بغداد – خاص
دعت السفيرة الأمريكية لدى العراق، آلينا رومانوسكي إلى عدم سماح العراق باستخدام أراضيه لشن هجمات ضد دول الجوار، وقالت إن من مصلحة العراق أن يبقى بعيداً عن الصراعات الإقليمية.
جاء ذلك في جلسة حوارية مع وسائل الإعلام، حضرتها مراسلة (المدى)، وقالت فيها السفيرة رومانوسكي إن العلاقات العراقية-الأمريكية تشهد تحولًا كبيرًا من الشراكة الأمنية إلى شراكة ستراتيجية أوسع تشمل التنمية الاقتصادية، إصلاح النظام المصرفي، والاستثمار في قطاعات متعددة.
في إجابة خاصة لـ(المدى) عن تقييمها للعلاقات بين البلدين خلال العقود الثلاثة الماضية، قالت السفيرة: «شهدت العلاقات تطورًا ملحوظًا منذ عام 2003. فإلى جانب الجهود المشتركة لدحر تنظيم داعش، تطورت العلاقة لتشمل التنمية الاقتصادية، ريادة الأعمال، وتعزيز القطاع المصرفي. اتفاقية الإطار الستراتيجي لعبت دورًا في توسيع التعاون، رغم التشكيك بفاعليتها من بعض الأطراف».
وأضافت أن تحسن الأوضاع الأمنية في العراق أسهم في خلق بيئة جاذبة للاستثمار، حيث بدأت دول مثل السعودية والإمارات ودول أوروبية بالاستثمار في العراق، مشيرة إلى أن السياسات المنفتحة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني جذبت أسماء وشركات عالمية إلى بغداد وأربيل، مع وجود خطط لتوسيع الاستثمار إلى مناطق أخرى.
وأشادت السفيرة بالجهود المشتركة بين العراق والتحالف الدولي في القضاء على تنظيم داعش. وأكدت أن التحالف بدأ إعادة تموضع تدريجية للمهام العسكرية، بناءً على اتفاقيات مع العراق، ومن المقرر أن تنتهي بحلول أيلول/سبتمبر 2025. هذا التحول، وفق السفيرة، يمثل فرصة لتعزيز التعاون الثنائي في مجالات غير عسكرية.
وشددت السفيرة على أهمية أن يلتزم العراق بعدم السماح باستخدام أراضيه لشن هجمات ضد دول الجوار. وأكدت على ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، حيث قالت: «من مصلحة العراق أن يبقى بعيدًا عن الصراعات الإقليمية وأن يفرض سيطرته على المجموعات المسلحة».
وأشادت السفيرة بالانتخابات الأخيرة في إقليم كردستان، ووصفتها بأنها نموذج ديمقراطي يعكس تعددية الآراء. ورغم وجود بعض التجاوزات، أكدت أن العملية جرت بسلاسة مع نسبة مشاركة مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة.
اختتمت السفيرة رومانوسكي حديثها بالتأكيد على التزام الولايات المتحدة بدعم العراق في مختلف المجالات، معربة عن تفاؤلها بمستقبل الشراكة بين البلدين. وأكدت أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونًا أكبر لتحقيق الاستقرار والتنمية بما يخدم مصالح الشعبين.