صلاح الدين/ مصطفى محمد
شهدت محافظة صلاح الدين تساقط كميات كبيرة من الأمطار تُقدر بـ50 ملم لكل متر مكعب خلال الساعات القليلة الماضية، مما تسبب بأضرار كبيرة في العديد من الطرق الرئيسية والشوارع، خصوصاً في مدينة سامراء.
اشتكى مواطنون من أهالي المدينة من تكون عشرات الحفر والتخسفات في شوارع رئيسية مثل شوارع الضباط والجبيرية والإفراز، نتيجة عدم إتمام المشاريع وغياب حملات الإكساء والتبليط في هذه المناطق.
يقول زياد الحداد، مواطن من أهالي المدينة، إنه اضطر إلى سلك طرق بديلة هرباً من السقوط في إحدى التخسفات بعد أن سقطت فيها عشرات المركبات وحوصرت فيها العديد من العائلات. وأكد أن الوضع الخدمي في المدينة أصبح لا يُطاق لعدم إتمام المشاريع التي يتطلع إليها المواطنون، ومنها مشروع مجاري سامراء ومشاريع أخرى كإعادة مسارات الطرق وتبليط طرق جديدة.
وطالب مواطنون إدارة المحافظة بالتركيز على المدينة التي يمتد تاريخها لمئات السنين. ودعا عبد الله عقيل، وهو مواطن من أهالي سامراء، إلى أن المدينة يقصدها ملايين الزائرين بشكل سنوي لكنها تفتقد لأبسط مقومات الحياة، خصوصاً الخدمات. وأكد أن سوء الخدمات بات واضحاً، خصوصاً مع زخات المطر الأولى التي كشفت عن التلكؤ الحقيقي للمشاريع الموجودة في المدينة.
إلى ذلك، اتخذت إدارة محافظة صلاح الدين جملة من الإجراءات للحد من خطر السيول والفيضانات، حيث وجه المحافظ بدر الفحل بتعطيل الدوام الرسمي ليوم الأحد لكافة المدارس والجامعات والمعاهد في المحافظة حفاظاً على سلامة الطلبة والكوادر التعليمية والتدريسية والإدارية في هذه المؤسسات.
ووجه الفحل الأجهزة والدوائر الخدمية في المحافظة للاستجابة الفورية وتقديم كافة أشكال الدعم والإغاثة للمتضررين، بالتنسيق مع المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث في وزارة الداخلية، وبمشاركة التشكيلات العسكرية والمدنية والقدرات الهندسية.
بدوره، كشف عضو الحكومة المحلية السابقة في سامراء، أمونس الياسين، أن ما مرت به محافظة صلاح الدين من ظروف مناخية كشفت جميع السلبيات والمشاريع الوهمية التي تسببت بأضرار للمواطنين. مشيراً إلى أن تعطيل المدارس والدوام الرسمي لا يعتبر من الحلول الناجعة بل هي حلول ترقيعية تؤثر بصورة سلبية على طلبة الجامعات والمدارس. وأكد أن الأمطار الغزيرة عرّت المشاريع الوهمية التي صُرفت عليها المليارات دون جدوى، داعياً في الوقت ذاته الحكومة المركزية إلى الإسراع بالالتفات إلى محافظة صلاح الدين ومتابعة المال العام بعيداً عن السرقات التي تعاني منها أغلب أقضية المحافظة.
وتجمعت كميات كبيرة من الأمطار في شوارع المدينة، ما تسبب بانقطاع الكثير من الطرق الرئيسة والفرعية بالإضافة إلى عرقلة حركة الموظفين ودوائر الدولة. وتعيش المدينة حالة من غياب الخدمات الأساسية كنقص المدارس والمستشفيات.
ويقول الناشط والباحث في الشأن السياسي محمد عبد الرحمن إن المواطن يتطلع لتوفير الخدمات والإسراع بإنجاز المشاريع المتلكئة، الأمر الذي يتطلب جلب شركات رصينة لتنفيذ المشاريع الستراتيجية المخصصة للمدينة ضمن مشاريع الأمن الغذائي وتخصيصات سامراء عاصمة العراق للحضارة الإسلامية. وأضاف أن جميع نواب المدينة غابوا عن المشهد في ظل حالة الضياع والفوضى التي تعيشها المدينة، خصوصاً بعد أن أصبحت المدينة لا تسر ناظري سكانها وزائريها.
بدورها، أكدت الشركة المنفذة لمشروع مجاري سامراء أنها استنفرت كوادرها التي بدأت العمل بكل طاقتها لمواجهة الموجة المطرية التي تضرب المحافظة. وقال المهندس في المشروع، ياسين محمد، إن التخسفات التي ظهرت في شوارع المدينة لن تدعو للقلق وستتم معالجتها في القريب العاجل. مشيراً إلى أن الكوادر افتتحت جميع قنوات تصريف المياه في الشوارع الرئيسية والفرعية في المدينة، وأن شبكة المجاري تعمل بصورة صحيحة.
ومن المؤمّل أن ينتهي مشروع مجاري سامراء الكبير بحسب المدة العقدية مع وزارة الإعمار والإسكان والبلديات في السابع والعشرين من الشهر المقبل بقيمة 371 مليار دينار. فيما يتطلع أهالي المدينة إلى إتمام مشروع المجاري للمضي بعده بتنفيذ مشاريع التبليط والأرصفة والإنارة، خصوصاً مع وجود دراسات عديدة تحولت من رئاسة الوزراء إلى وزارة البلديات لتنفيذ مشاريع جديدة، ويجري العمل على التعديلات اللازمة وفقاً لقانون سامراء عاصمة العراق للحضارة الإسلامية، والذي من المؤمّل أن ينتشل المدينة من واقعها المزري، خصوصاً في فصل الشتاء بعد أن تحولت أغلب الشوارع إلى أماكن لتجمع الأوحال ومياه الأمطار.