متابعة / المدى
بدأت إندونيسيا وروسيا أول مناورات بحرية مشتركة بينهما، امس الاثنين، في خطوة عدها محللون تحولا جذريا في السياسة الخارجية الإندونيسية. وستجري التدريبات، التي تستمر 5 أيام على مرحلتين، في قاعدة بحرية في سورابايا وفي بحر جاوة.
وأرسلت روسيا 3 سفن حربية من طراز كورفيت وسفينة ناقلة متوسطة ومروحية عسكرية وزورق سحب، حسبما ذكرت البحرية الإندونيسية في بيان لها الأسبوع الماضي.
وتعهد الرئيس الإندونيسي الجديد برابوو سوبيانتو (73 عاما)، أن يكون أكثر جرأة على الساحة العالمية، وأن يبدأ تحولا كبيرا في السياسة الخارجية، ويعزز تحالفات جاكرتا مع القوى الكبرى. وزار سوبيانتو موسكو في يوليو/تموز الماضي لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال أثناء زيارته "نحن نعتبر روسيا صديقا عظيما، وأود مواصلة الحفاظ على هذه العلاقة وتعزيزها".
وناقش سوبيانتو أثناء زيارته صفقة بشأن مقاتلات روسية بقيمة 1.1 مليار دولار تمّ عقدها في 2018، على الرغم من العقوبات التي تهدّد بها الولايات المتحدة.
وتقدّر التبادلات التجارية بين جاكرتا وروسيا بمليارات الدولارات، إلا أن واردات الأسلحة شهدت ركودا في السنوات الأخيرة، وفق المعهد الدولي للأبحاث حول السلم في ستوكهولم، إثر العقوبات الغربية التي فرِضت على موسكو بعد اجتياح شبه جزيرة القرم في 2014 والحرب الروسية على أوكرانيا في 2022. كما رفضت جاكرتا الاستجابة لضغوط غربية طالبتها بحظر مشاركة روسيا في قمّة مجموعة العشرين التي استضافتها في 2022. وشاركت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تنتمي إليها إندونيسيا في مناورات عسكرية مشتركة مع روسيا عام 2021، لكن جاكرتا لم يسبق أن أجرت تدريبات ثنائية مع موسكو. وتحافظ إندونيسيا -التي تعد أكبر اقتصاد في المنطقة- على سياسة خارجية محايدة، رافضة الانحياز إلى أي طرف في النزاع الأوكراني الروسي، أو في المنافسة بين واشنطن وبكين.