متابعة/ المدى
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه هذا الأسبوع بين "إسرائيل" وحزب الله من شأنه أن يبعد الشرق الأوسط عن شفا حرب شاملة، ولكن الاتفاق يحمل في طياته أيضا خطر دفع إسرائيل وإيران إلى مواجهة مباشرة أكثر خطورة.
وأشارت الصحيفة في تقرير إلى أن تصدع وحدة الساحات التي تقودها إيران "بعد أن تدهورت وتضررت بسبب عام من الحرب مع إسرائيل"، وهو "الأمر الذي ترك إيران مكشوفة".
وأضاف التقرير: "لقد قبل حزب الله وقف إطلاق النار مع إسرائيل دون انتزاع تنازلات من حماس، حليفته المدعومة من إيران في غزة. أما الحوثيون في اليمن والميليشيات الشيعية في العراق، على الرغم من اتحادهم في كراهيتهم لإسرائيل والولايات المتحدة، فقد خففوا من وتيرة الهجمات في الأسابيع الأخيرة".
ويرى البعض في إسرائيل أن "ضعف إيران وميليشياتها يشكل فرصة سانحة لاستغلالها، وخاصة من خلال استهداف البرنامج النووي الإيراني. ويحذر آخرون من أن القيام بذلك من شأنه أن يدفع المنطقة إلى وضع أكثر اضطراباً"، بحسب الصحيفة.
وقال المدير السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي أفنير جولوف: "لا يمكن أن نجد ظروفاً أفضل لحملة إسرائيلية أميركية ضد البرنامج النووي الإيراني. والسؤال هو ما إذا كان السبيل الصحيح هو استخدام القوة العسكرية".
وقال زميل بارز في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، يوئيل جوزانسكي، إن "الاتجاه نحو خفض التصعيد. لكنه قد يقودنا نحو التصعيد هو المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران".
وأضاف: "لكن مع تجريد إيران من دفاعاتها الجوية، ووجود حزب الله وحماس في حالة من الفوضى، أعتقد أن احتمالات توجيه ضربات إلى البرنامج النووي الإيراني أصبحت أعلى بكثير مما كانت عليه في الماضي".
وقال نائب رئيس منظمة مايند إسرائيل الاستشارية للأمن القومي، جولوف، إن "زعماء إيران وقعوا في مأزق. فاستخدام برنامجها النووي كسلاح قد يخلق الردع الذي فقدته إيران في مواجهة حلفائها المتهالكين، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى إثارة الهجمات".
وأشار إلى أن "إسرائيل ستكون في مأزق إذا فضل ترامب محاولة عقد صفقة مع إيران". وأضاف أنه بدون الدعم الأمريكي، ستواجه إسرائيل صعوبة في تنفيذ حملة عسكرية فعالة ضد إيران.
وتنقل "وول ستريت جورنال"، عن محللين، قولهم إن "الرئيس المنتخب دونالد ترامب ، الذي قال إنه يريد إنهاء الصراعات في الشرق الأوسط، قد يكون منفتحاً على عملية لمرة واحدة ضد إيران".
ويشكل منع إعادة تسليح حزب الله أيضاً هدفاً رئيسياً لإسرائيل، التي زادت من هجماتها في الأشهر الأخيرة داخل سوريا، الطريق الرئيسي لتهريب الأسلحة إلى لبنان، وفق التقرير.
وتراهن إسرائيل على أن الضغط العسكري، إلى جانب الحوافز الاقتصادية المحتملة من دول الخليج، سوف يقنع الرئيس السوري بشار الأسد بالتخلي عن تحالفه مع إيران وإغلاق طرق التهريب.
ووفق الصحيفة، فإنه "مع تقلص قوة حزب الله، أصبحت إسرائيل حرة في التركيز بشكل أكبر على حماس في غزة. وهذا يمثل طريقاً نحو خفض التصعيد بسرعة، ولكنه يمنح إسرائيل أيضاً الحرية لتعميق سيطرتها العسكرية على القطاع وشن حملة طويلة الأمد لمكافحة التمرد".
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن "الجيش قد يحتاج إلى قضاء سنوات داخل غزة في قتال حركة حماس لضمان عدم تمكن المجموعة من العودة إلى السلطة أبداً"، بحسب التقرير.