متابعة المدى
افتتح أمس معرض مشترك في نادي الفن لأجل الحرية للفنان كريم سعدون وللفنان يونس العزاوي ّ، تضم لوحات جديدة للفنانين، اتسمت بالجمال وإتقان ولون وانعكاسات روحية وخبرة وتفرد لكل منهما بأسلوبه وتقنيته والمراحل التي وصلا إليها.
والفنان العزاوي، هاجر العراق منذ سنين طويلة، وتنقل بين صالات العرض في عواصم أوروبا، وبرلين، بحثا عن كل ما هو جديد. يقول الكاتب العربي علي قاسم، عن أعمال العزاوي الفنية: هناك من الفنانين التشكيليين من تبهرك أعماله منذ الوهلة الأولى، لتغوص فيها وتعيد قراءتها في كل مرة، وهو ما حدث مع العزاوي.
وبرلين، لطالما شهدت فعاليات متميزة لفناني المهجر العراقي، اذ شارك نحو عشرين فناناً ضمن مهرجان أيام الرافدين الثقافية من دول أوروبية عدة. وحظي الفنان يونس العزاوي بأكبر مساحة في معرض المهرجان، إذ قدّم عملاً (قياس مترين x مترين)، اتّخذ من ظاهرة البارانويا ثيمةً أساسيةً، مصورا المنفي العراقي الذي اشتغل عليه يونس العزاوي منذ زمن وأدخله كموضوع مهم في منهج المعهد العالي لدراسة الفنون في برلين حيث عمل مدرِّساً يحاضر في سيكولوجية اللوحة. أما الفنان كريم سعدون فهو فنان متعدِّد نشأ في تربة بغداد النقية، يعيش ويشتغل بغوتيبورغ في السويد منذ عام 2002، ويُعَدُّ من أمهر جيل التشكيليين العراقيين، الذين أبدعوا في ظل حروب مدمِّرة ظالمة. تتوزَّع إبداعاته التشكيلية بين الكاريكاتير الساخر والرسوم الإيضاحية، وكذا التصوير والنحت وفنون الغرافيك والنسخ الفني. سبق له التخرُّج في عدة كليات ومعاهد فنية متخصِّصة، عضو نقابة الفنانين التشكيليين العراقيين، وعضو نقابة التشكيليين السويديين، وعضو جمعية التشكيليين العراقيين، إلى جانب معارضه الفنية المتعددة في أقطار عربية وأوروبية كثيرة، فضلاً عن حصوله على الجائزة الأولى المخصَّصة لأحسن الأغلفة العراقية لعام 1992. في الكثير من أعماله الفنية التأسيسية، سعى الفنان كريم سعدون إلى استعادة جوانب مهمة من الموروث الثقافي والحضاري لبلاد الرافدين، من منظور إبداعي جمالي يحمل أكثر من رسالة، وأكثر من معنى، حيث ظهرت هذه الأعمال مفعمة بمفردات بصرية تحاكي الأساطير القديمة، طلاسم، ورموزا معتقة.