بابل / علي الحمداني
تعيش محافظة بابل أوضاعًا خدمية صعبة، تعكسها بنية تحتية متهالكة وشوارع منسية، تزامنًا مع انطلاق العام الدراسي الجديد. رغم تعاقب الحكومات المحلية على مدار عقدين، تفتقر المحافظة إلى مشاريع تنموية ملموسة ترفع من مستوى الخدمات الأساسية، وسط معاناة يومية للمواطنين.
يقول عضو مجلس محافظة بابل محمد المنصوري في حديثه لـ(المدى): "ان السبب يعود على المحافظين الذي تسلموا منصب المحافظ في طيلة هذه الفترة، وهذا يعني ان عقدين من الزمن مرت ولا توجد رؤى واضحة للمحافظين حتى ينهضوا من هذا الواقع، كذلك ان اغلب المشاريع عطلت وتلكأت بسبب عدم المتابعة، كما ان بعض المشاريع احيلت الى شركات وهمية وتم بيعهما، خصوصاً المحافظ السابق الذي احال شارع ٦٠ الى شركة تركية، وهذه الشركة بدورها باعت المشروع الى شركة أخرى. ويتابع المنصوري: "ان ما معمول به الان هو اننا نريد لملمت الأشلاء بما موجود منها، حتى ننهض بمشاريع المستقبل الاخرى، التي تناط الى مجلس المحافظة، حيث اننا دئماً على حديث مع السيد رئيس المجلس، وكذلك مع الذوات الموجودة في مجلس المحافظة بخصوص النهوض في المشاريع، ونرى بابل في قابل الايام تنهض بالواقع الخدمي الذي يرتقي لأبناء هذه المحافظة، ولابد من الجدية وانشاء بنى تحتية في المحافظة لان البنى الموجودة حالياً دون المستوى المطلوب".
ويقصر المنصوري، الجميع ويشير الى ان الكل مقصر بما فيهم نفسه المتحدث، رغم ان عمر الدورة التشريعية والتنفيذية الحالية لا يتجاوز البضعة شهور، الا ان الجميع يشعر في التقصير بسبب نسب الانجاز في المشاريع، ومن هذه المشاريع هو مشروع تأهيل شارع 60 حيث ان نسب الانجاز فيه نسبة (68%-70%)، كما ان مطلع الصيف القادم يرى نور. ويشخص المنصوري، المناطق التي تعاني من قلة الخدمات، والتي تكون في مركز المحافظة، ومنها مركز المدينة (الحلة) حيث ان اغلبها شوارعها تحتاج الى تعبيد الطرق والتشجير وبناء الأرصفة، كذلك ساحات الوقوف، والمشاكل المرورية العالقة، حيث قلما ما نجد شارع في المحافظة موافق للتنادر المرورية، من حيث الذهاب والاياب والاستدارة، وهذه تكون صعبة المعالجة. كذلك في منطقة ابي غرق الطريق المؤدي من مدينة الحلة الى كربلاء حيث تم نصب جسر مشاة كهربائي لوجود مدارس على ضفتي الشارع، كما ان هذه الجسور معطله ولا توجد متابعه لها.
الاحتياجات الاساسية في مركز المدينة
يوضح المنصوري، "ان المدينة تحتاج الى الشوارع بالدرجة الأساس، وكذلك الجسور حيث ان المركز يحتاج الى عشرة جسور لفك الاختناقات المرورية وبالاستشارة مع دائرة المشاريع في مجلس المحافظة، حيث ان هذه الجسور تكون للسابلة المشاة وتكون على شكل جسور كهربائية، كما ان الحكومة المحلية تواجه مشكلة في الكثافة السكانية العالية والمدينة ذاتها تكون ضيقه ولا توجد لدى الحكومة لحل هذه المشكلة.
من جانبه يقول الاستاذ، حسين خضير سريسح، مدير الطرق والجسور في بابل في حديثه لـ(المدى): "توجد لدينا عدة طرق لفك الاختناقات في المحافظة، ومنها انشاء الجسور، حيث يوجد لدينا حالياً جسر عشتار الذي يربط الصوب الصغير بالصوب الكبير ونسبة الانجاز في هذا الجسر تجاوزت 70% وفي نهاية هذا العام يكون جاهز للعمل، وايضا من ضمن البرامج هي اعداد التصاميم والاعداد حالياً في وزاره التخطيط لأدراج جسر الجنسية الذي يربط مدينة الحلة والصوبين، كذلك توجد لدى المديرية كشوفات وتصاميم عند تكون جاهزة سوف تتم المباشرة فيها، كذلك تمت المباشرة بطريقين، وهو ربط جسر عشتار بمنطقة الوردية والمرور السريع ومن ثم محافظة بغداد بصره، كما تم تأهيل وتوسعة ممرات خدمة الطريق المؤدي الى حله كربلاء المقدسة.
ويشير سريسح، الى ان هناك حمله تكلفنا بها من قبل دولة رئيس الوزراء، ومتابعة مدير المكتب، برئاسة محافظ بابل، وهي تأهيل الطرق في شمال بابل، وطريق الدخول والخروج الى كربلاء، حيث تم فتح طريق المنشاة القديمه واكساءه وتبليطه الى ان أصبح الطريق جاهزا وينقل العجلات من بغداد الى الإسكندرية ومن ثم الى كربلاء حتى لا يتم التقاطع مع المشاة السابلة المتوجهين الى محافظة كربلاء ايام الزيارات.
الاهتمام بالمداخل وترك مركز المدينة والأقضية والنواحي تعاني
يستعرض سريسح، الطرق المنجزة في مداخل المدينة، حيث تم تهيئة طريق الدايره ويعتبر هذا الطريق هو أحد الطرق الذي يربط المرور السريع بالحصوة، ايضا تم رفع جميع التجاوزات على هذه الطرق، حيث لا يوجد اي مطب يتعارض مع سير العجلات، وكذلك تمت وموافقة دولة رئيس مجلس الوزراء ايضا على رفع السيطرات من هذا الطريق والان الطريق جاهز بعرض 80 متر الذهاب والاياب للعجلات.
محافظة تعاني من حقبة مرت عليها تفتقر فيها الى ابسط الخدمات، حيث ان الحكومات المحلية السابقة لم تعد او تنفذ أي مشروع يخدم المحافظة بسبب النزاعات والكثير من الامور التي عصفت في ذلك الوقت، هذا ما افاد به الناشط في محافظة بابل رزاق السلمان في تصريح خاص لـ(المدى). ويحذر السلمان، "ان محافظة بابل عانت الويلات بسبب سوء الخدمات، كما انها في الوقت المقبل سوف تكون هناك كارثة بيئية بسبب كثرة النفايات فيها، وإذا لم يتم انتشالها من هذا الواقع المزري وسوف تحدث الكارثة البيئية مثل ما حدثة في محافظة بغداد من تراكم النفايات فيها وانبعاث الغازات من داخلها.
ويضيف السلمان، "ان المحافظة تعاني من القلة في الجسور والطرق داخل المدية والاقضية والنواحي، حيث ان هذه المناطق يعاني سكانها بسبب قلة الجسور سواء كانت جسور مشاة تخدم الطلبة او جسور السيارات التي تقوم بفك الاختناقات المورية في هذه الاماكن، حيث تعاني طلاب المدارس بالدرجة الاساس من هذا الواقع بسبب عدم تبليط الطرق، كذلك تعاني المناطق الريفية اثناء فصل الدراسة من القلة في القناطر التي تربط المناطق السكانية بالمدارس.
يوضح السلمان، انه "في الآونة الاخيرة ذهبت الحكومة المحلية للنهوض في الواقع الخدمي، وتم تركيزها على مداخل المدينة والطرق المؤدية اليها، لكنها عزفت عن العمل في مركز المدينة، ولم تلتفت الى الاقضية والنواحي، ولحد الان لم يتم الوصول الى المناطق الريفية وسكانها تعاني الويلات من هذا الواقع".