ديالى / محمود الجبوري
اكدت مصادر رسمية وشعبية اتساع ازمة ادارة الناحية في ناحية قره تبه بعد اخلال حكومة ديالى بوعد قطعته لاهالي الناحية مقابل تخلي التركمان عن منصب ادارة الناحية.
وشهدت ناحية قره تبه 115 كم شمال شرق بعقوبة اعتصامات واحتجاجات جراء سلب منصب مدير الناحية من المكون بعد التغييرات الاخيرة التي اجراها مجلس المحافظة اواخر تشرين اول الماضي فيما انتقد المكون التركماني استمرار التهميش منذ اكثر من عقدين في المناصب التشريعية والتنفيذية في ديالى وفي الحكومة والبرلمان العراقي بشكل عام.
وقال مدير ناحية قره تبه السابق (تركماني) وصفي مرتضى التميمي انه سلم ادارة الناحية للمدير الجديد (طه عبد الكريم الجبوري) عن تحالف تقدم مقابل وعد واتفاق مع حكومة ديالى على منح التركمان منصب مستشار للمحافظ الا ان الحكومة اخلت بالوعد في اليوم الثاني ما اثار ازمة جديدة في الناحية.
وانتقد التميمي في حديثه لـ(المدى) قيام قوة من الفوج التكتيكي برفع سرادق الاعتصام التي نصبها المحتجون ما ينذر بصدامات وتداعيات متوقعة بسبب عدم ايفاء الحكومة المحلية بوعودها للمكون التركماني.
وأضاف "ندعو الجهات المعنية الى انصاف المكون التركماني ومنحه استحقاقه القومي والسكاني والسياسي لتفادي ازمات واجتماعية وسياسية تعمق المشاكل والمعاناة التي يعيشها المكون التركماني".
فيما قلل عضو الجبهة التركمانية في ديالى محمد رشيد من مخاوف وقوع صدامات وتداعيات خطيرة في الناحية بالقول "المكون التركماني مسالم ولن ينجر لاي اعمال خارج الاطر السلمية والقانونية والشرعية".
وأعرب في حديثه لـ(المدى) عن استغراب المكون التركماني من تجاهل الحكومة المحلية والكتل السياسية لمطالب المكون التركماني العريق في الكثير من مناطق ديالى معتبرا سياسات القوى السياسية تجاه التركمان سلبية وتعبر عن مصالح سياسية وفئوية بعيدا عن ثوابت وحدة وحقوق المكونات في ديالى.
واكد رشيد "سنحاور ونطالب الجهات المعنية لمنحنا استحقاقنا اسوة بالمكونات الاخرى وسنسلك جميع الطرق والسبل اللازمة".
ويشكل التركمان نحو 4% الى 5% من سكان محافظة ديالى، 70 كم شمال شرق العاصمة بغداد وينتشر التركمان في محافظات كركوك وديالى وواسط ونينوى وصلاح الدين واقليم كوردستان ويعتبرون القومية الثالثة في البلاد.
ويشغل المكون التركماني نحو 5% 6% من التركيبة السكانية في العراق وينقسمون قوميا وطائفيا بين الأحزاب والقوى السياسية، ومورست بحق التركمان عمليات تطهير قومي وسياسة اضطهاد ممنهجة، إلا أن كثيرين منهم ما زالوا يحافظون على لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم.
وتشير تقديرات "غير رسمية" إلى أن عدد التركمان في العراق يتجاوز 2.5 مليون، في حين تقدر مصادر تركمانية عددهم بنحو 3.5 ملايين، ولا يوجد إحصاء محايد عن عددهم في العراق، وهو حال مع كل القوميات والأديان في البلاد.
ويقطن التركمان بشكل أساسي في شمالي العراق في محافظات كركوك ونينوى وأربيل وديالى خصوصا في مدن كركوك وتلعفر وآمرلي وطوزخورماتو وكفري وألتون كوبري وداقوق ويتشاركون في علاقات ثقافية ولغوية وثيقة مع تركيا.