المدى/متابعة
في خطوة تمثل نقلة نوعية للاقتصاد العراقي، افتتحت الحكومة خمسة أرصفة جديدة ضمن مشروع ميناء الفاو الكبير، ما يثير التساؤل حول إمكانية تحويل الميناء إلى نقطة انطلاق جديدة للتجارة العالمية. ويعد هذا المشروع، الذي يأتي في إطار مبادرة “طريق التنمية”، من أكبر المشاريع اللوجستية في العراق والمنطقة، حيث يهدف إلى ربط الخليج العربي بأوروبا عبر شبكة نقل متكاملة. ويؤكد خبراء اقتصاديون أن ميناء الفاو سيسهم في تصحيح مسار الاقتصاد العراقي، بتوفير بنية تحتية عملاقة تدعم جميع القطاعات، وتزيد من فرص العمل، وتعزز من تنافسية العراق على الساحة الاقتصادية الدولية.
ومع استكمال المراحل المتبقية من المشروع بحلول عام 2028، يُتوقع أن تصل طاقته الاستيعابية إلى 91 مليون طن سنويًا، ليصبح أحد أكبر الموانئ في المنطقة ويعزز من مكانة العراق كمحور رئيسي للتجارة العالمية.
وقال المختص في الشأن الاقتصادي، ميثم البولاني، إن "نقطة انطلاق طريق التنمية تكون من ميناء الفاو، الذي بات أمرًا واقعًا في الحياة الاقتصاد وأول بنية تحتية حقيقية، لتطوير الاقتصاد الوطني وذا أثرٍ إيجابي على الاقتصاد العالمي، لاسيما أن طريق التنمية ينفذ بشراكة عراقية تركية إماراتية قطرية، وأن الجانب التركي في أولى خطواته أبرم اتفاقا رباعيا مع المجر وصربيا وبلغاريا بهدف إيصال البضائع لأقصى العالم".
وأكد أن "ميناء الفاو يمثل نقطة الانطلاق المهمة للتجارة العالمية بمختلف الاتجاهات، وبذلك تكون لهذا الميناء جدوى اقتصادية كبرى، لا سيما بوجود طريق التنمية كون الميناء والطريق مكملات لبعضها، لافتا إلى أن العراق سيكون وجهة استثمارية خصبة وناضجة للصناعات التحويلية في الوقت الحاضر على أقل تقدير والستراتيجية مستقبلا".
يذكر أن عضو اللجنة المالية النيابية مصطفى الكرعاوي قال إن "افتتاح الأرصفة الخمسة وإكمال استثمار ميناء الفاو سيسهمان في دعم طريق التنمية، فضلا عن أنه سيكون جزءاً من طريق الحرير، مبينا، أن العراق يقع في رقعة جغرافية تجعل منه حلقة وصل ما بين الدول الكبرى والصين وأوروبا".
من جهته، قال استشاري التنمية عامر الجواهري، إن "ميناء الفاو الكبير يعد أول خطوة حقيقية تسهل من واقع التجارة العالمية وتربط غربي العالم بشرقيه بأقصر الطرق وأقلها اختصاراً للوقت، كما أنه سوف يعزز حجم التجارة الدولية للعراق مع دول شرقي آسيا، حيث يوجد حجم تجارة كبيرا ويحقق انسيابية في هذا الجانب". ونبه على "اكمال جميع مراحل ميناء الفاو الكبير، وكونه نقطة انطلاق لطريق التنمية سوف يعزز واقع الاقتصاد العراقي، ويكون العراق نقطة جذب حقيقية ذات منفعة كبرى ومستدامة للعراق".
ولفت إلى أن "العراق من خلال هذا الميناء، يكون ذا فائدة جديدة لدول اوربا ايضا والغرب عموما وسوف تتكون لديهم توجهات للاستثمار في العراق ومناطقه القريبة من هذا المشروع". الجواهري اوصى "بتأسيس الهيئة التنفيذية لمشروع طريق التنمية والذي يكون ميناء الفاو الجزء المهم منه المكمل لمشاريع الطرق والسكك الحديد ومشاريع أخرى في أكثر من مفصل اقتصادي، يعد من ضروريات هذا المشروع".
وأشار إلى "أهمية عقد اتفاقات مع دول عدة لها تأثير مباشر في عملية ادارة المشروع المتكامل ابتداء من الميناء وطريق التنمية بجميع مؤسساته".
وأكد "ضرورة تشكيل سلطة منطقة الفاو الاقتصادية، تتولى مواضيع المدن الاقتصادية والصناعية والمدينة التكنولوجية، وصولا إلى المدينة السياحية التي هي جزءٌ مهمٌ من المنطقة وذات منفعة كبرى، وهنا نشدد على ضرورة تشكيل المؤسسات والسلطة بتشريع، ليكون عابرًا للحكومات المتعاقبة على إدارة البلاد".