سوزان طاهر
تعددت طرق الموت في العراق، وزادت معها الحوادث المرورية اليومية، التي تحصد وبشكل شبه يومي أرواح العشرات من المسافرين على هذا الطريق، الذي يربط محافظات الأنبار وصلاح الدين، مع محافظات كركوك وإقليم كردستان. ويستمر الطريق الرابط بين تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، ومحافظة كركوك، بحصد أرواح المئات من العراقيين، إذ تزايدت معدلات الحوادث المرورية خلال العام الحالي، فلا يكاد يمر يوم إلا وتنشر مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الأخبار، صورا وفيديوهات لحوادث مرورية في مناطق مختلفة على طريق بات يُعرف بأنه "طريق الموت".
وبحسب إحصائية غير رسمية فإنه، وخلال العام الحالي تسبب طريق تكريت-كركوك بوقوع أكثر من 92 حادثاً مرورياً، أدت لوفاة حوالي 80 شخصاً، وإصابة العشرات.
وتبدأ التخسفات في الطريق من بداية جسر مريم بيك، وصولا إلى مركز ناحية الرشاد، ومن ثم تصل إلى قبل قرية المهدية على سفح تلال حمرين بين كركوك وتكريت، ما يجبر السائق على تحويل مساره إلى الجهة الأخرى “الإياب”، من أجل الابتعاد عن المطبات.
التكلفة المالية
ويشرح المهندس فراس العبيدي أسباب زيادة الحوادث المرورية على طريق تكريتكركوك، ويؤكد وجود الحاجة لتخصيص مالي يصل إلى 25 مليون دولار، لإصلاح هذا الطريق وتحويله إلى مسارين. ولفت خلال حديثه لـ (المدى) أن "الطريق عبارة عن مسار واحد لأكثر من 70 كيلو متر، تبدأ من ناحية الرشاد جنوب كركوك، وتمر بالعباسي، وتصل إلى أطراف مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين". وأضاف أن "الشاحنات تستخدم هذا الطريق بكثرة، خاصة تلك القادمة من تركيا باتجاه صلاح والأنبار، أو تلك القادمة من الأردن وسوريا، باتجاه كركوك، ومحافظات الإقليم". وبالتالي، أدى هذا الأمر لحصول تخسفات كبيرة على طول الطريق، والشركة المنفذة للعمل تأخرت كثيرا، ولم تنجز المهمة، وهذا التلكؤ يؤدي لحصول حوادث مرورية بشكل شبه يومية. وأشار إلى أنه "يجب نصب الكاميرات على طول هذا الطريق، لتحديدات معدلات السرعة، كون التخسفات الموجودة على هذا الطريق، ووجود الحيوانات السائبة، والمسار الواحد للطريق، يؤدي لاستخدام الفرامل من السائقين بطريقة خاطئة، وهذا الأمر يؤدي لاصطدام السيارات مع بعضها البعض". وفي وقت سابق، أصدرت دائرتا المرور في محافظتي كركوك وصلاح الدين 6 قرارات مرورية للحد من الحوادث المرورية على “طريق الموت” الرابط بين كركوك وتكريت، وتضمنت: منع حركة مركبات الحمل الكبيرة (أربعة طن فما فوق) من الساعة الخامسة صباحا وحتى الخامسة مساء، وإلزام دائرة الطرق والجسور التابعة للمحافظتين المذكورتين بإنجاز ما تبقى من أعمال إكساء وتبليط الطريق الرابط بين كركوك وتكريت مع ضرورة ملاحظة تسوية الأكتاف الترابية للطريق وجعلها مساوية لنهر الطريق. من جهة أخرى أكدت عضو مجلس محافظة كركوك بروين فاتح، أن مسؤولية أعمار الطرق الخارجية وتأهيلها يقع على وزارة الأعمار والإسكان باعتبار هذه الطرق ممتدة مع عدة محافظات. وقالت فاتح في حديثها لـ "المدى" أن "تكرار الحوادث على طريق كركوكتكريت، هو مصدر قلق بالنسبة لنا، ونطالب وزارة الأعمار بضررة الضغط على الشركة المنفذة لإنجاز وتأهيل الطريق بالسرعة القصوى".
نسبُ الإنجاز
وكان مدير طرق وجسور كركوك، قاسم حمزة البياتي قد أشار في تصريحات صحافية سابقة إلى أن "نسبة إنجاز طريق كركوك تكريت تجاوزت الـ30 بالمئة وتمت في وقت قياسي، على الرغم من الظروف الصعبة التي تواجه الشركات العاملة بسبب طبيعة الأرض المتنوعة".
وأضاف البياتي، أن "الطريق تم تقسيمه إلى 6 قواطع بمسافات مختلفة وشركات متنوعة، ويتضمن إنشاء جسرين في وادي زغيتون ومريم بيك، إضافة إلى القناطر والممرات المائية الأخرى".
ولفت إلى، أن "الطريق من المشاريع المهمة التي تعمل محافظة كركوك على إكمالها في الوقت المحدد، لما له من أهمية كبيرة في تقليل الحوادث المرورية وتسهيل نقل البضائع ما بين المحافظات الشمالية والجنوبية".
واشتكى عدد من السائقين، من تلكؤ العمل بمشروع طريق كركوك-تكريت، وطالبوا بضرورة الإسراع بالإنجاز والضغط على الشركة المنفذة، وزيادة آليات العمل، لآن الحوادث أصبحت يومية، دون حلول.
حلول مؤقتة
زياد، وهو سائق أجرة، بين في حديثه لـ(المدى) إلى أن "معدل العمل في طريق كركوك_تكريت، بطيئ جدا، ولا يتجاوز 6 ساعات، ومازال في بدايته، وهذا التأخير، يؤدي لزيادة معدلات الحوادث المرورية".
وتابع أن "الحل المؤقت لتقليل معدلات الحوادث، هو نشر مفارز مرورية، وفرض المزيد من الغرامات على السائقين الذين يجتازون بطريقة خاطئة، وأيضاً، نصب الكاميرات، وإصلاح التخسفات، وهذه حلول مؤقتة، لحين إنجاز وتأهيل الطريق بالكامل".
ويشهد قطاع الطرق والجسور في العراق ترديا كبيرا في ظل ارتفاع أعداد المركبات في البلد والكثافة السكانية، ولم يشهد البلد افتتاح أية طرق جديدة أو معالجة للطرق المتهالكة.