 ديالى / محمود الجبوري

اعلنت محافظة ديالى تسجيل اعلى حصيلة في الحوادث المرورية خلال العام الحالي وبخسائر واصابات تضاهي حصيلة العمليات والحوادث الارهابية خلال السنوات الماضية. موقع ديالى الجغرافية ووقوعهما كمعبر رابط بين محافظات الشمال والجنوب اضافة الى تداخل الطرق الرئيسية مع الطرق الريفية تسبب بحيلة مرعبة ومن الحوادث المرورية التي باتت ماكنة موت تحصد الارواح.
اعمال الطرق وعدم الالتزام بقواعد السلامة المرورية والاهمال زاد من معدلات الحوادث المرورية باحصائيات فاقت السنوات الماضية ما دفع مسؤولي الصحة الى إطلاق نداءات استغاثة لعدم قدرتها على احتواء اصابات الحوادث المرورية.
مدير اعلام صحة ديالى فارس خضير العزاوي أكد في حديثه لـ(المدى) ان ديالى سجلت خلال العام الحالي نحو 6000 حادث مروري خلفت أكثر من 3000 مصابا اصابات بليغة و220 ضحية معتبرا حصيلة الحوادث مرعبة ولم تشهدها السنوات الماضية. واشار العزاوي الى ان مستشفيات ديالى ودوائر الطب العدلي تستقبل بشكل شهري أكثر من 30 ضحية ومئات الجرحى جراء حوادث السير في المحافظة عازيا اسباب الحوادث الى عدم الالتزام بقواعد السلامة المرورية وظاهرة السير عكس الاتجاهات (الرونك سايد) الى جانب السرعة المفرطة.
وانتقل العزاوي في حديثه الى خطر الدراجات النارية وعجلات (الستوتة والتكتك) والتي احتلت جانبا كبيرا في الحوادث المرورية تجاوز نسبة الثلث حسب الاحصائيات الرسمية بسبب رعونة السائقين من المراهقين والشباب وعدم المبالاة بمخاطر الطرق الخارجية.
واعتبر العزاوي حوادث المرور خطرا فاق خطر الارهاب واحصائياته خلال السنوات المنصرمة في ظل التصاعد المخيف بمعدلاتها ما يجعل المستشفيات في ديالى امام صعوبات كبيرة للسيطرة واحتواء الاصابات التي تخلفها حوادث السير في المحافظة. مدير ناحية جديدة الشط 30 كم شمال غرب بعقوبة والتي تشهدها حوادث سير مستمرة لوقعها على طريق بغداد كركوك طالب حسين الخزرجي عزا اسباب تصاعد الحوادث المرورية الى مشاريع واعمال توسعة الطرق الى 4 ممرات مفتوحة ما اغرى الكثيرين من السائقين بالسير بسرعة مفرطة وعدم المبالاة بخطورة الشارع. وكشف الخزرجي في حديثه لـ(المدى) عن ارتفاع نسبة الحوادث المرورية في ديالى الى أكثر من 38% عن السنوات الماضية فيما انخفضت نسب الحوادث واحصائياتها في الطرق التي تم استحداث ممر ثاني بدلا من الممر الواحد في عدة وحدات ادارية. وطالب الخزرجي بفرض اجراءات رقابية وضوابط تحدد سرعة السير في قرب المناطق السكنية على ان لا تتجاوز 70 كم في الساعة لحماية المارة والمشاة من خطر كبير يهددهم او تخلفه غفلة السائقين او الحوادث العرضية الغير متوقعة.
ودعا كذلك الى منع سير الدراجات النارية وعجلات (التكتك والستوتة) في الطرق الخارجية والسريعة بسبب سرعتها المدودة التي لا تتجاوز 60- كم في الساعة وكذلك فرض اجراءات عقابية حيال السرعة المفرطة في المناطق السكنية والمدن. مدير ناحية العظيم 60 كم شمال بعقوبة عبد الجبار العبيدي اكد ان ثلث الحوادث المرورية يتصدرها طريق بغداد - كركوك خاصة في المسافات الواقعة بين قضاء الخالص وصولا الى اطراف محافظة كركوك مرورا بناحية العظيم.
وبين العبيدي في حديثه لـ(المدى) ان طريق كركوك - بغداد يعد اهم طرق العراق وهو طريق ستراتيجي تجاري يربط الشمال بالجنوب ويشهد زخما مروريا على مدار 24 ساعة ما جعله يتصدر الحوادث المرورية مستدركا" رغم انجاز الممر الثاني واعادة تأهيل الطريق الا ان الحوادث مستمرة بسبب الاهمال المرورية وخطورة اكتاف الشارع التي لازالت مصيدة موت للسائقين لصعوبة الوقوف عليها وارتفاعها عن الشارع بمسافة 30 الى 40 سم.
واضاف" لازال الطريق الممتد بين ناحية العظيم ومنطقة الصفرة والبالغة 13 كم بدون تأهيل او اكساء ولا يصلح لاحتواء الزخم المروري من العجلات والمركبات الكبيرة". منير الطائي موظف متقاعد في دائرة الطرق والجسور يعزو تصاعد الحوادث المرورية في ديالى الى الفوضى والتداخل بين الطرق الرئيسية والطرق الريفية وغياب القوانين المرورية الرادعة الى جانب كثرة اعداد السيارات والنشاط التجاري المتوسع بين محافظة ديالى والمحافظات الشمالية من جهة والمحافظة الوسطى والجنوبية من جهة اخرى. الطائي طالب في حديثه لـ(المدى) بتحديد ايام محددة في الاسبوع لسير المركبات والشاحنات الكبيرة واعادة العمل بنظام الزوجي والفردي للسيارات ما يخفف الزخم المرورية ويزيد من تحوطات السلامة المرورية سواء في ديالى او الطرق الممتدة منها نحو بغداد ومحافظات كردستان. ويزيد حديثه " نحو 20% من حوادث المرور يرجع سببها إلى المركبات وافتقارها لشروط المتانة والأمان، الى جانب خلو 70% من الطرق في ديالى من اللوحات المرورية والتخطيط والأسيجة الواقية".