ترجمة / حامد أحمد
في أول محاكمة من نوعها في فرنسا تشهد محكمة، سبيشال اسايز Special Assize، الخاصة في باريس محاكمة ثلاثة أعضاء من تنظيم داعش، رجلان وامرأة، جميعهم مواطنون فرنسيون احيلت قضاياهم للمحكمة بتهم انتمائهم لتنظيم إرهابي ومشاركتهم بارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق ايزيديين واستعباد وتعذيب عدة نساء وأطفال اختطفوا من العراق.
واعلن مكتب الادعاء العام الفرنسي الوطني لمكافحة الإرهاب PNAT عن إحالة قضيتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية امام محكمة، سبيشال أسايز، في باريس ضد ثلاثة مواطنين فرنسيين أعضاء في تنظيم داعش وهم امرأة ورجلان متهمون بالمشاركة بخطة منسقة تهدف الى إبادة الطائفة الايزيدية في العراق. وجاء في التقرير، الذي نشر على موقع، جاستس انفو Justice Info، السويسري المعني بقضايا المحاكمات والعدالة في العالم، انه لحد الان تم اصدار أمرين قضائيين. الأول بالمتهمة، سونيا ميجري، التي عادت من سوريا ومحتجزة في فرنسا، وزوجها السابق عبد الناصر بن يوسف، المفترض بانه ميت منذ العام 2016. وكان بن يوسف قد أدين غيابيا بمحاولة هجوم فاشلة على كنيسة في منطقة، فيليوف، إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية في نيسان 2015. والأمر القضائي الثاني متعلق بالمسلح الداعشي، صبري اسيد، الملقب بكنية أبو دجينة الفرنسي، الذي التحق بتنظيم داعش في سوريا في أوائل عام 2014، الذي يفترض انه قتل أيضا منذ العام 2018.
وأشار الادعاء العام الى انه بالإضافة الى اتهامات ارتكاب جرائم إبادة جماعية، فان جميع المتهمين يشتبه بارتكابهم عدة أفعال مدرجة ضمن جرائم ضد الإنسانية وهي جزء من هجمات واسعة ممنهجة ضد أبناء الطائفة الايزيدية وبالأخص ضد عدة نساء أيضا، واشتملت على أفعال استعباد واحتجاز وتعذيب واضطهاد وافعال غير إنسانية أخرى. وان كل من المسلحين أسيد وبن يوسف، متهمان باغتصاب نساء ايزيديات صغيرات تم شراؤهم لغرض الاستعباد الجنسي والخدمة القسرية في البيت. أما المتهمة، ميجري، التي يشتبه بانها ساعدت زوجها السابق، بن يوسف، بارتكاب اعمال اغتصاب، فإنها متهمة أيضا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. واستنادا الى محاميها، نبيل بودي، فان ميرجي تخضع لثلاث تهم وهي جريمة إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية والمشاركة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. ويقول المحامي ان موكلته ذكرت بانها لم تكن تعلم بخطة زوجها لشراء امرأة للاستعباد وهو أمر ترفضه كما تدعي. واستنادا الى المحامي، بودي، فانها لا تعلم بالتهمة الرابعة ضدها بالمشاركة باعمال إرهابية كونها سافرت الى سوريا والعراق للالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي.
استنادا الى المحامية، كليمنز بيكتري، الموكلة عن ضحيتين من الناجيات الايزيديات ضد المتهم أسيد، فان هذه المحاكمة بالنسبة لهن يعتبر أمرا بالغ الأهمية، وهي تعتبر الوسيلة الوحيدة لتحقيق العدالة لهن ولأطفالهم وجميع أبناء الطائفة الإيزيدية. واستنادا لتحقيقات في القضية فإنه تم تحديد أربع نساء وسبعة أطفال على انهم ضحايا لهؤلاء المسلحين عندما كانوا محتجزين لديهم في سوريا ما بين عامي 2014 و2016.
وأضافت المحامية، بيكتري، بقولها "كانت موكلاتي أسيرات في بعض الأحيان ما بين 12 أو 13 رجلا مختلفا جميعهم من الجنسية الفرنسية. وان المحكمة تقاضي واحد فقط من هؤلاء المتورطين. هذا شيء يبدو غير عادل، ولكن في الوقت نفسه فانه يعد أمرا جوهريا ان يتم اجراء هكذا محاكم ويكون هناك حكم قضائي بحق المتهمين".
رومين روز، محامي موكل عن الإيزيدية، رفيدة نايف، وهي الايزيدية الوحيدة التي تم تحديد هويتها في التهم الموجهة ضد الداعشية، سونيا ميجري وعبد الناصر بن يوسف، أكد بان هناك امرا مهما بالنسبة لموكلته هو انه باستطاعتها التحدث عن جريمة الإبادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديون، وهي حملة استئصال واستعباد مخطط لها انطلقت اعتبارا من آب 2014 عندما غزا مسلحو داعش منطقة سنجار، التي تقطنها الطائفة الايزيدية في شمالي العراق، وحاصروها.
ويقول المحامي روز "رفيدة كانت في حينها في سنجار عندما وقع هجوم داعش. عائلتها قسم منهم قتلوا وقسم تم اسرهم، وقد اقتيدت هي واختها وتم بيعهن في سوق العبيد، كانت في السادسة عشرة من عمرها في حينها عندما تم بيعها أول مرة ثم تم بيعها بعد ذلك للمسلح بن يوسف. وأن ما تسعى له الان هو ان تضمن مستقبلها".
وكانت فرنسا قد شكلت مع السويد عام 2012 فريق تحقيق مشتركا لجمع معلومات عن انتهاكات مسلحين أجانب ضد ايزيديين وتحديد هويات مشتبه بهم من رعاياهم وذلك عبر وكالات الاتحاد الأوروبي، والتحق بهذا الفريق أيضا كل من بلجيكا وهولندا.
وكانت ألمانيا والمملكة المتحدة وهولندا والسويد قد اجرت سابقا محاكمات ضد افراد من تنظيم داعش من رعاياهم بتهم ارتكابهم جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق مواطنين من الطائفة الايزيدية كانوا محتجزين لديهم كعبيد.
عن جاستس انفو