مهدي الساعدي
انتقد الكثيرون من ابناء مدينة العمارة مركز محافظة ميسان ظاهرة انتشار المواشي في الشوارع العامة والاحياء والمناطق السكنية، وعبروا عن استهجانهم بتنامي تلك الظاهرة عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل المختلفة، وقامو بعرض صورا ومقاطع فيديوية للمواشي وهي تجوب مناطق المدينة وشوارعها الرئيسية وتجول في الحدائق والجزرات الوسطية بحثا عن الغذاء.
وعن الاسباب الرئيسية التي ادت الى انتشار ظاهرة تربية المواشي المختلفة في احياء المدينة، يوضح عباس خضير متابع محلي لصحيفة (المدى) "ظاهرة تربية المواشي لبست جديدة على المدينة فهناك الكثير من الكسبة من ابنائها، من يمتهن تربية وبيع وشراء الاغنام والماعز ولكن الملفت للنظر في الآونة الاخيرة، ظهور قطعان من الجاموس والابقار تسرح وتمرح في الشوارع العامة والطرقات الفرعية، وتعود غالبيتها للنازحين من مناطق الاهوار والقرى المحاذية لها وسكنهم في المناطق والاحياء العشوائية، وجلبهم لمواشيهم معهم دون وجود رقابة حكومية". واضاف "كما ان هناك عوائل تمتهن تربية المواشي كانت تسكن في مناطق في أطراف المدينة، ولكنهم انتقلوا للسكن داخلها وقاموا ببناء اماكن داخل منازلهم لتربية مواشيهم، مما جعلها مصدرا للرائحة الكريهة وجذب الحشرات، وشكلت تلك الظاهرة مصدر استياء للمواطن الميساني كونه يعيش في مدينة وليس قرية". واشار المواطن الميساني تحسين علي لصحيفة (المدى) "تسبب حركة المواشي في الشوارع العامة والشوارع الفرعية بأرباك حركة السير والحوادث المرورية نتيجة تنقلها من مكان الى آخر". خلال نقل جانب من معاناة ابناء المدينة واستهجانهم لهذه الظاهرة والتعريض بالمشاكل آلاخرى التي سببتها انتشار قطعان المواشي مؤكدا ان "انتشار المواشي سببت بشكل مباشر باتلاف الحدائق العامة بالاضافة الى كونها ظاهرة غير حضارية ومؤشرا سلبيا على المدينة خصوصا قضية تربيتها داخل المنازل ووسط الاحياء السكنية".
وبينت تقارير اعلامية متداولة تابعتها صحيفة (المدى) "تسببت ظاهرة تربية المواشي في المدينة بأمتعاض المواطنين منها ما جعلها حالة رفض عامة لمجريات ما يحدث بعيدا عن الرقابة الحكومية وسط استهجان حركة المجاميع الصغيرة والمتوسطة من المواشي في تجوالها بين الشوارع العامة والفرعية في مدينة العمارة". تشخيص الظاهرة من قبل المواطنين وانتقادها الواسع عبر مواقع التواصل اوصلها الى مسامع الحكومة المحلية التي اثنت على دورهم الفاعل في تعيين السلبيات وفي هذا الصدد افاد عضو مجلس المحافظة حسين المرياني خلال تصريحات اعلامية اطلعت عليها صحيفة (المدى) "نشكر تشخيص ابناء المدينة لحالة انتشار المواشي في المناطق الخضراء فيها وبعد سماع المناشدات من الاهالي ومتابعة الامر تم اصدار قرار من قبل محافظ ميسان لمصادرة المواشي في المناطق السكنية وبالفعل تم مصادرة جميع المواشي".
مدونو مواقع التواصل وروادها وصفوا تلك الظاهرة بأنها اصبحت عنوان المحافظة بسبب استفحالها دون وجود حلول ناجعة للخلاص منها، ونقلت تلك التدوينات التي تابعتها صحيفة (المدى) "ظاهرة تربية المواشي هي الظاهرة الاكثر انتشارا في مركز المحافظة، وأدى استفحالها الى درجة تشبيهها كعنوان مسيء للمحافظة، وسببها عدم المتابعة بعد تحول بعض المنازل في المدينة الى اماكن لتربية المواشي، ونتجت عنها تضرر جميع الشوارع بعد تحولها الى مراعي كبيرة". اجراءات محافظة ميسان لمكافحة تلك الظاهرة تلخصت بأمهال مربي المواشي مدة زمنية لإخلاء الأحياء السكنية منها، وتوجيه الجهات المعنية بإتخاذ الإجراءات القانونية بحق أصحابها.
واوضح قسم الاعلام والاتصال الحكومي في محافظة ميسان خلال بيان تابعته صحيفة (المدى) "أمهل محافظ ميسان أصحاب حظائر تربية المواشي وأيوائها في المناطق السكنية سبعة أيام، لإخلاء مراكز المدن منها، وعدم الرعي العشوائي في الأحياء السكنية والحدائق العامة ، والجزرات الوسطية موجهاً بذلك رؤساء الوحدات الإدارية في الأقضية والنواحي، والأجهزة الأمنية، والمؤسسات البلدية ، والبيئة للقيام بحملات واسعة لرصد هذه الحالات، ومصادرة الأغنام والأبقار ( السائبة ) مشدداً على فرض الغرامات المالية، وإتخاذ أقصى الإجراءات القانونية الرادعة بحق المخالفين".