السليمانية / سوزان طاهر
بعد إعلان النتائج النهائية لانتخابات برلمان كردستان، بدأت الأحزاب الفائزة بمفاوضات تشكيل حكومة الإقليم، وأعلنت عن تشكيل لجان تفاوضية.
وأسفرت نتائج الانتخابات النهائية لانتخابات كردستان التي أعلنتها المفوضية عن فوز الحزب الديمقراطي الكردستاني أولاً بحصوله على 39 مقعداً، وحصل الاتحاد الوطني على 23 مقعداً، فيما حل الجيل الجديد ثالثاً بـ 15 مقعداً، والاتحاد الإسلامي رابعا بـ 7 مقاعد، وحراك الموقف بـ 4 مقاعد، وحزب العدل الإسلامي بـ 3 مقاعد، وجبهة الشعب بمقعدين، وحركة التغيير وتحالف كردستان، حصل كلاً منهم على مقعد واحد، فيما حصلت مكونات كردستان من التركمان والمسيحيين على خمسة مقاعد.
موعد الجلسة الأولى للبرلمان
ويشرح المستشار السابق في برلمان كردستان فؤاد أحمد مسارات تشكيل حكومة الإقليم وتسمية المناصب الرئيسية.
أحمد يؤكد في حديثه لـ(المدى) إلى أن "الخطوة الأولى تتمثل في المصادقة النهائية على نتائج الانتخابات من قبل المفوضية، وخلال 10 أيام، لا بد لرئيس الإقليم أن يدعو البرلمان الجديد لعقد جلسته الأولى".
وأضاف أن "الجلسة الأولى ستعقد برئاسة أكبر الأعضاء سناً وستنتخب رئيساً جديداً للبرلمان، وبعدها يتم فتح باب الترشيح لمنصب رئيس إقليم كردستان للدورة الجديدة، خلال مدة 3 أيام".
وأشار إلى أنه "بعد تسلم الأسماء، لا بد للبرلمان أن يعقد جلسة جديدة خلال مدة أقصاها 30 يوماً لغرض تسمية الرئيس الجديد للإقليم، الذي يجب أن يحصل على الأغلبية داخل البرلمان".
فيما بين بأنه "بعد انتخاب الرئيس الجديد للإقليم وتأديته للقسم أمام المجلس الأعلى للقضاء في كردستان، فإنه يكلف مرشح الكتلة الأكبر داخل برلمان الإقليم بمنصب رئاسة الحكومة، ليقدم خلال 30 يوماً كابينته الحكومية الجديدة، لغرض التصويت عليها من قبل برلمان كردستان، لتنال الأغلبية بـ 51 صوتاً".
من يكون رئيس السن؟
وبحسب المعلومات فإن، محمد سليمان، رئيس قائمة "الجيل الجديد" في محافظة السليمانية سيتولى رئاسة الجلسة الأولى للمجلس بصفته العضو الأكبر سنًا، وفقًا للوائح القانونية المنظمة لعمل البرلمان.
ووفق النظام البرلماني، يتولى العضو الأكبر سنًا رئاسة الجلسة الافتتاحية بشكل مؤقت، والتي تُعتبر خطوة أولى في مسار الإجراءات القانونية والتشريعية، حيث تنظم هذه الجلسة لمباشرة النواب المنتخبين لمهامهم رسمياً، وإطلاق عملية انتخاب رئيس دائم للبرلمان ونائبيه، بما يضمن استقرار العمل التشريعي في كوردستان خلال المرحلة القادمة.
ويشرح الخبير القانوني بكر حمه صديق خطوات تشكيل الحكومة والطرق القانونية لتسميتها، مبيناً في حديثه لـ "المدى" إلى أن "الأغلبية حالياً تغيرت عن الدورة الماضية للبرلمان. وأشار في حديثه لـ(المدى) إلى أن "الأغلبية في الدورة الحالية تحتاج إلى 51 مقعداً من مجموع عدد المقاعد البالغ 100 مقعد، فيما الدورة السابقة كانت تحتاج إلى 56 مقعداً". ولفت إلى أن "منصب رئاسة الإقليم يختلف عن منصب رئاسة الجمهورية، فهو يحتاج إلى الأغلبية النسبية داخل برلمان كردستان، وليس إلى أغلبية الثلثين كما معمول به في النظام البرلماني العراقي، لذلك فإنه ليس يحصل تعطيل في هذا الجانب".
وبدأت الأحزاب الكردية، وعلى رأسها الحزب الديمقراطي الكردستاني الفائز الأول في انتخابات كردستان أولى خطوات تشكيل الحكومة الجديدة.
بدء المفاوضات
وذكر عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني وفا محمد كريم أن، حزبه بدأ مفاوضات تسمية المناصب وتشكيل الحكومة، وشكل لجنة تفاوضية برئاسة عضو المكتب السياسي للحزب هوشيار زيباري.
ولفت في حديثه لـ(المدى) إلى أن "اللجنة ستبدأ زياراتها لجميع الأحزاب الكردية الفائزة في انتخابات كردستان، ونسعى لتشكيل حكومة توافقية لا تستبعد أحد، ولكن نرفض سياسة الابتزاز من أي جهة كانت". وأردف أنه "لاتوجد خطوط حمراء على أي جهة أو حزب، وما حصل في الدعاية الانتخابية من تجاوزات أصبح من الماضي ولن نلتفت إليه، ولكن بذات الوقت يجب احترام الحزب الديمقراطي كفائز أول".
وبالتالي فإن، مسارات تشكيل الحكومة واضحة، وهي أن يذهب منصب رئاسة الحكومة ورئاسة الإقليم للحزب الديمقراطي، ورئاسة البرلمان، مع منصب نائب رئيس الحكومة للاتحاد الوطني، والأحزاب الأخرى إذا أرادت المشاركة فستأخذ مناصب حسب استحقاقها.
وبحسب المعلومات فإن، الاتحاد الوطني الكردستاني شكل هو الآخر لجنة تفاوضية تضم عدد من أعضاء المكتب السياسي في الحزب. وتقول المصادر لـ(المدى) إلى أن "اللجنة التفاوضية ستبدأ أعمالها خلال الأيام المقبلة، وتجري اجتماعات مع جميع الأحزاب باستثناء الحزب الديمقراطي، والهدف من هذه الاجتماعات الوصول لرؤية مشتركة وطرحها على الحزب الفائز الأول". ودعا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزانيإلى تشكيل حكومة جديدة في إقليم كردستان قادرة على تعزيز الاستقرار وبناء اقتصاد أقوى.
ويؤكد الكاتب والباحث السياسي جمعة محمد كريم أنه، وحسب المعطيات فإن مسارات تشكيل الحكومة تبدو معقدة، وتحتاج لوقت طويل.
وأوضح في حديثه لـ(المدى) أنه "قد نشهد تدخلات ووساطات من بغداد، ومن أطراف إقليمية ودولية، لغرض الإسراع بتشكيل الحكومة، وتقريب وجهات النظر بين الأحزاب الكردية".
وبين أنه "من الواضح بأنه لن يحصل أي شيء قبل العام الجديد، لأن كل حزب سيحاول الحصول على أكبر قدر من المكاسب".