متابعة/ المدى
نفى مستشار الشؤون السياسية لرئيس الوزراء العراقي، سبهان الملا جياد، تلقّي العراق لأي معلومات أو رسائل بنيّة "إسرائيل" في تنفيذ ضربات ضده، مؤكداً أن "ما يرد في التقارير الأجنبية غير حقيقي".
وقال الملا جياد في حديث صحفي تابعته (المدى)، إن "التخوفات والتحذيرات من وجود ضربات إسرائيلية مرتقبة على العراق مبنية على التكهنات والتقارير الصحفية الأجنبية المختلفة، ولا توجد أي معلومات حقيقية بشأن وجود هكذا ضربة مرتقبة".
وأضاف جياد أن "العراق لم يتلقّى أي معلومات أو تأكيدات أو رسائل من أي طرف إقليمي كان أو دولي، بإن إسرائيل تريد توجيه أي ضربة على العراق. فلا شيء رسمي بهذا الخصوص"، حسب تعبيره، "وكل ما يتعلق بذلك مجرد تصريحات إعلامية وتقارير صحفية فقط".
وأشار جياد في حديثه إلى أن "مقابل ذلك، هناك ترقباً وحذراً من قبل الحكومة العراقية لأي طارئ".
ويتصاعد القلق من انجرار العراق إلى ساحة الحرب المستعرة في غزة ولبنان، بالتزامن مع تكثيف الفصائل العراقية المسلحة التي تطلق على نفسها اسم "المقاومة الإسلامية في العراق"، ضرباتها ضد المواقع والمصالح الإسرائيلية في منطقة الجولان والأراضي الفلسطينية، وتوعّد "إسرائيل" بالرد على أي جهة تهدد أمن الكيان بضربات انتقامية.
وتحذر جهات محلية ودولية من ارتفاع احتمال تنفيذ إسرائيل ضربات عسكرية مباشرة باتجاه الأراضي العراقية، مع تصاعد عدد ضربات "المقاومة" العراقية لإسرائيل، إذ باتت تعلن عن عمليات متعددة بشكل يومي.
وتعمل الحكومة العراقية بشكل حثيث على منع البلاد من الانزلاق بالحرب، ولعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران، مؤكدة رفض التحوّل إلى جزء من الصراع.
وكشف القيادي في تيار القسم الوطني، المنضوي في ائتلاف دولة القانون عبد الرحمن الجزائري، في وقت سابق، أن "هناك ضغوطات غير معلنة تمارسها الحكومة تجاه الفصائل العراقية المسلحة بشأن إيقاف الهجمات على الكيان الصهيوني حتى لا تكون هناك مبررات وحجج للكيان لاستهداف العراق كرد على عمليات الفصائل".
وبين أنّ "الحكومة تريد من الفصائل الالتزام بتوجهات الدولة بإبعاد البلاد عن دائرة الحرب والصراع، فهناك خشية حقيقية من أي ردود أفعال إسرائيلية تجاه العراق خلال المرحلة المقبلة، فهذا قد يجر العراق إلى حرب هو غير قادر على الدخول فيها بمختلف الأصعدة".
كان جياد قد صرح في 26 تشرين الأول الماضي، بأن "موقف الحكومة العراقية واضح ومعلن، وهي من تقرر مع مؤسسات الدولة الأخرى من مجلس النواب ومجلس القضاء وغيرها من المؤسسات المختصة أي قرار يخص الحرب والسلم"، مشيراً إلى أنه "لا يحق لأي جهة أخرى أن تقرر بدلاً عن الدولة هذا الأمر".
حينها قال إن "الحكومة العراقية لا تريد الحرب، بل هي تعمل على وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وهي تبذل جهوداً دبلوماسية خارجية كبيرة جداً"، لافتاً إلى أن "العراق عنصر محوري مهم في المنطقة والعالم، ولهذا هو يلعب هذا الدور في تهدئة الأوضاع، ولا يريد أن يكون جزء من أي تصعيد، بل يريد أن يكون جزء من الحل والتهدئة".