ترجمة: عدوية الهلالي
خلال مهرجان كان الأخير، حظي الفيلم الثاني للمخرجة الفرنسية كورالي فارجيت الذي يحمل عنوان (المادة) على ردود فعل متباينة بين الاعجاب الشديد به لأنه فيلم رائع بكل معنى الكلمة،ورفضه لكثرة وشدة مايتخلله من مشاهد عنيفة. ويعرض الفيلم حاليا في دور السينما.
بعد فيلم (انتقام) عام 2018، وهو فيلم من النوع الذي لاقى استحسانًا في العديد من المهرجانات، تعود كورالي فارجيت إلى الصدارة مع فيلمها (المادة) من بطولة ديمي مور ومارجريت كواللي ودينيس كويد. وتكشف كاتبة السيناريو والمخرجة عن موهبة استثنائية في السرد القصصي والإخراج في هذا الفيلم الروائي الدموي والعنيف، ولكنه أيضًا يحتوي على جرعة جيدة من الدراما، ويظل فيلمًا رائعًا مكتملًا أسعد المهرجان لدرجة أنه تمت مكافأته بالحصول على جائزة السيناريو المرموقة في آيار الماضي.
ومع فيلم (المادة)،تكشف كورالي فارجيت عن نفسها بأنها الوريثة الحقيقية للمخرج الكندي ديفيد كروننبرغ، من خلال وضع موضوع الجسد في قلب فيلمها الصادم، مع ديمي مور الرائعة، التي شاركت في فيلم لم نتوقعه.وقد تم تصوير الفيلم بالكامل في فرنسا في الاستوديو، وعلى الرغم من أن الفيلم أمريكي، إلا أنه يبدو وكأنه في هوليوود من البداية إلى النهاية، بفضل مجموعاته الرائعة، وتمثيله الرائع، وتصويره وتأثيراته الخاصة رفيعة المستوى، وهكذا يجمع فيلم (المادة) جميع العناصر لإغراء محبي الأفلام من هذا النوع.
وفيلم (المادة) من إنتاج دولي مشترك بين فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وقد تم عرضه لأول مرة عالميًا في 19 آيار 2024 في المسابقة الرئيسية لمهرجان كان السينمائي السابع والسبعين، حيث فازت الكاتبة فارجيت بجائزة أفضل سيناريو. وتلقى الفيلم تقييمات إيجابية وحقق أكثر من 43 مليون دولار بميزانية إنتاج قدرها 17.5 مليون دولار.
في الفيلم تظهر ديمي مور بدورنجمة هوليوود السابقة إليزابيث سباركل، التي يتم طردها في عيد ميلادها الخمسين بشكل غير رسمي من برناج اللياقة البدنية التلفزيوني الذي تقدمه منذ فترة طويلة، واثناء قيادتها الى المنزل، يتشتت انتباه اليزابيث بسبب إزالة لوحة إعلانية لها مايؤدي الى وقوع حادث سيارة كبير، وفي المستشفى، تعرض عليها ممرضة شابة اعلان عن (المادة) وهي يمكن أن يولد نسخة "أصغر سنًا وأجمل وأكثر كمالًا" منها. وتطلب إليزابيث المادة وتحقن المصل المنشط، مما يؤدى إلى ظهور نسخة أصغر بكثير منها من شق في ظهرها. وتطلق الشخصية الأخرى على نفسها اسم سو وسرعان ما تم تعيينها كبديل لإليزابيث من قبل هارفي منتج برنامجها التلفزيوني الجديد الذي أوصلها إلى الشهرة.
في اليوم التالي، تستيقظ إليزابيث لتجد أن إصبعها السبابة قد تقدم في العمر بسرعة. فتتصل بالمورد الذي يحذرها من أن البقاء في منصب سو لفترة أطول من سبعة أيام يتسبب في شيخوخة سريعة لا رجعة فيها، لذا يجب على إليزابيث اتباع جدول التبديل لمنع حدوث ذلك مرة أخرى. وعلى الرغم من كونهما واحدًا، يبدأ كلا الشخصين في النظر إلى نفسيهما كأفراد منفصلين وسرعان ما ينموان ليحتقرا بعضهما البعض؛ فتغار إليزابيث من جمال سو ونجاحها، وتستاء من تجاهلها المتكرر لجدول التبديل، في حين تشعر سو بالفزع من كراهية إليزابيث المستمرة لنفسها والإفراط في تناول الطعام. وبعد محاولة التدمير الذاتي من قبل إليزابيث، ترفض سو المضطربة العودة وتخزن سائل التثبيت من إليزابيث في أوعية زجاجية، وتقرر البقاء في دور سو بشكل دائم.
بعد ثلاثة أشهر، في اليوم السابق للبث التلفزيوني ليلة رأس السنة الجديدة، لم تتمكن سو من تجديد سائل التثبيت الخاص بها حيث تم استنزاف جسد إليزابيث منه بالكامل، يخبرها المورد أن الطريقة الوحيدة لتجديد السائل هي العودة إلى حالتها الأصلية. وعندما يتحولون، تجد إليزابيث نفسها قد تحولت بشكل رهيب إلى أحدب مشوه. وفي محاولة يائسة لمنع إساءة استخدام المثبت من إلحاق المزيد من التدهور بجسدها، تحصل إليزابيث على مصل مصمم للقضاء على سو.وبدون إليزابيث، يبدأ جسد سو في التدهور بسرعة. وفي حالة من الذعر، تندفع سو إلى شقتها وتحاول إنشاء نسخة جديدة من نفسها باستخدام مصل المنشط المتبقي، وهو أمر محظور صراحةً من قبل المورد؛ هذا يحولها عن غير قصد إلى هجين بشع من إليزابيث وسو، مما يسفر عن مقتل سو في هذه العملية. وترتدي المرأة الهجينة ملابسها وتذهب إلى البث المباشر مرتدية قناعًا مقطوعًا من لوحة إليزابيث في أوجها.وعندما تظهر على المسرح وتبدأ في التحدث إلى الجمهور، يسقط قناعها، مما يتسبب في اندلاع فوضى عنيفة لدى الجمهور المرعوب؛ فيقوم رجل بقطع رأسها ويغرق المكان بالدماء في مشهد بالغ الرعب والعنف يحاول فيها الرأس المقطوع الزحف للالتصاق بالجسد ثم تبتسم وهي تهلوس بأنها تحظى بإعجاب الجميع من حولها قبل أن تذوب في بركة من الدماء. وفي اليوم التالي، يتم تنظيف دمها بواسطة جهاز تنظيف الأرضيات!!
فيلم (المادة) للمخرجة كورالي فارجيت:رعب وعنف صادم تجسده ديمي مور ومارجريت كواللي
نشر في: 14 نوفمبر, 2024: 12:01 ص