ذي قار / حسين العامل
كشفت الدوائر المعنية بإدارة ملف المياه في ذي قار عن انفراج في ازمة المياه وتحسن بالإطلاقات المائية في نهري الغراف والفرات وذلك بعد ازمة خانقة تسببت بتوقف عدد من مجمعات مياه الشرب واستدعت الاستعانة بالسيارات الحوضية وحفر الابار في المناطق التي تكابد معاناة الازمة.
وقال مدير الموارد المائية في ذي قار المهندس هاشم محيبس قاسم لـ(المدى) ان "الموقف المائي اخذ بالتحسن خلال الايام القليلة المنصرمة اذ ارتفعت المناسيب في الفرات الى 69 متر مكعب / الثانية فيما ارتفعت في نهر الغراف الى 105 متر مكعب / الثانية ضمن حدود محافظة ذي قار".
ويجد قاسم ان "التصاريف المائية الحالية مناسبة لمعالجة شحة المياه التي كانت تواجهها المحافظة خلال الاسابيع المنصرمة"، عازيا تفاقم ازمة المياه في الفترة الماضية الى كثرة التجاوزات على الانهر.
واشار مدير الموارد المائية الى ان " فرق رفع التجاوزات ماضية في رفع جميع التجاوزات وهو ما اسهم في تحسن الايرادات المائية لمجمعات مياه الشرب والقرى والمناطق التي تقع في ذنائب الانهر".
وتوقع قاسم ان تشهد الايرادات المائية المزيد من التحسن خلال الايام القادمة بعد غمر الجداول الفرعية بالمياه".
بدوره أكد مدير ماء ذي قار، أحمد عزيز التحسن الحاصل في الايرادات المائية واوضح لـ(المدى) قائلا ان "الوضع المائي مستقر حاليا في الانهر المغذية لمجمعات الماء وان عملية تشغيل مجمعات الماء تعمل بصورة افضل من السابق"، مشيرا الى ان " الازمة السابقة اضطرت دائرة الماء الى التشغيل الجزئي لعدد من مجمعات الماء".
واوضح عزيز ان "الدائرة استعانت في الاسابيع الماضية بالسيارات الحوضية لتلافي الشحة في قضاء سيد دخيل اما الان فالأمر في تحسن في اقضية سيد دخيل والاصلاح ومقدم ناظم البدعة".
وكان مدير ماء ذي قار قد افاد الاسبوع المنصرم أن "شحة المياه في قضاء سيد دخيل تعود لعدم توفر شبكات مياه صالحة للشرب في القرى المحيطة، والتي كانت تعتمد على شط آل إبراهيم المتوقف منذ 20 يوماً".
واضافت في تصريح اعلامي تابعته المدى أن "المديرية اتخذت إجراءات مؤقتة للتخفيف من الأزمة، من بينها توفير حوضيات لنقل المياه الصالحة للشرب يومياً من مركز الناصرية إلى القضاء المذكور".
فيما كشفت ممثلية المياه الجوفية في محافظة ذي قار، عن حفر 30 بئراً مائياً في عدد من الوحدات الإدارية بالمحافظة خلال العام الحالي.
وأوضح مدير الممثلية علي الصافي في تصريح صحفي أن "الآبار تم توزيعها على عدة أقضية ونواحي ضمن المناطق التي تعاني من نقص في مياه الشرب، بهدف تلبية احتياجات المواطنين لأغراض الاستخدامات المنزلية"، منوها الى أن "الهيئة العامة للمياه الجوفية تدرس حاليا طلبات اخرى مقدمة من المواطنين لتلبية احتياجاتهم من المياه".
وكانت ادارة محافظة ذي قار حملت وزارة الموارد المائية يوم (11 تشرين الثاني 2024) مسؤولية توقف مشاريع مياه الشرب في عدد من اقضية ونواحي المحافظة، فيما عزت دائرة الموارد الازمة المائية ذلك الى تدني الايرادات والتجاوزات الحاصلة على عمود نهر الغراف.
يذكر ان إدارة محافظة ذي قار اعلنت (10 تشرين الثاني 2024) عن إصدار توجيهات للقوات الأمنية لرفع التجاوزات على النهر المغذي لقضاء سيد دخيل، وذلك لتدارك تفاقم أزمة المياه في القضاء. وفيما عزت مديرية الماء الأزمة إلى المباشرة بالموسم الزراعي الشتوي، أشارت إلى اتخاذ التدابير اللازمة لاستمرار عمل محطات ضخ مياه الشرب.
وسبق لإدارة محافظة ذي قار أن حذرت في يوم (22 تشرين الأول 2024) من كارثة بيئية واقتصادية ناجمة عن شح المياه في المناطق الزراعية، وفيما توقعت تعرض 5 وحدات إدارية إلى كوارث ونزوح سكاني في حال لم تجرِ المعالجة الفورية لأزمة المياه، طالبت وزارة الموارد المائية بتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع المحافظة.
وكان مصدر بيئي في محافظة ذي قار كشف (مطلع آب 2024) عن جفاف 85% من مساحات الأهوار في المحافظات الجنوبية الثلاث، محذرًا من مخاطر الجفاف على حياة السكان المحليين والتنوع الأحيائي.
فيما كشفت دائرة الهجرة والمهجرين في ذي قار في يوم (28 تشرين الأول 2024) عن تسجيل نحو 10 آلاف عائلة نازحة من مناطق الأهوار ومناطق أخرى التي تعرضت للجفاف والتصحر والتغيرات المناخية، وفيما أكدت تقديم معونات إغاثية لـ9600 عائلة من العوائل المذكورة، أشارت إلى ظروف خاصة حالت دون استكمال عملية حصر النازحين في قضائي الإصلاح وسيد دخيل.
وأبدت جهات حكومية ومنظمات مجتمعية يوم (4 حزيران 2024) قلقها من مخاطر تراجع مناسيب المياه في مناطق الأهوار، محذرين من موجة جفاف ونزوح سكاني وتدهور بيئي قادم يهدد الثروتين السمكية والحيوانية خلال موسم الصيف.