متابعة / المدى
في رسالة إلى نظيره العراقي، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية استئناف انعقاد مؤتمر بغداد للأمن الإقليمي، وشدد على دعم فرنسا لدور بغداد الإقليمي. حول توقيت وأسباب هذا التحرك الفرنسي، بداية، تجب الإشارة إلى أن مؤتمر بغداد الثالث كان مقرراً أن ينعقد في نهاية العام الماضي 2023، كما كانت زيارة الرئيس الفرنسي لبغداد مقررة في نفس التوقيت، لكن تم تأجيل المؤتمر وكذلك زيارة الرئيس الفرنسي.
عودة التحرك الفرنسي لعقد مؤتمر بغداد تحمل عدة دلالات وأسباب. الدلالة الأولى هي التوتر الحاصل في المنطقة، حيث يوجد تصعيد بين إسرائيل وإيران، وبالتالي، الرؤية الفرنسية تخشى أن يتورط العراق في هذا الصراع الإقليمي بين إيران وإسرائيل. لذلك، فإن مؤتمر بغداد يعتبر مهماً لإعادة دور العراق الإقليمي في دعم السلام والأمن الإقليمي.
السبب الثاني يتعلق بالدبلوماسية العراقية، حيث يبدو أن هناك تحليلًا فرنسيًا يشير إلى أن الدبلوماسية العراقية لوقف التصعيد في المنطقة تواجه صعوبات، وبالتالي فإن عقد مؤتمر بغداد في هذا التوقيت يعد دعما سياسيا مهماً لنجاح هذه الدبلوماسية.
السبب الثالث أو الدلالة الأخيرة التي أثيرت هنا في بغداد تتعلق بعودة ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، ويبدو أن هناك تحليلا فرنسيا يرى أن العلاقة الأمريكية العراقية قد تشهد تداعيات لأسباب متعددة. وبالتالي، فإن عودة انعقاد مؤتمر بغداد تعني إعادة العراق كدولة محورية للسلام ولنبذ التصعيد والمشاكل في المنطقة.
كيف قرأت الأوساط السياسية العراقية مبادرة الرئيس ماكرون؟
الإطار التنسيقي الشيعي، وهو أكبر تكتل سياسي في الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني، أكد أن التحرك الفرنسي لعقد مؤتمر بغداد مجددًا يعتبر خطوة لإعادة ضم العراق إلى دائرة الجهود الإقليمية للسلام والأمن في المنطقة، وكذلك لمنع التصعيد وتطبيع الأوضاع في الشرق الأوسط.
كما تم طرح بعض القراءات في بغداد، مفادها أن فرنسا تسعى إلى عقد هذا المؤتمر لدعم أو طرح مبادرة لوقف إطلاق النار في لبنان وقطاع غزة.
ومن جهة أخرى، تبرز أهمية أخرى تتعلق بالانقسام الموجود بين القوى السياسية الشيعية في العراق، حول ما إذا كان العراق يجب أن يشارك في التصعيد الإقليمي أو يرفضه. وبذلك، فإن الموقف الفرنسي يسعى لدعم الخط المعتدل داخل القوى السياسية الشيعية، الذي يدعو إلى التهدئة ودعم الدبلوماسية في المنطقة.
في نفس السياق، هل صحيح أن الفصائل العراقية أعلنت رفضها استخدام الأراضي العراقية من قبل إيران لشن هجوم ضد إسرائيل؟
نعم، بيان الفصائل العراقية أكد على نقطتين رئيسيتين: الأولى هي نفي المعلومات التي تحدثت عن هجوم إيراني محتمل ضد إسرائيل انطلاقًا من الأراضي العراقية.
والنقطة الثانية التي أكدت عليها الفصائل هي أن كل طرف في ما يسمى "محور المقاومة" يقوم بالرد على إسرائيل من أراضيه الخاصة. بمعنى آخر، لا يوجد سيناريو داخل محور المقاومة ينص على قيام أي طرف بالرد على إسرائيل عبر أراضي طرف آخر.
لماذا يدعو إيمانويل ماكرون إلى استئناف انعقاد مؤتمر بغداد للأمن الإقليمي؟
نشر في: 10 نوفمبر, 2024: 12:03 ص