينما. احد افضل افلام مارتي هو اقتباس لرواية بذات العنوان للكاتبة إيديث وارتون. يقول سكورسيزي ان ما جذبه للرواية وجعله مفتوناً بها "فكرة ان مجرد لمس يد امرأة سيكون كافياً. فكرة ان رؤيتها تمر عبر الغرفة ستبقيه على قيد الحياة لعامٍ اخر."
ذات مرة كتب روجر إيبرت "اخبرني -سكورسيزي- في احدى المرات انه لا يستطيع الذهاب الى فينيسيا مرة اخرى بسبب الارتباط الرومانسي. فهو لا يستطيع مشاهدة افلام استوديو معين بسبب ذكريات امرأة عملت هناك."
اراد مارتي اعادة الألق للميلودراما التاريخية حيث يبرز فيلم (الفهد) للايطالي الكبير لوكينو فيسكونتي كأساس جوهري لفيلم عصر البراءة بتصويره للطبقة المخملية وطبيعتها كنمط حياة، كما انه يستعير من (سينسو) فيسكونتي ايضا تضمينات مشهدية لمشهد الاوبرا داخل الاوبرا. فهو يقول "يخفي الناس ما يقصدونه تحت سطح اللغة." ويضيف "اذا لم تتمكن الشخصيات من الاعلان عن مشاعرها من خلال الغناء والرقص وبالطريقة التي تفعلها شخصيات الاوبرا، فإن الموسيقى والكاميرا والإعداد تملأ هذا الدور نيابة عنها." يستجمع سكورسيزي في الفيلم كل ما ألهمه في الصبا من اعمال لمخرجين كبار فيأخذ من العبقري مايكل باول اللون والاضاءة وحجم اللقطة وغيرها كما في فيلمه (الحذاء الاحمر). بينما تظهر تأثيرات التكنوكلر والسينماسكوب التي اثرت بصره كتلك التي تركها فيلم (النهر) لجان رينوار.
ورغم ان الفيلم لم يكن حظه كبيراً في الصالات او الجوائز والمهرجانات بعد ان انشغل النقاد والجمهور في سنته بأفلام مثل البيانو وبقايا اليوم وقائمة شاندلر، فإنه ظل يكتسب اهميته الفنية ومكانته بين الافلام المميزة مع مرور السنين، فلفتت التفاصيل الفنية الكثيرة الواردة فيه المهتمين والمعنيين وبات تأثيره يتعالى خصوصا مع تلك اللمسات الفريدة التي توفرها مثلاً افتتاحية عناوين مدهشة صنعها مصمم الغرافيك المعروف شاول باس والذي عمل على عدد من افلام هيتشكوك حين يخلق مزاج الحقبة وطبيعة الطبقة الاجتماعية ناهيك عن الالهام الدرامي لنوع العلاقة التي تحكمها المراسلات من خلال شكل الحرف ورسمه على ورق الرسائل قبل ان يضفي على الميلودراما العاطفية طبيعتها الترفة وحساسيتها الاجتماعية وأطرها الاخلاقية بوضع الورد خلف الدانتيل. بينما تبرز الموسيقى التي كتبها المؤلف الموسيقي الكبير ألمر برنستاين كرداء شعوري انيق للتنامي العاطفي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

عودة ترامب تُقلق إيران.. كيف ترى طهران رجوع الرئيس الأميركي "المثير للجدل"؟

الزوراء يهزم الطلبة بهدف نظيف في دوري نجوم العراق

الأمن النيابية تكشف عن شركات أمنية "وهمية" تديرها شخصيات "مشبوهة" خارج العراق

المرور تنوه لقطع تقاطع حيوي في بغداد

مراحل عودة ترامب إلى "كرسي" رئاسة الولايات المتحدة

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

في يوم الختام إعلان جوائز مهرجان "زيورخ" السينمائي الدولي العشرين في سويسرا

وثائقيّ إيطاليّ عن فلسطينيي صبرا: بحثٌ عن ضوءٍ وسط عتمةٍ خانقة

"حكاية جيم ":فيلم فرنسي مؤثر للاخوين لاريو عن معنى الأبوة

مقالات ذات صلة

وثائقيّ إيطاليّ عن فلسطينيي صبرا: بحثٌ عن ضوءٍ وسط عتمةٍ خانقة
سينما

وثائقيّ إيطاليّ عن فلسطينيي صبرا: بحثٌ عن ضوءٍ وسط عتمةٍ خانقة

قيس قاسميأتي الإيطالي جيوفاني سي. لوروسو إلى بيروت. يدخل عمارة سكنية مُهمَلة، يسكنها فلسطينيون من صبرا، ليراقب أولاً، من قرب، كيف يعيش هؤلاء في مكان غير صالح للعيش الآدمي أصلاً، وكيف يتعايشون مع بيئة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram