ترجمة/ حامد أحمد
تناولت صحيفة، ديلي اكسبريس Daily Express، البريطانية في تقرير لها مشروع البنى التحتية الضخم الذي يعمل العراق على تنفيذه لخلق طريق جديد يصل بين أوروبا وغرب آسيا والذي يعرف باسم "طريق التنمية" الذي يمتد من موانئ جنوبي العراق الى تركيا عبر شبكة طرق متعددة بانه قد ينافس معبر قناة السويس المصرية لقصر المسافة التي ستربط بين القارتين ويضمن للعراق مكانة اقتصادية عالمية.
وأشارت الصحيفة الى ان المشروع الذي تبلغ كلفته 17 مليار دولار سيمتد عبر مسافة 1200 كم من جنوبي العراق شمالا الى تركيا حيث سيتألف من شبكة طرق متعددة وسكك حديد وموانئ ومدن، ومن شأنه تقليص المسافة المقطوعة ما بين آسيا وأوروبا مما تشكل هذه المزايا منافسة لقناة السويس المصرية التي تمثل حاليا معبرا تجاريا رئيسا يصل ما بين القارتين. ويذكر التقرير بانه من المتوقع ان يتوسع المشروع ليصل الى أوروبا وذلك بعد انشاء معبر تجاري يمر عبر تركيا، ومن شأن ذلك ان يضمن للعراق مكانة دولية على مستوى التجارة العالمية فضلا عن مردوداته الاقتصادية الداخلية وتطوير بناه التحتية.
وبحسب التقرير، سيتم انشاء الطريق التجاري الجديد على امتداد مشروع ميناء الفاو الكبير قيد الانشاء، وهو ميناء ضخم يطل على الخليج العربي سيسمح للعراق بإنشاء طريق أفضل للصادرات الى بقية انحاء العالم والذي سيعد من أضخم المشاريع التنموية الجارية في البلد على الإطلاق. وكان المشروع قد تم الإعلان عنه من قبل رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، في أيار الماضي خلال لقائه بممثلي وزارات النقل الإيرانية والاردنية والكويتية والعمانية والعربية السعودية وسوريا وتركيا وكذلك دولة الامارات. وقال السوداني انه يرى المشروع كركيزة لمصدر اقتصادي غير نفطي وشبكة طرق تخدم الدول المجاورة للعراق والمنطقة ويساهم في تعزيز جهود الوحدة الاقتصادية.
وأشار التقرير الى انه من المتوقع ان يستغرق المشروع ما بين ثلاث الى خمس سنوات لغرض اكماله. وكان السفير التركي لدى بغداد، علي رضا كوناي، قد ذكر في تصريحات صحفية بان طريق التنمية سيعزز التعاون الاقتصادي المشترك ما بين البلدان في المنطقة.
واستنادا لمركز، ويلسون سينتر، للتحليلات والبحوث فان مشروع طريق التنمية يهدف لخلق ممر تجاري يمتد من ميناء الفاو من البصرة جنوبا الى تركيا شمالا ومن ثم الى القارة الأوروبية، مشيرا الى ان ذلك من شأنه ان يعزز الاستقرار الإقليمي وازدهار البلد اقتصاديا مؤكدا بأنه من أضخم مشاريع البنى التحتية في تاريخ العراق الذي يهدف الى تأسيس خط سكك حديد يربط العراق بأوروبا ولندن ومن المتوقع ان تنتهي المرحلة الأولى من المشروع بحلول عام 2028، وقد ترتفع تكلفته لتصل الى 24 مليار دولار.
ويشير التقرير الى ان ميزة هذا المشروع انه سيختصر المسافة المطلوبة لنقل بضائع الى السوق الأوروبية بمدة عشرة أيام مما لو كان ذلك عبر قناة السويس.
وكان وزير النقل العراقي، رزاق السعداوي، قد ذكر بان مشروع طريق التنمية قد يوفر تكلفة مالية بديلة اقل عن قناة السويس لنقل البضائع ويعود الفضل في ذلك لسعة استيعاب ميناء الفاو الكبير الذي يمكن ان يستقبل سفنا تجارية ضخمة بعمق يصل الى 19.5 مترا. مضيفا بان هذا الطريق سيوفر فترة زمنية ما بين 12 و15 يوم مقارنة بنظيره المصري.
وهناك عدد من البلدان الداعمة للمشروع والتي تتمتع باقتصاد قوي هي كل من دولة الامارات ودولة قطر حيث وقعت مذكرات تفاهم بهذا الخصوص.
وقال المسؤول العراقي بان المشروع هو مشروع اقتصادي بحت وليست له منافسة مع أي طرف آخر، حيث يتمتع العراق بموقع جغرافي مهم بمشاركة حدود مع تركيا وسيعود المشروع بالمنفعة لجميع الأطراف.
عن: ديلي اكسبريس