د. خالد السلطاني
معمار وأكاديمي
*تمرّ هذة الايام، السنة الثالثة على غياب <قَحْطَانْ اَلْمِدْفَعِيِّ>. هذة الحلقة من "مُخْتَارَات" مكرسة لذكراه العطرة.
من ضمن اسماء رواد الحداثة المعمارية العراقية، يحضر اسم "قَحْطَانْ اَلْمِدْفَعِيِّ" (1927 – 2021)، بكونه صوتاً متفرداً ومجدداً ومميزا وحتى.. اسثنائياً في المشهد المعماري المحلي والاقليمي. ولعل هذة الصفات التى ذكرناها، وسمت شخصية ومنتج المعمار العراقي المعروف بسمات خاصة كرست وجوده اللافت في المشهد المعماري وخطابه! وقد كتبت عنه وعن منجز زملائه المعماريين، مرة، وأشرت <.. ولئن حجبت المحنة المأساوية الثقافية التى يمر بها العراقييون الان، ادراك اهمية ماتم اجتراحه سابقا، او ما يمكن ان يقدمه ابناء العراق المبدعين لبلدهم وللانسانية؛ فان ذلك لا يعني البته نكران قيمة ما تحقق وتناسي تأثيراته العميقة على مجرى الاحداث الثقافية المحلية والاقليمية. فما تم عمله من قبل مبدعي العراق، و"قَحْطَانْ اَلْمِدْفَعِيِّ" احدهم، يعد عملا تحديثيا رائدا وبطوليا، رغم ما اكتنف ذلك العمل من محددات كثيرة وما جابهة من عراقيل متنوعة>.
ثمة مسار ابداعي طويل حافل بالانجازات المعمارية، اختطه المعمار قحطان المدفعي منذ رجوعه الى بلده عام 1952 بعد ان انهى تعليمه المعماري في كارديف من اعمال ويلز في المملكة المتحدة. وظلّ هذا المسار يغتني باضافات تصميمة مهمة، كانت مدار دراسة واهتمام العديدين كجزء من دراسة الانجاز الابداعي العراقي متعدد الاجناس والمنطلقات.
بالطبع لا يمكن فصل نتاج قحطان المدفعي الخمسيني عن " جيشان " الافكار التحديثية الموار بها الخطاب الثقافي العراقي وقتذاك. كانت " لوثة " التجديد الشغل الشاغل لكل مبدعي العراق ابان تلك الفترة؛ التجديد المقترن دوماً بالافكار الطليعية والتقدمية. وكان نجاح الافكار التحديثية في جنس ابداعي معين ينتقل تأثيره بسهولة الى اجناس أخرى، مكونا متوالية من تأثيرات متبادلة تبدو حركتها المصطخبة وكأنها دفق لا يريد ان ينقطع.
وكما كان متوقعا فإن المعمار الشاب انغمس في نشاط تصميمي زاخر، مثيراً ذهول النخبة البغدادية المثقفة ودهشتها بسلسلة من تصاميم متفردة ذات لغة معمارية استثنائية وقوية التعبير، انطوت على تنوع تكويني شديد، بحيث لا يماثل تصميم احدها الآخر. بيد ان عمارتها مع ذلك اتسمت على حضور هاجس مزدوج تنشد به تخطي تقاليد الماضي باستمرار والانفتاح على مقاربة طليعية تستفز الذائقة الجمالية المعتادة وتتجاوزها باساليب مبتكرة وصادمة. ولعل تصاميمه لبعض الدارات السكنية ببغداد عكست بوضوح ما كان يتطلع اليه المعمار، مثل تصميمه " لدارة المنصور " (1955) التي مزج فيها بصورة غير متوقعة التراكيب الانشائية المتنوعة كالرافدة Truss الحديدية المكشوفة مع نظام الجدران الحاملة وتلوين اجزاء المبنى بالوان متعددة، فضلا على ادخال القطع النحتية في التكوين كجزء من الاخراج التصميمي العام، ما منح واجهته هيئة مميزة حافلة بالاحساس التعبيري، جاعلا منها مفردة تصميمية متفردة لا تشبه بالمرة واجهات المباني السكنية المألوفة.
ولد د. قحطان المدفعي عام 1927 ببغداد، وانهى تعليمه المعماري سنة 1952 في كارديف/ المملكة المتحدة،. عاد بعد تخرجه مباشرة الى العراق، ليمارس مهنته المعمارية، مؤسسا لاحقا، مكتب "دار العمارة"، مثريا البيئة المبنية المحلية بتصاميم عديدة، اعتبر بعضها محطات هامة في مسار عمارة الحداثة بالعراق. صمم دور موظفي مصفى الدورة (1952)، ودور شركة المنصور (1955)، وجناح العراق في معرض دمشق الدولي (1957، وفي 1958)، ومصرف الرهون ببغداد (1957) <بالاشتراك مع عبد الله احسان كامل>، ومستشفى السامرائي في العلوية ببغداد (1958)، كما صمم حديقة الجوادين بالكاظمية (1959)، وحدائق الاوبرا 1962-65)، ومبنى "جمعية الفنانيين العراقيين" في المنصور (1967)، ومبنى متحف التاريخ الطبيعي (1971 - 76)، وجامع بنية بالكرخ (1965 - 1975)، ووزارة المالية (1978)، والكثير من المشاريع الاخرى. نعرف، ايضاً، بان المدفعي له حضور مميز في نتاج اجناس ابداعية اخرى، وقد اصدر عدة كتب خارج الاهتمامات المعمارية، مثل ديوان شعر (فلول) <1965>، وكتاب "فكر ابي نؤاس" <2012>. كما انه عضو في جمعية الفنانيين العراقيين واحد مؤسيسها في 1957. وهو دائم الدأب في الحصول على المعرفة بكل انواعها (وليس من دون مغزى، انهماكه في الدراسة مجددا، ومن ثم نيله، عام 1984 من مدرسته المعمارية الاولى، شهادة الدكتوراه بالعمارة، بعد 32 عاما من تأهيله المهني الاول!).
توفي في 5/11/2021 في اثينا / اليونان (حيث كان يقيم هناك مع زوجته منذ فترة طويلة).
شهدت نهاية فترة الخمسينات وبداية الستينات تكريس ممارسة تصميمة اقترنت ظهورها بمنجز قحطان المدفعي لوحده مقارنة بزملائه المعماريين العراقيين، واعني بها ممارسة تصميم الفضاءات الحضرية المفتوحة أو ما يسمى " بتصميم الحدائق " Landscape. لقد وجدت فعالية (تصميم الحدائق) في شخص المدفعي مفسراً كفؤاً لها؛ بمقدوره أن يجعل من تلك الممارسة التصميمية غير المألوفة، ليس فقط ممارسة مستحدثة وطريّة في المشهد التصميمي المحلي، وإنما يرتقي بها لتكون ناتجا معماريا، يشي باحترافيه مهنية عالية، ومؤثرة في آن.
وتظهر احدى بواكير أعمال قحطان المدفعي الحدائقية وهي "حدائــق الجــوادين" في الكاظمية (1959)، تظهر دراية كافيه ومعرفه جيدة لمفردات لغة التكوين الفضائي - الفني للمسطحات المفنوحة؛ فوضوح مسارات الحركة المؤطره بنوع خاص من الشجيرات والتوزيع المنطقي لمناطق الضوء والظلال الناتجه عن صوابيه غرس الشتلات والأشجار؛ وأستخدام المناسيب المتباينه والتأكيد على العناصر "الفرتكالية" المهمة وتوظيف الرموز والكتابات والأرقام كل ذلك بجـعل من "مشروعه الحدائقي" الأول بمثابة " ديبو Debut " ناجح واستهلال موفق لنشاط المعمار التصميمي ضمن ذلك المجال. ويدللّ مشروع "حدائق الأوبرا" الذي نفده قحـطان المدفـعي فـي "العلويـة" ببغداد (1962 - 65) يدللّ عن نضوج القرارات التصميمية وحسن أصطفاء المعالجات التكوينية، تلك القرارات والمعالجات التي اسهمت في النتيجة لتجعل من مشروع " حدائق الأوبرا" حدثاُ مؤثراً ومميزاً في مجمل انجازات العمل الحدائقي لعموم منطقة الشرق الأوسط.
في الخمسينات، وتحديدا في عام 1957، منح عاهل العراق السابق قطعة ارض في منطقة المنصور لتكون مقرا لجمعية الفنانيين العراقيين، احدى جمعيات المجتمع المدني النادرة ايام الحكم الملكي. وظلت الارض شاغرة مذاك لحين الاتفاق مع مؤسسة كولبنكيان في سنة 1964 لتأمين مبالغ كلف انشائها لتكون مقراً ادراياً للجمعية مع تضمينها فضاءات عرض خاصة. تم تكليف قحطان المدفعي باعداد تصاميم الجمعية وبالفعل فقد انهى المعمار مهمته وافتتح المبنى مساء يوم 12 تشرين الثاني 1967.
يثير القرار التصميمي للمبنى حالة من الدهشة جراء التناقض الكبير الحاصل بين بساطة المخطط وتعقيدات التسقيف، حالة يمكن ان يذكرنا "تناصها" الجليّ مع مناخات مبنى "اوبرا سدني" في اوستراليا (1957 -73) "المعمار يورن اوتزن". فـ "تجاور المتناقضات" سيدّ "اللعبة" التكوينية في كلا المبنيين. ثمة شكل هندسي منتظم في هيئة مستطيل، هو "فورم" المخطط الافقي لمبنى الجمعية بالمنصور، المتضمن احياز لوظائف متواضعة مقتصرة على فضاء واسع مخصص للعرض الفني، وآخر مفصول عنه بحيز بهو المبنى يشتمل على فراغات لغرف ادارية…. لكن ما يثير في عمارة المبنى ليس هذا، ما يثير هو الخطوة التالية في حالة اذا رفعنا بصرنا شاقولياً، عندها ستصطدمنا اشكال لافتة لاقبية خرسانية معتمة مختلفة المقاسات ومتباينة في المقاطع، ترتكز على ذلك العنصرالانشائي الفاتح، الذي يكوّن "جدار" الواجهة الرئيسية. وحينذاك ندرك بواعث التعاطي مع هذا الجدار بالصيغة المتقشفة اياها. اذ ان سكونية الاخير وحياده التام يهيئان المتلقي لفعل الحدث الدراماتيكي القادم المفاجئ والمترع بالتعبيرية الذي يولده ايقاع الاقبية الخرسانية المقطوعة بشكل مائل زيادة في ديناميكيتها. ويبدو ظاهرياً ان الهدف الاساس الذي وضعه المعمار لنفسه قد تحقق، هدف التفرد الشكلي الممزوج بالحس النحتي. لكن السؤال ما انفك مطروحا، هل ياترى إكتفى المعمار بما تحقق، "نافضاً" يديه من مغبة تبعات وعواقب اصطفاء مثل هذا النوع من التسقيفات؟ واذا كان الامر هكذا؛ فان المشكلة والاشكالية اللتين اوجدهما المعمار مابرحت، اذن، قائمة. ذلك لان الحيز الداخلي للمبنى ينوء تحت وطأة فائض الحرارة العالية المنتقلة بسهولة نحو الداخل عبر الاقبية المكشوفة ذات السماكة القليلة، غير المسلحة باي نوع من انواع العزل الحراري المفترض توفره هنا. وفي النتيجة فنحن ازاء صنيع قد تبدو هيئته التسقيفية مشحونة بالحس الفني، لكن ما ترتب على توظيف تلك الهيئة كان خليقاً بالمعمار ان يجد حلا "وظيفياً" ملائما له؛ حلاً يحافظ على جراءة الفورم المبتدع، في الوقت الذي يُعنى بتأثيراته الجانبية.. ومع هذا فاننا نذكرّ بان مفهوم <الوظيفة> الان بالعمارة، وفقاً لآليات النقد الحداثي، تحمل تفسيرات عديدة تصل حد اسقاطها من الفعالية المعمارية، كما ان تلك الآليات تسوّغ لنا ما لم يكن تسويغه. بل وتذهب بعيدا في تقبل ما يسميه "جاك دريدا" باطروحة "تدنيس العمارة". بمعنى "فك ارتباط" مفهوم العمارة عن ما ارتبط بها من قيم مثل الوظيفية، والمتانة، و"الاستطيقا"، والمنطق، والتمثيل، والتاريخ، كما تدعو الى ذلك استراتيجيات "التفكيك" على سبيل المثال. وبهذا يمكن تبرير ما اقدم عليه المعمار. بيد اننا، مع هذا، نسعى وراء اخضاع تصميم مبنى جمعية الفنانيين العراقيين بالمنصور، للنقد. فعمارته مثيرة للنقاش، وتحضر في تكويناتها: "الشئ ونقيضه"، البساطة مع التعقيد؛ الوضوح مع الابهام، وايضا الحضور مع… الغياب. وهذا كله، لا يمنعنا من ان نتساءل فيما اذا كانت العمارة قادرة بالاحتفاظ على بُنيتها المفاهمية رغم ذلك المسعى؟ ومع هذا (وربما بسبب هذا)، فان عمارة مبنى الجمعية مازالت تعتبر من الاحداث الهامة في المشهد المعماري المحلي والاقليمي على السواء، لجهة نظارة المقاربة التصميمية وتمظهراتها بهيئة متفردة مفعمة بحضور الحس التعبيري والنحتى معاً، فضلا على اكتنازها لدلالات تشي بثقافة المكان.
يمكن اعتبار مشروع " مبنى متحف التاريخ الطبيعي " (1971 - 1976) في منطقة الوزيرية استمراراً " لثيمة " ما تم تحقيقه في مبنى جمعية الفنانيين العراقيين بالمنصور، فالموضوع نفسه، والاسلوب نفسه، والمادة نفسها، انها ذاتها الثيمة المفضلة لدى المعمار والمنطوية على اقتناص " لحظة التعارض " وتكريسها في الحل التكوينيى. فما بين هدوء القسم الاسفل المتسم هيئته على بساطة هندسية وبين القسم الاعلى الغاص بالاشكال الديناميكية التى تمثل سقف المبنى، ثمة تضاد صارخ يستخدمه المعمار لانشاء تكوينه الحافل بالكثير من التفرد والتعبيرية. هنا تبدو فتحات الانارة المتشكلة ايقاعها جراء تموجات سطح السقف " زائديّ المقطع " Hyperbolic اكثر قبولا من تلك التى شاهدناها في مبنى الجمعية.
ثمة مشروع آخر صممه قحطان المدفعي حظى باهتمام اوساط شعبية واسعة، نظرا لخصوصية موضوعه وموقعه المتميز في وسط العاصمة ولضخامة ابعاده نسبياً وهو مجمع " جامع بنيّه " (1965-75) في منطقة " علاوي الحلة " بكرخ بغداد. وقد شغلت عمارته في اعتقادنا حيزا مؤثرا في مسار منجزه الابداعي، كما انها ايضا تشير الى تبدلاته الاسلوبية. يتألف المجمع من عدد محدد من مبانٍ متباينة ان في مفرداتها او في كتلها، فكتلة المسجد الضخمة والمهيمنة هي الوحيدة من بين حجوم صغيرة اخرى يتشكل منها المجمع كقاعة المناسبات والضريح والمدخل والسور المحيط ودكاكينه، التى وجدنا ان المعمار لم يوليها اهتماما تصميما مميزا، عدا مبنى الضريح، الذي اعتبره من " اجمل " مفردات المجمع واكثرها تعبيرية. لكن ما يهمنا هو عمارة المسجد الجامع، ففيه، كما اشرنا، ثمة رسالة خاصة يبعثها المصمم لنا كمتلقين لعمارته ومستخدميها معا؛ كما اننا نجد فيها تداعيات لتمثيل منعطف آخر من منعطفات مسار المعمار الابداعي.
تثير مقاربة المعمار هذه سؤالا جوهريا فيما اذا كانت الحداثة، واقصد بها الحداثة المعمارية هي محض نزوة طارئة في تطبيقات المشهد المعماري المحلي، بمقدور المعمار اي معمار التنصل منها بسهولة، والتغاضي عن انجازاتها بمثل هذه السرعة؟ ام انها ظاهرة لممارسة مهنية مستدامة اكتسبت شرعية حضورها من منجز تصميمي واقعي، اجتهد، وحتى ناضل، كثر من المعماريين العراقيين، بضمنهم قحطان المدفعي ذاته، في تكريسه وتوطينة في البيئة المبنية منذ عقود؟. فالرسالة التى يرغب المعمار ايصالها لنا مربكة وغامضة الفحوى والمعنى. فهل يريدنا ان نصدق بان اشكال مفردات الحل التكوينى وتراتبيتها المكررة تاريخياً والمعادة بنائيا ً لا يمكن تغييرها او اختراق منظومتها الجاهزة؟ هل نفهم بان مصداقية التعاطي مع موضوعة معمارية محددة وخصوصا تلك التى تهتم بتلبية الحاجات الروحانية والدينية تتمظهر فقط من ترديدها وتمثيلها " لنموذج" حل معماري معين: سابق وتقليدي وشائع.. واوحد؟ هل فعلا "ليس بالامكان احسن مما كان"؟!..
من الصعب اختزال مسار ابداعي طويل وغنيّ ومتجدد، كما هو الحال في مسار قحطان المدفعي المعماري في حلقة واحدة؛ هو الذي اخترق سقف الفضاء الابداعي بموهبة معمارية متوهجة وبطاقة تعبيرية كانت دوما محتدمة وفي احيان.. مستفزة. ان تعدد مواضيع مشاريعه وتنوع مقارباتها التصميمية، تجعل منه حالة عصية على " النمذجة " او التصنيف. لكن الامر الاكيد بان عمارة المدفعي شكلت وما برحت تشكل حدثا مميزا في الخطاب المعماري العراقي والاقليمي، حدثا يستمد اهميتة الكبيرة من تجاوزه لسابقيه، وتميزه عن اقرانه، وتأثيره الحاسم على لاحقيه: من خلال خلق فضاءات معمارية تجديدية وحداثية ظل المعمار دوما مسكوناً بها. ولئن اشرنا الى انجازه المعماري فقط، فاننا نعرف تماما بان المدفعي " متورط " بالحداثة، كمبدع له حضوره المميز في نتاج اجناس ابداعية اخرى غير المعمارية، فهو رسام جيد، وشاعر غير عادي، ومثقف رفيع الثقافة، واكاديمي كفء، ومحدث لبق، ودائم الدأب في الحصول على المعرفة.
يُعرف عن المدفعي حبه وشغفه بنشر الثقافة المعمارية في اوساط مجتمعية متنوعة عبر مجالات شتى. ونشاطه المعرفي زاخر بمحاضرات عديدة، مثلما هو حافل بلقاءات اعلامية كثيرة. الف كتباً عديدة وتم طبعها في اعوام مختلفة؛ كما انه اعد كتابا خاصاً يتعاطى مع العمارة (لم ينشر مع الاسف). ادناه بعض الاقوال والتصريحات التى تعود الى المعمار العراقي المعروف.
- "..فبين العمارة والرسم والموسيقى والشعر بدأت بايجاد همزات الوصل بينهما، وفي النظريات المشتركة التى تربطها ببعضها. وهذا الامر نفسه هو الذي شجعني على الاهتمام باعمال مدرسة الباهوس في المانيا..وكذلك ادى بي في النهاية الى تدريسه في القسم المعماري في جامعة بغداد عند تأسيسه سنة 1959، حين بدأـت بالقاء محاضرات في نظريات الفن" (من كتاب <فكر ابي نؤاس> لمؤلفه قَحْطَانْ اَلْمِدْفَعِيِّ، بغداد 2012، ص. 121).
- ".. هناك ثلاث فلسفات للنظر الى التاريخ المعماري والعمراني من خلالها: النصوصية والتفسيرية والتأويلية. وتختلف هذة الفلسفات الثلاث عن بعضها بالدرجة فقط لا بالنوعية. تتباين بدرجة الالتزام بالأصل او النص التاريخي او الشكل المعماري التاريخي تحت الدرس سواء كان الشكل مدرسة او خانا او مسجداً او قصراً. ودرجة الالتزام بالأصل او النص تعتمد على عنصرين مهمين: عنصر اهمية التاريخ في مجمل الفكر الفلسفي العمراني وعنصر القرار الذاتي (وقد يكون قرار المجموع ايضاً) باستعمال التاريخ لتطعيم الحاضر والاستفادة من المواد التاريخية لاسناد موقف معاصر او قضية معاصرة او فكر معاصر" (مدونة المدفعي عن <اطار مفاهيمي للعمارة العربية>)".
- "..ملوية سامراء هي أحدى اسمى العلامات المعمارية العراقية، بفلسفة انشائها ودورانها غير المتناهي حول المحور، ما يجعلها بحق رمزا عراقيا كبيرا وعظيما، ربما التقطه الشاعر البغدادي عبود الكرخي في مقاربته لحركة المجرشة" (من حوار اجراه سعد القصاب مع قَحْطَانْ اَلْمِدْفَعِيِّ)
- وعن سؤال كيف يرى المدفعي واقع العمارة في بغداد اجاب ".. مع الاسف لايعجبني، والذي لا يعجبني بها اكثر من الذي يعجيني وهذا يشعرني بالالم، لان بغداد تستحق جمالا اكثر وعمرانا اجمل، تستحق اكثر واكثر، فالسفر داخل بغداد مؤلم واتمنى ان يكون هذا الشعور مؤقتا، من الصعب ان اجد قاموسيا تعبيرا عن ما هية عمارة بغداد ولكن كأي واحد يبحث في اموره القديمة يجد هنا وهناك اماكن لها اهمية ولها ذكرياتها ولها طرازها، فأنا عندما امر ببغداد اشاهد سلسلة من الطرز العمارية والفنية" (من حوار مع اَلْمِدْفَعِيِّ اجراه "عبد الجبار العتابي" ونشر بموقع <كتّاب العراق> في 29/ 03 / 2011).
- استفدنا من دراسات سابقة لنا عن المعمار في كتابة هذة الحلقة.