واسط/ جبار بچاي
تظاهر العشرات من سكان منطقتي الهورة والحيدرية في مدينة الكوت، معبرين عن رفضهم لمشروع التحول الذكي للشبكة الكهربائية الذي بدأ تنفيذه بشكل مفاجئ. المحتجون وصفوا المشروع بأنه يمثل «خصخصة بثوب جديد»، معتبرين أن استهداف منطقتهم دون غيرها هو خطوة تمييزية وغير عادلة.
غضب شعبي
انتقد سكان المنطقة بدء المشروع في الأحياء الملتزمة بدفع فواتير الكهرباء، في حين تُستثنى الأحياء الشعبية والعشوائية التي تستفيد من التيار الكهربائي بشكل غير قانوني. ووصفوا المشروع بـ«السرقة في وضح النهار» وأكدوا أنه يضيف أعباءً جديدة على السكان دون تحقيق العدالة.
ودعا المحتجون إلى وقف المشروع، مؤكدين أنهم سيصعّدون احتجاجاتهم بتنظيم وقفة أكبر أمام مبنى مجلس المحافظة. وأعرب محمد سعيد الموسوي، أحد المحتجين، عن رفضه القاطع للمشروع، مشيرًا إلى أن الشركة المسؤولة تحاول إقناع الأهالي بوعود «كهرباء مستمرة وتعرفة ثابتة»، معتبرًا ذلك خداعًا غير مقبول.
وبحسب معلومات الشركة المنشورة عبر منصات التواصل الاجتماعي، فإن مشروع التحول الذكي يشمل إعادة تأهيل الشبكة الكهربائية وتحويلها إلى شبكة أرضية، إضافةً إلى تركيب عدادات ذكية مجانًا. كما تعهدت الشركة بتوفير الكهرباء لمدة 20-24 ساعة يوميًا، مع التأكيد على أن الجباية ستكون إلكترونية وبتعرفة الكهرباء الحالية.
تطور أم عبء إضافي؟
يوفر نظام العدادات الذكية دقة في قياس الاستهلاك وسهولة في السداد عبر الهواتف الذكية. كما يهدف إلى تقليل استهلاك الطاقة خلال أوقات الذروة وتحسين كفاءة الشبكة، إلا أن تطبيقه يُواجه رفضًا واسعًا في المناطق المستهدفة بسبب تخوف السكان من تأثيره الاقتصادي والاجتماعي.
ومع تصاعد الغضب الشعبي، يبدو أن الضغط على الحكومة المحلية والشركة المنفذة يتزايد. وبينما تؤكد الشركة أن المشروع يستهدف تحسين البنية التحتية الكهربائية، يرى المحتجون فيه بابًا جديدًا للفساد والخصخصة، مما يعكس انقسامًا واضحًا بين أهداف المشروع وتقبله شعبيًا.
الخصخصة بثوب آخر.. تظاهرات ضد مشروع التحول الذكي للشبكة الكهربائية
نشر في: 1 ديسمبر, 2024: 12:03 ص