TOP

جريدة المدى > اخبار وتقارير > "تلوث خانق في بغداد".. معامل الوقود الثقيل خارج نطاق العقاب

"تلوث خانق في بغداد".. معامل الوقود الثقيل خارج نطاق العقاب

نشر في: 17 نوفمبر, 2024: 11:59 ص

المدى/خاص
تشهد سماء العاصمة العراقية بغداد عودة مقلقة للتلوث البيئي، حيث تتصاعد المخاوف من تأثيراته الصحية على سكان المدينة.

وتُشير مصادر بيئية إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه الظاهرة يعود إلى استمرار بعض المعامل الصناعية في استخدام الوقود الثقيل، المعروف بتسببه في انبعاثات ملوثة عالية، على الرغم من الدعوات السابقة لإغلاق هذه المنشآت أو التحول إلى بدائل طاقة أنظف.

ورغم الجهود الحكومية المعلنة لمكافحة التلوث البيئي، إلا أن العديد من تلك المعامل لم تخضع للإجراءات العقابية أو الإغلاقات المطلوبة، مما يعكس وجود فجوة في تطبيق القوانين البيئية.

ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه شكاوى المواطنين من تردي نوعية الهواء، حيث تتسبب الانبعاثات السامة في ارتفاع معدلات الأمراض التنفسية، لا سيما بين الأطفال وكبار السن.

وبحسب مختصين، فإن غياب الرقابة الصارمة واستمرار السماح باستخدام الوقود الثقيل يشكلان عقبة رئيسية أمام تحسين جودة الهواء في بغداد، في حين يطالب ناشطون بيئيون باتخاذ إجراءات حازمة تشمل إغلاق المعامل المخالفة وتحفيز الانتقال إلى مصادر طاقة مستدامة.

وقال المختص البيئي، مرتضى حاتم، خلال حديث لـ(المدى)، إن "استمرار استخدام الوقود الثقيل في المعامل الصناعية دون اتخاذ حلول جذرية يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة العامة في بغداد، حيث أشار إلى أن الانبعاثات الناتجة عن حرق هذا النوع من الوقود تحتوي على جسيمات دقيقة ومواد سامة ترتبط مباشرة بزيادة معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب، إضافة إلى مضاعفات خطيرة على الفئات الأكثر ضعفًا، مثل الأطفال وكبار السن".

وأضاف أن "تراكم الملوثات في الهواء لا يقتصر تأثيره على الصحة الفردية، بل يمتد ليؤثر على النظام الصحي العام من خلال ارتفاع حالات الاستشفاء والتكاليف الطبية".

وتابع أن "الأزمة لن تُحل بإجراءات شكلية، داعيًا الجهات المعنية إلى تبني سياسات صارمة تشمل إغلاق المصانع المخالفة، ودعم التحول إلى بدائل طاقة نظيفة تقلل من آثار التلوث على البيئة وسكان العاصمة".

وأكدت وزارة البيئة، أن “عودة الروائح وارتفاع تراكيز الملوثات في سماء بغداد سببها إصرار بعض الأنشطة الصناعية والبلدية المخالفة على مزاولة عملها في ساعات الليل”، مبينة أن “إدارتها العليا وفرقها الرقابية تعمل ميدانيا على مدار الساعة على متابعة مصادر تلوث الهواء في بغداد”.

وقال الوكيل الفني لوزارة البيئة جاسم الفلاحي في بيان تلقته (المدى)، إنه "رغم ان الحالة الطقسية تسهم في وضوح تلك الروائح الا ان هنالك مشكلة كبيرة في إصرار عدد من الأنشطة الصناعية وغيرها بعدم الامتثال لقرارات الغلق واعتماد وسائل حرق مخالفة لأبسط المحددات البيئة".

وأشار إلى أن "تقارير مديرية بيئة بغداد الموثقة استعرضت ابرز أسباب تفاقم التلوث يعود إلى استمرار الحرق السلبي في معامل الطابوق وكور الصهر غير القانونية والأسفلت في النهروان وبعض مناطق بغداد إضافة إلى حرق النفايات المستمر في معسكر الرشيد والنهروان وبعض مواقع جمع النفايات رغم وجود مراكز بلدية وبلديات تابعة إلى امانة بغداد والجهات الامنية الماسكة للأرض تتولى تلك المسؤولية".

كما حذر الوكيل الفني بحسب البيان أن "التقرير الشهري الذي ستعرضه الوزارة على مجلس الوزراء الموقر سيتضمن أسماء وعناوين الأنشطة المستمرة بالمخالفات والجهات القطاعية المعنية بإيقاف تلك الأنشطة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العراق يبدأ حملة مكثفة لترحيل العمالة الأجنبية المخالفة وتنظيم سوق العمل

برلماني يكشف عن اسم احد الوزراء المشمولين بالتعديل الوزاري

الكرادة تودّع أشجارها: توسعة الطرق تثير جدلاً حول مستقبل البيئة في بغداد!

إيران تعلق على تعهدها بعدم اغتيال ترامب

أكثر من 800 موظف "مزدوجي الوظيفة" يعملون في مطار النجف

مقالات ذات صلة

مركز حقوقي: التعداد السكاني سيقدم مؤشرات حقيقية عن واقع حقوق الإنسان

مركز حقوقي: التعداد السكاني سيقدم مؤشرات حقيقية عن واقع حقوق الإنسان

بغداد/ المدىأفاد رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان، فاضل الغراوي، اليوم الأحد، بأن التعداد السكاني سيساهم بمعرفة واقع حقوق الإنسان في العراق ومدى تمتع المواطن بها.وذكر الغراوي في بيان تلقته (المدى)، أن "التعداد سيركز على...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram