السليمانية / سوزان طاهر
وفق احصائية لمجلس السرطان في العراق، تم نشرها خلال عدد من الايام المنصرمة، تم تسجيل 43 ألف و62 اصابة بمرض السرطان في العراق واقليم كردستان في العام 2023، في وقت تم تسجيل 39 الفا و68 شخصا بهذا المرض في العام 2022.
وبحسب هذه الاحصائية، فان محافظة اربيل سجلت اعلى نسبة اصابة بمرض السرطان على مستوى العراق بتسجيل الفين و456 اصابة في العام 2022 وارتفعت هذه النسبة في العام 2023 الى ثلاثة الاف وثلاثين شخصا.
واصدرت وزارة الصحة في حكومة إقليم كردستان توضيحاً حول انتشار مرض السرطان.
وقالت الوزارة في بيان إنه "انتشرت في عدد من وسائل الإعلام والصفحات أخباراً تفيد بان شخصا في كردستان يصاب بالسرطان كل 53 دقيقة حيث نود التوضيح للمواطنين أن نسبة الإصابة بالسرطان في الإقليم، تحت المعيار الدولي".
وأضاف البيان أن "المعيار الدولي للإصابة بالسرطان، هو إصابة 191 شخصا من كل 100 ألف شخص، بينما تبلغ النسبة في إقليم كردستان 151 شخصا من كل 100 الف شخص، وتُعد هذه النسبة مسيطرة عليها في كردستان".
السليمانية تدق ناقوس الخطر
ودق مدير مستشفى هيوا للأمراض السرطانية في السليمانية ياد النقشبندي ناقوس الخطر، بعد أن أعلن عن زيادة كبيرة تصل إلى نسبة 15% في حالات الإصابة بسرطان الثدي خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي، مقارنة بالعام السابق.
وبين خلال حديثه لـ(المدى) إلى أن "المستشفى سجل 479 حالة إصابة جديدة حتى الآن، بزيادة قدرها 64 حالة عن العام الماضي، مما يعزز الحاجة إلى تكثيف حملات التوعية والتشخيص المبكر".
ولفت إلى أن "نسبة الشفاء من سرطان الثدي في المستشفى تتوافق مع المعايير العالمية، مشيرًا إلى أن نسبة إصابة الرجال بسرطان الثدي تقل عن 1%، حيث سجلت المستشفى حالة واحدة فقط لإصابة رجل بسرطان الثدي خلال السنوات الماضية".
وطالب، بضرورة الدعم السريع لمستشفى هيوا، كونه واحداً من أكبر المستشفيات المتخصصة بعلاج الأمراض السرطانية في كردستان والعراق، ولهذا يجب زيادة التخصيصات المالية، من قبل حكومتي الإقليم، وبغداد، كون الكثير من المرضي يراجعون المستشفى، وهم من سكان محافظات الوسط والجنوب.
وكان حزب الخضر المعني بشؤون البيئة في اقليم كردستان قد حذر من استمرار تزايد حالات الاصابة بالسرطان في محافظة السليمانية. مشيرا إلى أن المدينة تشهد تسجيل 10 حالات يوميا.
وبحسب إحصائية صادرة عن مستشفى "هيوا" المخصص لعلاج مرضى السرطان بمدينة السليمانية، فإن نسبة الإصابة بالسرطان في العام 2023 تجاوزت ثلاثة آلاف حالة، وفي اعلام 2022 سجل المستشفى ثلاثة آلاف و41 حالة، وفي النصف الأول من العام الحالي 2024 سجلت السليمانية نحو ألفي إصابة سرطانية.
أسباب الارتفاع
وعن سبب الزيادة في إصابات السرطان في الإقليم يشير الطبيب المختص شيروان أنور إلى أن، هناك العديد من العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسرطان، من بينها التاريخ العائلي للمرض، وعدم الإنجاب، فضلاً عن التوقف المبكر عن الرضاعة الطبيعية، وسوء التغذية.
وأوضح في حديثه لـ "المدى" أن "الحروب، وارتفاع معدلات التلوث البيئي، فضلا على عدم إجراء الفحوصات الدورية، والتي تكشف عن الإصابة المبكرة بالمرض، كلها أسباب أدت لارتفاع الإصابات بالسرطان".
وتابع أن "التوعية حول الكشف المبكر أمر بالغ الأهمية، داعيًا النساء إلى إجراء الفحص الذاتي المنتظم، مع التركيز على الأعراض المبكرة، حيث أن السرطان في درجته الأولى والثانية، بالإمكان علاجه، لكن إذا وصل للدرجة الثالثة فمن الصعب علاجه".
50 جهاز للفحص
وأردف أن " الإقليم يحتاج إلى أكثر من 50 جهازاً للفحص والعلاج، وهذه الأجهزة متطورة، وسعرها يصل نحو 15 ملايين دولار، وهذا المبلغ بسيط وبالإمكان توفيره من قبل حكومة الإقليم، أو الحكومة العراقية".
كما أن، الإقليم يحتاج إلى حوالي 3 مستشفيات جديدة ومتخصصة بالأورام الخبيثة، وتتوفر فيها جميع أنواع العلاج والأجهزة المختصة.
وكان مدير عام صحة السليمانية صباح هورامي قد كشف عن إحصائيات علاج السرطان خلال 16 عاما الماضية، والتي شهدت علاج أكثر من 46 ألفا و751 مريضا بالسرطان.
وقال هورامي، إن "أكثر من 46 ألفا و751 مريضا بالسرطان تم علاجهم في السليمانية خلال الفترة من 2007 إلى 2023"، داعيا حكومة الإقليم إلى رفدهم بميزانية ومعدات خاصة لخدمة المواطنين بشكل أفضل.
وترى الطبيبة المختصة بأمراض السرطان سازان حسن أن، ارتفاع معدل الإصابة بمرض السرطان يعود إلى عدة أسباب منها وعي المواطنين، وإجراء الفحوصات المبكرة.
وتضيف في حديثها لـ(المدى) إلى أن "السبب الآخر لارتفاع معدل الإصابة بالسرطان هو التلوث البيئي، خاصة وجود المصافي النفطية غير القانونية، وأنواع من الأغذية يتناولها الناس تسبب السرطان".
ولفتت إلى أن "تناول الأركيلة والتدخين بإفراط، والفيب الإلكتروني، وهذه كلها تساعد على زيادة الإصابة بالسرطان".
وكا وزير الصحة في إقليم كردستان سامان برزنجي قد أشار في تصريحات صحافية إلى أن "عدد حالات الإصابة بالسرطان المسجلة في كردستان أقل من المعايير الدولية، حيث تصل في الإقليم إلى 15 حالة لكل 100 ألف نسمة، بينما على مستوى العالم تصل إلى 19 حالة لكل 100 ألف نسمة. وفقًا للمعايير الدولية، يتم تسجيل 190 حالة سنويًا لكل 100 ألف شخص عالميًا، بينما في كردستان تُسجل 151 حالة فقط".
ويتسبب السرطان بوفاة نحو 9.6 مليون شخص سنويا على مستوى العالم -حسب إحصائية 2018- ليكون السبب الرئيسي الثاني في حالات الوفاة عالميا.