علي حسين
أتلقّى بين الحين والآخر رسائل من اصدقاء اعزاء ، يلومونني فيها على اصراري الكتابة عن تقلبات السياسيين والعابهم ، وكنت اواجه بهذا السؤال : ألا تمل من ملاحقة شطحات مشعان الجبوري ، وطلات عالية نصيف ، وقفزات محمد الحلبوسي ، واصرار نوري المالكي ان يمسك خيوط البلاد بيده حصرا ؟ وصرخات عتاب الدوري ، لماذا لا تتفرغ لهويتك الحقيقية ملاحقة الكتب والكتاب .
أنا ياسادتي الأعزّاء، مجرّد كاتب مطلوب منه يومياً أن يملأ هذه المساحة بكل ما هو غريب وعجيب في بلاد الرافدين في زمن الديمقراطية، ورغم أن البعض، "مشكوراً"، يتهمني بأنني "لا يعجبني العجب"، لكني ياسادة أحاول أن أبحث في هذا العجب لأنقل لكم كيف ان رئيس البرلمان " الثوري محمود المشهداني " يتبجح انه وجماعته مجرد " مقاولين تفليش" . ولاجل عيون هذا المقاول الشاطر اخبرتنا النائبة حنان الفتلاوي أن رؤساء الكتل تحولوا الى سيطرات..من لا ينتخب المشهداني لا يمر . ومن حسن حظ هذا الشعب ان عرف اخيرا ان النائبة الفتلاوي تحمل خصلات ثورية ، وبسبب هذه الثورية الزائدة قررت التوقف عن برنامجها التوازني ، والسبب لان الوضع في العراق تحسن واصبحنا نعيش في نعيم .
سيرد البعض متهكّماً، وماذا بعد يارجل؟ لماذا تصرّ على تذكيرنا بـ"النوائب"، ، فما الذي سيجنيه الناس من برلمان سيُعيد إلى مسامعهم الخطب نفسها وستمتلئ شاشات الفضائيّات بمعارك تاريخية ، لكن رغم كل هذا الأسى، هناك خبر مشرق، النائب مثنى السامرائي ، خرج علينا بنظرية جديدة، خلاصتها أنّ العراق في وقته الحالي بحاجة إلى عقل اقتصادي ، ولان السيد السامرائي له خبرة " بالاقتصاد " فانا اضم صوتي الى صوته وارشحه لكي يتولى شؤون البلاد المالية ، وأتمنى أن لا تتهموني باني اسخر من قامة اقتصادية ، لا تقل اهمية عن صاحب نظرية " الدولره " حمد الموسوي .
وانا استمع لحديث النائبة الفتلاوي عن سيطرات الديمقراطية العراقية ، تبيّن لجنابي أن الديمقراطية ليست كما بشّر بها أفلاطون، وصاغ مفاهيمها وأسسها أرسطو، فنحن حتى لحظة ظهور السيدة الفتلاوي لا نعرف أي نوع من الديمقراطية نبغي وأي ديمقراطية سنصدِّر للبشرية، ففي الديمقراطيات الحقيقية السياسي الفاشل، يعترف بفشله ويذهب الى بيته معتزلاً السياسة، بينما في ديمقراطيتنا فإن صوت السياسي نذير بساعات النحس.
للاسف هناك من يريد ان يمارس مهنة " قطاع طرق الديمقراطية " ، فهم يتصورون أن الديمقراطية هي خطف اصوات النواب ، وتعبئة الجماهير ، هناك فارق بين الديمقراطية عندما يستخدمها رئيس كاداة لمصلحة حزبه ، وبين الديمقراطية كفضاء مهمتها خدمة جميع الناس .