ترجمة / حامد أحمد
تناول تقرير لمنظمة الهجرة الدولية المخاطر والمساوئ التي يتعرض لها أفراد وقعوا ضحايا لشبكات تهريب والاتجار بالبشر مشيرا إلى ان العراق أصبح ملاذا ومنطلقا لتهريب افراد من وإلى البلاد، ورصدت المنظمة عبور 1 مليون و274 و67 شخصا من خمسة معابر حدودية في العراق العام الماضي مع بلدان الجوار 71% منهم عراقيون غادروا البلد بحثا عن فرص عمل ومسعى للهجرة وسط مخاطر ومصير مجهول.
وسجلت المنظمة الدولية خلال الفترة ما بين 1 آذار 2022 الى 30 تشرين الثاني 2023 عبور 1,274,067 شخصا من خلال خمسة معابر حدودية بين العراق والدول المجاورة إيران وسوريا وتركيا تمثلت بمعابر فيشخابور وإبراهيم الخليل ومنفذ باشماخ وزرباطية والشلامجة. حيث شهد معبر إبراهيم الخليل في دهوك مع تركيا عبور العدد الأكبر من المسافرين وبلغ عددهم 627,080 شخصا، في حين شهد معبر فيشخابور العدد الأقل من حركة المسافرين بحدود 154,921 شخصا.
وأشارت المنظمة الى ان دوافع سفر هؤلاء الأشخاص متعددة بين البحث عن عمل او الهجرة مع ذكر 35% منهم السبب هو العودة لبلدانهم او البلاد التي اعتادوا العيش فيها وبين 24% منهم لغرض التسوق و15% لزيارة أقارب في حين بين 13% منهم سفره لغرض السياحة.
وبينت المنظمة ان 36 الف و422 شخصا من هؤلاء المسافرين عبروا الحدود لغرض البحث عن عمل، في حين بين 7% منهم فقط وهم بحدود 2,626 شخصا عن مؤشرات احتمالية استغلالهم من خلال اخضاعهم لأعمال وانشطة خارج ارادتهم، او ان يعملوا بدون علم عن الأجر الذي سيتلقونه، او انهم تلقوا معلومات كاذبة عن طبيعة ومكان العمل. 57% من هؤلاء المسافرين هم من الذين عبروا منفذ إبراهيم الخليل مع تركيا أو منفذ باشماخ مع إيران.
ويذكر التقرير ان أغلب مؤشرات المخاطر الشائعة بين هؤلاء المسافرين وتشكل نسبتها 89% هو تلقيهم معلومات كاذبة من قبل أرباب العمل والمشغلين عن طبيعة وموقع العمل. ويمكن ان يشير ذلك لتسخير كاذب. 63% من هذه الحوادث سجلت في العراق وكذلك في إيران بنسبة 29%. الاتجار المخادع بالبشر يتضمن تجهيز أصحاب العمل معلومات كاذبة عن ظروف وطبيعة العمل، مما يؤدي ذلك الى استغلال الضحايا ضمن وعود كاذبة. وذكرت المنظمة الدولية أيضا ان 33% منهم قد يعملون بدون تلقي أجور و5% يتعرضون لأعمال قسرية.
واظهر التقرير ان اغلب هؤلاء الأشخاص من المسافرين هم من الذكور واغلبهم بين أعمار 18 و34 عام وتبلغ نسبتهم 80% وتشكل النساء نسبة 20 % من المهاجرين وتتراوح أعمارهم بين 18 و34 الى 60 عاما. ونصفهم تقريبا هم عزاب، وثلثهم من المتزوجين وتبلغ نسبتهم 28%، والنسبة المتبقية إما مطلقات او ارامل.
وأشارت المنظمة الدولية الى ان اغلب المسافرين المعرضين للخطر هم العراقيون الذين غادروا البلاد وتبلغ نسبتهم 71%، وان اغلب المسافرين المعرضين للخطر الذين دخلوا العراق هم إيرانيون وإندونيسيون ومن تركيا، وبينت ان التحصيل الدراسي لأغلب هؤلاء هو شهادة الدراسة الثانوية او الابتدائية، وليس منهم من يحمل شهادة دراسة عليا. وان ما يقارب من ربع هذه الاعداد هم من العاطلين عن العمل، وان 28% منهم يعملون في مجال القطاع الخاص ونسبة 8% منهم ينخرطون بأعمال منزلية.
ويذكر التقرير ان ما يقارب من نصف اعداد المسافرين المعرضين للمخاطر ينطلقون لخوض السفر بمفردهم ونصفهم الاخر بصحبة آخرين كأن يكونوا أصدقاء او افراد جيران. واغلب الذين يسافرون بمفردهم هم من الرجال الذين يسعون للحصول على فرصة عمل في البلد المتوجهين اليه، او ان يكون هناك أصدقاء او أقارب بانتظارهم. وفي حالات قليلة يكون المسافر معرضا للخطر عند عبور الحدود مع مجاميع من افراد غير معروفين.
وبين التقرير ان 88% من المسافرين المعرضين للمخاطر يستخدمون مدخراتهم المالية لتمويل تكاليف سفرهم، في حين ان 17% منهم يلجؤون الى الاقتراض من أصدقاء او من عوائلهم او بيع مقتنيات لتمويل تكاليف السفر تكون لها آثار سلبية على مستقبلهم الاقتصادي. وان حوالي نصف المسافرين الباحثين عن عمل أكدوا ان سيعملون لتسديد تكاليف سفرهم. واظهر التقرير كذلك ان غالبية المسافرين يجهلون مدى المخاطر التي قد تواجههم وقسم منهم بين انهم تعرضوا لاستغلال من قبل المشغلين, وان واحد من بين كل ثلاثة يجهل بشكل عام ان هجرته قد يصاحبها مشاكل ومخاطر.
وتوصي المنظمة الدولية بان هذه الاستنتاجات والاستطلاعات تؤكد على ضرورة إيجاد حلول جذرية شمالة لمكافحة عمليات الاتجار بالبشر. وان على كل من الجهات الحكومية ووكالات الحماية غير الحكومية من منظمات دولية ان تعمل لتعزيز الدعم والاسناد لحماية الأشخاص المعرضين لمخاطر الاتجار بالبشر من خلال حملات توعية حول مخاطر التهريب.
وضمن هذا الصدد عمل العراق على اتخاذ خطوات بالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة UNODC والاتحاد الأوروبي كجزء من المبادرة العالمية لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين لتزويد المسؤولين بالأدوات الأساسية للتحقيق بشكل فعال في قضايا الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين ومحاسبة الجناة المتورطين بهذه الجرائم وتحقيق الانصاف للضحايا.
• عن منظمة IOM