متابعة المدى
شهدت قاعة أبو نواس في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، أمس الأربعاء ٢٠٢٤، انطلاق فعاليات "مهرجان الثقافة الكُردية الأول" الذي يقيمه مكتب الثقافة الكُردية في اتحاد الأدباء بمناسبة الذكرى (١٢٠) لميلاد الشاعر الكُردي المجدد عبد الله كوران، بحضور جمع غفير من الأدباء والكتاب والمثقفين.
وافتتح الشاعر منذر عبد الحر الحفل بالقول: إن المهرجان سيضع لبنة أساسية لمهرجانات مشرقة قادمة لكي يكون أكثر تألقاً، واليوم نستذكر الشاعر والإنسان الكبير عبد الله كوران الذي أعطى للقصيدة الكُردية بعداً جديداً في العراق والعالم.
ثم انتقلت عرافة اليوم الأول من المهرجان للشاعرة علياء المالكي، التي بيّنت عمق التداخل الثقافي بين الأدباء والذي يقوده اتحادهم ويروج له عبر محطاته المتنوعة، ثم أكد الشاعر ئاوات حسن أمين، في كلمته ممثلاً عن وزارة الثقافة والسياحة والآثار، أن كوران شخصية معروفة في العراق وهو من المجددين في الشعر الكُردي وأحد أعمدة اتحاد الأدباء منذ تأسيسه، فيما أكد رئيس اتحاد الأدباء الناقد علي الفواز بكلمته، أنه مما لا شك فيه أن الاحتفالات تصنع ويخطط لها لأنها جزءً من ديمومة الفعل الإنساني، ولذلك يجب أن يكون التخطيط جزءا من الأفق المعرفي والإنساني، والاحتفاء بكوران احتفاء استثنائي يحمل رمزية كبرى لأنه شاعر كوني تمكن من إنجاز الأشياء الكبيرة، فيما أكد القاص حسين الجاف، أهمية الاحتفاء بكوران بوصفه كاتباً انتصر للإنسان في الشعر والحياة والتدريس وغير ذلك من مفاصل الحياة.
واختلط بعد ذلك الغناء بالشعر والموسيقى بالحياة، إذ قدم الفنان ستار الناصر مجموعة من الأغنيات ومنها قصيدة "أخي العربي" وهي من أشهر قصائد كوران، ثم تبعه كل من الشعراء قوباد جلي زاده وعبد الله عباس وعبد الزهرة السوداني.
وتضمنت الجلسة النقدية الأولى التي أدارها القاص والمترجم حسين الجاف والتي جاءت بعنوان " التجديد في شعر عبد الله كوران" مشاركة كل من النقاد، فاضل ثامر وعلي الفواز ودانا وعبد الله القرداغي ورؤوف عثمان، إذ ناقشت محكيات كوران ومروياته وإضاءاته الشعرية وإنشاءه لفن شعري له خصوصيته وتفرده وتميزه، كما تطرقت الأوراق النقدية لكون كوران رمزاً ثقافياً منغرساً في الحياة الاجتماعية العراقية من خلال عمله في الصحافة والتدريس وقد شكل محط إعجاب كبير لكل من جايله وحضر درسه الأكاديمي، فضلاً عن منحه القصيدة الحديثة طاقة إيجابية كبيرة، من خلال وعيه السياسي والثقافي على مستويات صناعة الصورة والفكرة والحدث وامتلاكه لوعي كوني تجسّد في مجمل شعره، وخوضه في المسرحيات الشعرية وتطويع الترجمات لصالح وعيه الشعري والإنساني.