غالب حسن الشابندر
الوطن قيمة عليا
هكذا يقول السيد حسين اسماعيل الصدر
(الوطنية… حداثة المفاهيم وأصالة القيم) كتاب للسيد حسين اسماعيل الصدر، ضمن سلسلة إصدارات تصب في موضوع واحد، ذلك هو: (الوطنية) صفحة من القطع المتوسط، يتكون من عدّة بحوث موزّعَّة على عدّة فصول، جوهر الكتاب يتعلق بموضوع واحد كما قلت هو: الوطنية.
يقول السيد حسين الصدر: (إنَّ الوطن هو الاساس) ص 26، وينطلق من هذه المعادلة الصلدة، ليؤسس لنا معرفة حول الثقافة الوطنية، والرابطة الوطنية، والقيم الوطنية…
ولأن الوطن هو (الاساس) في فكر هذا المرجع الديني نجده يبذل جهداً عميقا ومشكوراً في الوقت حول حيثيات ومقتربات (مفهوم الوطن).
إذا كانت كلمة الوطن نطلقها ونستقبلها على سنَّة العفوية حيث تعني (العراق) في سياق إنتمائنا إلى هذا البلد العريق، التاريخ العريق، الحضارة الضاربة في القدم، فإن السيد حسين الصدر لا يدع لهذه العفوية أن تأخذ مجراها دونما تاسيس معرفي دقيق للمفردة.
يقول في كتابه هذا:
(يُفرَض أن مفهوم "الوطن" لا يكون مسالة عاطفية… فالجانب العاطفي يمكن أن يذهب، ويمكن أن يبقى، لأن الوضع النفسي للإنسان وضع قلق، يتأثر بصورة مباشرة بالمؤثرات الخارجية… ولا يكون ــ الوطن ــ مسألة تقليدية أو مجتمعية، فقد يرثونها الابناء من الآباء، لأن المزاج النفسي للإنسان هو العنصر الحاسم في الموضوع) ص 26.
بناء على هذه الخلفية الفكرية يؤسس لنا السيد حسين الصدرمنهجية مرانية للتعامل مع هذا المفهوم، ويدرجها في الهيكلية التالية:
البداية هي الاتجاه التقليدي، مجرد إنتماء بالعنوان العام (أنا عراقي)…
الخطوة التالية، حيث يتدرج الانسان في عمره عبْر مراحل من النضج والتطور، يتخطى الإنسان مرحلة التعامل الانتمائي الاسمي مع الوطن إلى تعامل عاطفي، (العراق وطني)، أحب وطني، أعشق العراق، ممّا يمهد إلى التعامل مع الوطن ليس مفهوما مجرَّدا، ولا مفهوما يثير العاطفة ويجذبها، بل إلى إرض وشعب وحدود وتاريخ وحضارة ومصير…
وهكذا نكتشف إن السيد حسين الصدريطرح لنا منهج
للتعامل مع الوطن، العراق، من خلال مراحل حاسمة، ثلاث مراحل، تبدا بعنوان الانتماء، وتمر الاسمي عبْر إنتماء عاطفي، ليصل إلى إنتماء تاريخي وجغرافي وحضاري، ماض وحاضر ومستقبل.
وفيما يتبلور مفهوم الوطن بهذه الشمولية الرائعة نكون على قرب قريب من مفهوم (الوطنية)، والوطنية في سرديات حسين الصدر بمثابة علاقة روحية بين الوطن وابنائه، فإن الوطن معطاء، فهو أرض وخيرات وهواء وماء وتاريخ، وهل بمقدور الإنسان أن يعيش أو يحي خارج هذه الأقنومات؟
وبما أن الوطن يعطي (إنسانَه / مواطنه) فعلى هذا الانسان ايضا أن يعطي (وطنه)، يعطيه الحب والاخلاص والتخليد، وبهذا تكون المعادلة قد أحكم طرفاها.
ويجترح السيد حسين الصدر ثلاث بيئات للمران الوطني، التربية الوطنية’
- الاسرة.
- المدرسة.
- الاعلام.
- المسؤولون.
- المنابر الدينية.
وفي هذا السياق يقترح (أن يكون الجانب الوطني ضمن البرنامج الديني للخطيب، العالم، رجل الدين، القس، الكاهن…) ص 32
يتبع