TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > سوق الصفارين في الموصل: حرفة عريقة تستمر عبر الأجيال وتستقطب السائحين

سوق الصفارين في الموصل: حرفة عريقة تستمر عبر الأجيال وتستقطب السائحين

نشر في: 31 أكتوبر, 2024: 12:05 ص

الموصل / سيف الدين العبيدي

يُعتبر سوق الصفارين في مدينة الموصل أحد أبرز المعالم التاريخية التي تعكس تراث المدينة وحرفها التقليدية. يعود تاريخ هذا السوق إلى أكثـر من 800 عام، وما زال حتى اليوم يحافظ على مكانته كوجهة رئيسية لصناعة وتجارة المنتجات النحاسية، مستقطباً الزوار والسائحين من مختلف الأماكن.

الصناعات النحاسية جزء من هوية المدينة وتحتاج إلى دعم حكومي للمحافظة عليها. كان السوق وما زال له مكانته عند الموصليين، حيث يضم 40 محلاً. تعرض للدمار خلال معارك التحرير في عام 2017 مثل غيره من الأماكن، لكن سرعان ما عادت المطارق تطرق الأواني النحاسية، وأولها مطرقة نور الدين عباس الصفار، أحد أقدم أبناء السوق، وأول من عاد إليه وعمل على تشجيع زملائه في المهنة على العودة.
يقول نور الدين لـ(المدى) إنه يعمل بهذه المهنة منذ أن كان عمره 8 سنوات، ويعبّر عن حبه الكبير لمهنته التي ورثها عن أجداده الذين يعملون بها منذ 300 سنة. وأوضح أن الكثير من الدول العربية، ومنها العراق، تشتهر بصناعة أواني النحاس خاصة في فترة الدولة العثمانية، ولكن بدأ يقل الاهتمام بها منذ ثمانينيات القرن الماضي وأصبح الاتجاه نحو «الفافون». لكن اليوم عاد أهالي الموصل مرة أخرى يقتنون النحاس بعد رؤيتهم لعودة أغلب أصحاب المهنة، وقد أصبح هناك وعي تجاه هذا الأمر من خلال شراء دلة القهوة والهاون وطاسات الشرب، ولكن بنسبة قليلة لا تتجاوز 5% من مجموع السكان الذي يقدّر عدده بـ5 ملايين نسمة. وأكد نور الدين أن النحاس له فوائد لجسم الإنسان، فإن عملية خلط المواد الغذائية بواسطة هذه الأدوات تعطي نكهة خاصة للأكلات، وله فوائد مثل قتل البكتيريا. وبيّن أنه لديه طلبات خاصة من الزبائن في صناعة الأواني النحاسية وإعادة صيانتها مثل «صينية الحلويات»، «الطاسات» ودلة القهوة. وأضاف أن السائحين الأجانب يقتنون منه بعضاً من أعماله.
وأشار إلى أن هذه المهنة لن تندثر على يده، ودعا الجهات الحكومية إلى الاهتمام بها وبمثيلاتها من المهن التراثية، خاصة أن أم الربيعين تزخر بهذه الصناعات التي أصابها الدمار خلال نكبتها وخرجت من حرب طاحنة وعادت إلى الاستمرار.
فيما تحدث محمد الصفار، من مواليد 1949، وهو واحد من قدماء السوق، قائلاً إنه يعمل بهذه المهنة منذ أكثر من 40 سنة. وأوضح أنه مع ثلاثة آخرين من أصحاب المهنة هم فقط من بقوا يصنعون بأيديهم، أما باقي المحلات فأصحابها يتعاملون بالأواني المستوردة. وأشار إلى تراجع هذه المهنة مع مرور الزمن، لكن محبته لها جعلته يتمسك بها طوال هذه السنين. وأنه في الوقت الحالي يصنع الأواني لمن يطلبها من النحاس والألمنيوم، وعلى الرغم من غلاء سعر النحاس الذي يباع بـ10 آلاف دينار للكيلو الواحد، إلا أنه له زبائنه المفضلون، من خلال صناعة الأواني المستخدمة في صناعة الحلويات وبعض الأواني المنزلية بالإضافة إلى دلة القهوة وهي الأكثر مبيعاً لديه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يعلن أسماء المرشحين لرئاسة المجلس

مجلس النواب يعقد جلسة انتخاب رئيسه

المشهداني: أنا مرشح الأغلبية السُنية لمنصب رئيس البرلمان

تقدم: سنصوت للمشهداني رئيسا للبرلمان خلال جلسة اليوم

العراق يحبط تهريب شحنة كبتاجون بدلالة ناقل أجنبي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

رحلات التخييم في واسط: تنمية المواهب واستكشاف الحياة البرية

بيت المدى يستذكر الشخصية الوطنية واليسارية عبد الفتاح إبراهيم

بركة بازار: سوق خيري ينعش الموصل القديمة ويبرز إبداع النساء والشباب

جمعية الشعراء تحتفي بقصائد النساء في النجف

ضابط عراقي يبني منزلاً فوق شجرة يكفي 10 أشخاص

مقالات ذات صلة

ورم في الرأس يُنهي مسيرة مصطفى فهمي

ورم في الرأس يُنهي مسيرة مصطفى فهمي

 متابعة / المدى حالة من الحزن سيطرت على الوسط الفني المصري، برحيل الفنان مصطفى فهمي، صباح امس الأربعاء، بعد صراع مع المرض ورحلة قصيرة مع العلاج.ولم يكن يعلم الكثير داخل الوسط الفني بمرض...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram