متابعة المدى
اقام معهد معهد غوته الالماني في بغداد وبالتعاون مع مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون معرضا فنيا بمناسبة مرور مئة عام على رحيل الكاتب فرانز كافكا، تحت عنوان " كافكا برؤية تشكيلية " . شارك في المعرض خمسة فنانين هم اياد الزبيدي والدكتور حيدر رؤوف والدكتورة جنان محمد احمد والفنان حسن فالح الشاوي والفنان حامد سعيد مرزوق.
وقد شهد الافتتاح للمعرض الذي اقيم بقاعة الفنون المجاورة لمؤسسة المدى حضورا دبلومسيا اجنبيا وجمهورا متذوقا وكذلك مساهمة دائرة الفنون الموسيقية بمعزوفات تراثية ساحرة.
في أحاديث متفرقة أكد السفير الالماني في بغداد على تفرد هذا المعرض، كما اشادت الدكتورة غادة العاملي باللوحات التشكيلية التي جمعت بين الادب والفن في تشكيل بصري، وقد عكس حفل الافتتاح الوجه الحقيقي الحضاري والانساني للعراق لما يحفل به من موسيقى وادب وفن.
وقد كتب الشاعر والناقد رعد كريم عزيز انطباعاته عن المعرض حيث اشاد بلوحات الفنان اياد الزبيدي التي اتسمت بخطوطه بالاسود والابيض وشذرات من الوان محايدة اخرى في مساحات لوحات تباينت بين الحجم الكبير والمتوسط في ابتكار محايثة لافتة بين لوحاته وافكار كافكا، وثيمتها الاساسية الانسان المقيد في عزلته المختارة وسعيه في ايجاد مساحة بعيدة عن التأثيرات التي سببت تهشيم العلاقات الحميمية بين البشر حيث امتزجت في لوحته الكتابة والخطوط ( ارغب في عزلة تخلو من التفكير اكون فيها وجها لوجه مع نفسي)، فيما اشار الى ان الفنانة جنان محمد حاولت لوحاتها ابراز الوجه الحزين للكاتب كافكا وهو يواجه بعيون مفتوحة من يحدق في اللوحات بالمقولة (خجلت من نفسي عندما ادركت ان الحياة حفلة تنكرية وانا حضرتها بوجهي الحقيقي). ووفرت لوحات جنان رؤية بصرية غير بعيدة عن كافكا حاضرا بصورته في تنويعات بصرية تتبع المقولات المختارة من فنه الكتابي. واضاف ان لوحات الدكتور الفنان حيدر رؤوف اتسمت بالدهشة والابتكار في الخزف، فكان عمله بارزا لمقولة كافكا ( فانت تنتمين الي حتى لو قدر لي الا اراك ثانية على الاطلاق) .
واشار كريم الى ان الفنان حسن فالح الشاوي امتاز بمسحة الرمادي والاشخاص في حصار الغرفة التي تشير بوضوح الى حفلة استجواب اذا ما قلنا غرفة تعذيب مقتفيا مقولة كافكا (يا له من جهد ان تبقى على قيد الحياة) . فيما كانت لوحات حامد سعيد تاخذ المشاهد في سياحة بسيطة ممتنعة حتى ظهرت لوحاته في قراءة مغايرة اخرى للمعرض الا انه استفاد من مقولة كافكا (اشياء كثيرة سرقت من طفولتي. اشياء كثيرة مهمة وعلى الان ان استعيدها).
معرض مئوية كافكا من خلال الفن التشكيلي تجربة عميقة اكدت ان هناك تواشج كبير بين الادب والفن.