هي مهنة موسمية، لا يزيد عمرها على شهر واحد، هو الشهر الأخير من السنة. تقتضي من صاحبها أن يرتدي بدلة وقبعة حمراوين، وأن يضع على وجهه لحية بيضاء، ويحمل كيساً للهدايا. لكن الإقبال على هذا العمل تراجع في السنوات الأخيرة، بحيث أن محافظات فرنسية نشرت إعلانات تطلب فيها «بابا نويل» على وجه السرعة.
وقد جرت العادة أن يتقمص أحد أفراد العائلة هذه الشخصية، ويدور على أفرادها لكي يضع لهم هداياهم تحت شجرة الميلاد. لكن حضور «بابا نويل» بات مطلوباً في آلاف المدارس ورياض الأطفال والمجمعات التجارية والجادات الرئيسية، وحتى في المطارات ومحطات القطار. وبهذا فإن بلداً مثل فرنسا يحتاج إلى عشرات الآلاف من «البابا نويلات» كل عام.
وفي مثل هذه الفترة من العام الماضي، عانى الفرنسيون من نقص في زيوت الطعام وفي صلصة الخردل، بسبب الحرب في أوكرانيا. لكن لم يكن من المتوقع حدوث نقص في أعداد هذه الشخصية التي تبعث الفرحة في قلوب الصغار والكبار. وقبل عقدين أو ثلاثة من الزمان كان «البابا نويلات» يتنافسون على حجز أماكنهم مسبقاً أمام المتاجر الكبرى في الوسط التجاري، وحي الأوبرا والشانزليزيه. ولم يكن الأمر يخلو من مشاجرات وتماسك بالأيدي بينهم، في حال اعتدى أحدهم على موقع زميل له، تماماً مثلما يحدث في أوساط عصابات التسول.
وحسبما صرح به «بابا نويل» متقاعد، لقناة تلفزيونية فرنسية، فإن من أسباب انصراف الشباب عن هذا العمل الموسمي طول ساعات العمل التي تمتد نهارات وليالي متواصلة، وتراجع الهبات التي يحصلون عليها، نظراً للوضع الاقتصادي المتدهور، وكذلك لأن الصغار ما عادوا يهابون «بابا نويل» ويحترمونه؛ بل يمدون أيديهم لجرِّ لحيته، أو العبث بالجعبة التي يحمل فيها الهدايا. وهناك من يكون متوعكاً من كثرة تناول الشوكولاتة، ويتقيأ على بدلته، أو يواجهه بكل براءة: "بابا يقول إن (بابا نويل) كذبة".
فرنسا تعاني نقصاًفي «بابا نويل"
نشر في: 2 ديسمبر, 2024: 12:01 ص