المدى/خاص
شهدت محافظة البصرة تصاعداً في المطالبات الشعبية بضرورة التدخل الفوري لإنقاذ المدينة من ارتفاع معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية، التي باتت تشكل أزمة صحية مقلقة.
وأرجع مختصون هذه الظاهرة إلى التلوث البيئي الناتج عن النشاطات الصناعية والنفطية، إلى جانب ضعف الإجراءات الوقائية والبنية التحتية الصحية.
وتأتي هذه الدعوات وسط تحذيرات من تفاقم الوضع ما لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لمعالجة الأسباب وتوفير الرعاية الصحية اللازمة.
وطالب الناشط في مجال حقوق الإنسان، عبدالوهاب أحمد، عبر الـ(المدى) بـ"ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ محافظة البصرة من الارتفاع المتزايد في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية، محذرين من تحول المدينة إلى “بؤرة صحية خطيرة” تهدد حياة سكانها".
وأوضح أن "التلوث البيئي الناتج عن النشاطات النفطية والصناعية، إلى جانب الإهمال الحكومي في تحسين البنية التحتية الصحية، يعدان من أبرز الأسباب التي أدت إلى انتشار هذه الأمراض بشكل غير مسبوق".
وأشار الناشط إلى أن "غياب الرقابة على الانبعاثات السامة والمخلفات الصناعية، بالإضافة إلى نقص المستشفيات والمراكز المتخصصة في علاج الأورام، يزيد من تفاقم الأزمة".
وأضاف أن "هناك حاجة ملحة لوضع خطة وطنية شاملة للحد من التلوث، وتوفير خدمات صحية متكاملة لسكان المدينة، مشيراً إلى أن الأوضاع الحالية تنذر بعواقب إنسانية وخيمة إذا استمر الإهمال".
من جهته، طالب النائب عن محافظة البصرة هيثم الفهد، الحكومة الاتحادية بالتدخل الفوري لإنقاذ البصرة من الأمراض السرطانيّة بسبب الاستخراجات النفطية.
وقال الفهد، إن" محافظة البصرة تسجل مئات الاصابات السرطانية سنويا نتيجة الاستخراجات النفطية"، مبينا ان "المحافظة تتصدر عدد المصابين بأمراض السرطان وأمراض الكبد والتشوهات الخلقية ".
وأضاف ان" الأمراض الخطيرة تصيب سكان البصرة نتيجة التلوث الناتج عن حرق الغاز والاستخراجات النفطية".
وأشار الفهد إلى أن "عمليات حرق الغاز تحمل ضررا بيئيا على سكان محافظة البصرة".
وأعرب السكان عن قلقهم المتزايد إزاء غياب الدعم الحكومي لمعالجة هذه المشكلة، حيث أكدت إحدى العائلات فقدان ثلاثة من أفرادها بسبب إصابتهم بأمراض سرطانية خلال السنوات الأخيرة، مطالبين بتدخل فوري من الجهات المعنية والمنظمات الدولية. تأتي هذه التصريحات في ظل دعوات مستمرة من الخبراء لإجراء دراسات بيئية عاجلة لتحديد مصادر التلوث والعمل على الحد منها.