متابعة / المدى
قُتل 32 شخصا على الأقل في أعمال عنف طائفية جديدة في شمال غربي باكستان، وفق ما أفاد مسؤول محلي، بعد يومين من هجمات استهدفت أفرادا من الطائفة الشيعية أسفرت عن مقتل 43 شخصا. ومنذ الصيف خلفت أعمال العنف بين السنة والشيعة في إقليم كورام الواقع في ولاية خيبر بختونخوا على الحدود مع أفغانستان، حوالى 150 قتيلا. وتتكرر أعمال العنف الناجمة عن نزاعات قبلية ودينية ونزاعات على الأراضي، في باكستان حيث تقول الأقلية الشيعية إنها ضحية منذ فترة طويلة للتمييز والهجمات، لا سيما في كورام.
وقبل الخميس 21 / 11 / 2024 أطلق نحو عشرة مهاجمين النار على قافلتين تقلان عشرات العائلات الشيعية بمواكبة الشرطة في هذه المنطقة الجبلية. وقُتل ما لا يقل عن 43 شخصا ولا يزال "11 مصابا" في حالة "حرجة"، بحسب السلطات.
ومساء أمس الأول الجمعة 22 / 11 / 2024 بعد يوم طويل شُيع خلاله الضحايا -وساده التوتر في كورام على وقع مسيرات للشيعة نددت بـ"حمام دماء"- قال ضابط كبير في الشرطة لوكالة فرانس برس إن "الوضع تدهور". وأضاف: "هاجم شيعة غاضبون مساء سوق باغان المحسوب خصوصا على السنة" موضحا أن "المهاجمين المزودين بأسلحة خفيفة ورشاشة وقذائف هاون أطلقوا النار" طوال ثلاث ساعات و"قام سنة بالرد" عليهم. وقال مالك كريم الذي يسكن في محيط باغان لوكالة فرانس برس "لم يبقَ شيء يمكن إنقاذه في باغان، لا متاجر ولا منازل". من جهته قال مسؤول محلي لم يشأ كشف هويته لوكالة فرانس برس إن "أعمال العنف بين المجموعتين الشيعية والسنية تواصلت (السبت) في أماكن مختلفة، وسجل مقتل 32 شخصا في آخر حصيلة هم 14 من السنة و18 من الشيعة".
وذكر مسؤول محلي آخر هو جواد الله محسود أن "مئات المتاجر والمنازل تم إحراقها" في منطقة سوق باغان، لافتا الى "بذل جهود من اجل إعادة الهدوء، وتم نشر قوات أمنية والتأمت مجالس قبلية (جيرغا)". لكن مسؤولا آخر قال: "ليس لدينا عدد كافٍ من عناصر الشرطة والطواقم الإدارية" في هذه المنطقة حيث تكافح الحكومة الفيدرالية وحتى الحكومة الإقليمية المتمركزة في بيشاور من أجل الحصول على موطئ قدم فيها. وأضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "أبلغنا الحكومة الإقليمية بأن الوضع حرج وبأن هناك حاجة لنشر قوات إضافية بشكل عاجل".
ومحور النزاعات بين القبائل ذات المعتقدات المختلفة هو مسألة الأراضي في المنطقة، حيث تتقدم قواعد الشرف القبلية غالبا على النظام الذي تسعى قوات الأمن الى إرسائه. والجمعة تظاهر آلاف المسلمين الشيعة احتجاجا على العنف الطائفي، خصوصا في باراشينار، المدينة الرئيسية في المنطقة. ومنذ يوليو / تموز 2024 خلفت أعمال العنف بين القبائل الشيعية والسنية في هذه المنطقة الجبلية أكثر من 70 قتيلا، بحسب اللجنة الباكستانية لحقوق الإنسان وهي منظمة غير حكومية مدافعة عن الحريات في البلاد.
وتعتبر اللجنة أن "تكرار تلك الحوادث يؤكد أن الحكومات الفيدرالية والإقليمية فشلت في حماية أمن المواطنين" وفي "السيطرة على انتشار الأسلحة في المنطقة". وخلال هذا الأسبوع شهدت المنطقة الجبلية في شمال غربي البلاد العديد من الهجمات أسفرت عن مقتل 20 جنديا على الأقل، فيما اختُطف سبعة أفراد شرطة ليوم كامل.