ترجمة / حامد أحمد
في لقاء مع مجلة، نيوزويك Newsweek، الأميركية قال احد قياديي فصائل المقاومة العراقية انه يتطلع لسياسة الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب ان تفي بوعدها بسحب قواتها من العراق وان تسعى الى إيقاف الحرب الدائرة في المنطقة، مشيرا الى ان سياسة ترامب تختلف في تفكيرها عن سياسة سلفه بايدن، حيث انه لا يفكر بالحروب بقدر ما يفكر بمصالح بلده الاقتصادية في اميركا وفي المنطقة.
وتأتي هذه التعليقات وسط ترقب أوساط وأطراف في المنطقة لستراتيجية إدارة ترامب القادمة تجاه ما يدور من توترات في منطقة الشرق الأوسط واستمرارية المعارك بين إسرائيل وغزة منذ أكثر من عام والان مع لبنان، حيث انه في الوقت الذي أشار فيه الى دعمه القوي لإسرائيل، فان ترامب تعهد أيضا بوضع حد للحروب الخارجية متهما الرئيس جو بايدن باتباعه سياسات تدخلية في شؤون المنطقة.
وقال، الشيخ محمد التميمي، الأمين العام لفيلق الوعد الصادق، أحد فصائل المقاومة العراقية في حديثه لمجلة نيوزويك "نحن بانتظار تأكيده لوعده وان يبدأ بسحب القوات أو ان يضع جدولا زمنيا لذلك ليتمكن من برهنة صدق كلامه لنا كعراقيين، وهذا ما نأمله من الرئيس المنتخب ترامب".
وأضاف التميمي بان فصيله وبقية الفصائل تنتظر ما ستكون عليه سياسة ترامب، مؤكدا بالقول "ندرك ان تفكيره مختلف عن تفكير إدارة بايدن، وانه لا يفكر بالحروب بقدر ما يفكر بالاقتصاد واهتمامه بمصالح الولايات المتحدة في الداخل وهنا في الشرق الأوسط".
وحذر التميمي في الوقت نفسه من ان الرئيس المنتخب إذا فشل بسحب القوات الأميركية "فان المقاومة لن تتخلى عن هذه المسألة بدون ان تجبر الولايات المتحدة على سحب قواتها، كأن يكون ذلك عن طريق الدبلوماسية السياسية أو المقاومة، والتي تعتبر حقا شرعيا للشعوب للدفاع عن أراضيها وحريتها".
وكانت فصائل مسلحة عراقية قد أصبحت طرفا في ازمة توترات ومعارك في المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وقطاع غزة في تشرين الأول من العام الماضي، عندما شرعت بعد انطلاق المعركة بأقل من أسبوعين بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة تجاه إسرائيل وضد قوات أميركية في العراق وسوريا والتي نجمت عنها ضربات مرتدة أميركية ضد مواقع لفصائل عراقية.
واستنادا لاتفاقية انسحاب القوات الأميركية من العراق التي تم التوصل اليها بين الحكومتين العراقية والأميركية، فان إدارة الرئيس بايدن لم تحدد كم هو عدد القوات التي سيتم سحبها او بقاءها في البلاد. وكان مسؤولون اميركان قد ذكروا بان المرحلة الأولى من سحب القوات، التي وصفت بانها مرحلة انتقالية في العلاقة بين البلدين، ستنتهي في أيلول عام 2025، مما يسمح ذلك باستمرارية العمليات الأميركية من العراق ضد تنظيم داعش في سوريا لحين الموعد النهائي من المرحلة الثانية بحلول أيلول من العام 2026.
وتذكر نيوزويك انه عقب فوز ترامب بالانتخابات على مرشحة نائب الرئيس، كامالا هاريس، الأسبوع الماضي تحدث رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، مع الرئيس المنتخب ترامب، ومن ثم أصدر بيانا أشار فيه الى تصريحات ترامب ووعوده اثناء حملته بالعمل نحو إنهاء الحروب في المنطقة.
متحدث باسم الحكومة العراقية قال لمجلة نيوزويك إن السوداني يخطط أيضا لبعث رسالة تهنئة رسمية حال تسنم ترامب مهام عمله في البيت الأبيض، وأن رئيس الوزراء العراقي يعتقد أيضا بان ترامب سيكون ملتزما بتعهداته.
وأضاف المتحدث قائلا "العلاقة بين الحكومات العراقية والأميركية علاقة واسعة ومترسخة، وكذلك ان رئيس الوزراء له ثقة بتعهد الرئيس المنتخب بوضع حد للحروب في المنطقة ويأمل للعمل سوية نحو حلول عادلة وشرعية وقانونية تجاه كل حالات الاعتداء، وإعطاء القانون الدولي دوره في احترام حقوق الانسان".
من جانب آخر فان، التميمي، كان اقل اقتناعا فيما يتعلق بالاتفاقية التي ابرمت مع إدارة الرئيس بايدن.
وقال التميمي " إدارة بايدن لم تكن صادقة بإعلانها ونيتها بسحب القوات الأميركية من العراق، ولدينا كثير من الاثباتات على ذلك، بضمنها استبدال قوات بقوات أخرى. انها لا تسعى الى تقليص عدد جنودها، بل انها تحاول بدلا من ذلك زيادة عدد قواعدها في الكويت وفي المنطقة، وهذا ما يجعلنا نشكك بقرار إدارة بايدن في حينها".
ووصف التميمي رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، على انه ممثل للشيطان "الذي تهدد افعاله بجر الولايات المتحدة لحرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط وحتى ربما لحرب دولية". مشيرا الى ان إدارة ترامب قد تلجأ الى جانب "الحكمة" والسعي أكثر نحو سياسات بناءة التي فشلت الإدارة الحالية للبيت الأبيض في اتباعها.
وأضاف التميمي بقوله "هذا شيء نتأمله من الإدارة الجديدة، فثمن الحرب باهض، حتى لو ان اميركا بعيدة عنها، فانه لها مصالح في المنطقة تريد الحفاظ عليها، وهذا شيء لم تفكر به إدارة بايدن. انه من مصلحة أميركا ان يسود السلام، ولكن ان يكون سلام تحفظ فيه حريات وحقوق شعوب المنطقة في تقرير مصيرهم. وأفضل خيار لإدارة ترامب هو إيقاف الحرب ونشر السلام في سبيل مصالح اميركا الاقتصادية، وكذلك سحب القوات من العراق ليتسنى للسلم ان ينتشر في كل مكان".
وقال التميمي "عليه ان يدرك بان قدرات المقاومة وقدرات الطائرات المسيرة تصل لجميع القواعد الأميركية في الشرق الأوسط وتصل الى مصادر النفط، وعليه ان يفهم هذه الرسالة أيضا".
عن نيوزويك