متابعة / المدى
يواجه نهر القاسم في محافظة بابل تلوثًا بيئيًا كبيرًا بسبب تراكم النفايات، مما يشكل تهديدًا على صحة آلاف المواطنين في المدينة. يترافق ذلك مع شح كبير في كميات المياه الواصلة إلى النهر، مما يسهم بشكل كبير في تركّز النفايات وتفاقم التلوث.
أوضح قائممقام قضاء القاسم، وسام العيساوي، في حديث صحفي أن «جدول (نهر) القاسم يتراوح طوله بين 1.5 إلى 2 كيلومتر، ويمر ضمن التصميم الأساسي لمدينة القاسم». ونوّه إلى أن «شح المياه في مدينة القاسم حوّل هذا النهر إلى مكب للنفايات»، مضيفًا أن «المدينة تفتقر إلى مشروع للمجاري، وأغلب السكان ربطوا مياه تصريف حماماتهم بشبكات مياه الأمطار في المدينة، والمتمثلة بالسواقي»، لافتًا إلى أن «السواقي مسلطة على الجدول وأيضًا أصبحت مكبًا للنفايات».
وأشار العيساوي إلى أن «السبب الأول لتلوث النهر هو شح المياه، لأنه عندما كانت المياه متوفرة لا تبقى النفايات»، مستدركًا أنه «في الوقت الحاضر باتت المياه الواصلة شبه معدومة، حيث تأتي كميات قليلة من المياه لمدة يوم أو يومين في الشهر، وهي لا تكفي لتغيير الأوضاع فيه».
يُذكر أن الجدول المذكور قريب من مرقد الإمام القاسم، الذي يضم قبر القاسم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق.
بخصوص عمل دوائر البلدية في إزالة هذه الأكوام من النفايات، قال العيساوي إن «هذه الدوائر تقوم بحملات مستمرة لتنظيف هذا النهر، غير أن ثقافة المواطن في الوقت الحاضر بموضوع النفايات لا تلبي المطلوب». ورأى أن «أغلب نفايات المواطنين يتم رميها في الجداول أو في الساحات العامة، وبالتالي تحول النهر إلى مكب للنفايات».
وأشار قائممقام قضاء القاسم إلى أن «عدد نفوس مدينة القاسم يبلغ نحو 100,000 نسمة، فيما يصل عدد نفوس قضاء القاسم بالكامل، مع ناحيتيه، إلى نحو ربع مليون نسمة».
وسبق أن رصدت فرق البيئة بمحافظة بابل انخفاضًا في منسوب مياه نهر الحلة بسبب قلة الأمطار والإطلاقات المائية من المنبع، بالإضافة إلى التجاوزات والاستخدام غير الصحيح للمياه، ما أسهم في زيادة نسبة التلوث في المحافظة.