عامر مؤيد
تتواصل فعاليات المعرض السنوي للنحت العراقي والذي يقام على قاعة جمعية الفنان التشكيليين العراقيين حيث سيغلق المعرض ابوابه بداية العام القادم 2025 الاول من عام 2025.
وكان معرض النحت العراقي قد افتتح ابوابه للجمهور يوم السبت 14 كانون الاول، حيث شهد خلال الايام الماضية حضوراً لافتاً من قبل شخصيات دبلوماسية وثقافية وفنية بالإضافة الى عدد من المهتمين والمتابعين للمشهد الثقافي والفني بالعراق، ويعد هذا المعرض حدث جمالي وفني مهم شارك فيه نخبة من نحاتي العراق ولعدة اجيال.
تم عرض أكثر من سبعين عملا فنيا وشارك قرابة ستين فنانا وفنانة وتفردت الاعمال باختلاف الأساليب وطرائق العمل والتنفيذ التي تؤكد دور الفنان العراقي في رفد الواقع الجمالي بصيغ فنية متغايرة تليق بإرث العراق الكبير.
مستشار بيت الحكمة د.عماد جاسم تحدث لـ(المدى) عن انطباعاته عن المعرض قائلا ان "سبعين عملا نحتيا بتنوع اسالبيها ، تمنح الحداثة العراقية خصوصيتها وتضع المتلقي في دهشة التواصل مع شفرات تعرب عن نضوج اغلب تجارب المشاركين في حين اكتفى البعض الآخر من الفنانين في استنطاق البرونز والحجر والخشب بحرفية تحسب للتشكيل العراقي".
واضاف جاسم ان "التشكيل العراقي، يعود جذوره الى حضارته السومرية والاكدية والاشورية والبابلية ، وكانت قضايا المرأة حاضرة بتجلياتها في أعمال اكسر أفق التوقع وتنحاز بقوة الى إظهار اوجعها باشكال مباغتة وتصورات قد تقترب الى استصراخ الضمير وفضح العنف الذكوري ".وتابع عماد جاسم قائلا : "التلقائية الرومانسية احتفلت بتعددها في هذا المعرض النوعي الذي جمع الرواد والشباب في بوتقة جمالية تضع حداثة النحت في المقدمة ، الأعمال المباشرة وتكرار المواضيع لم تقلل من اهمية هذا الملتقى السنوي في جمعية التشكيلين ذات التاريخ العريق".
وعن شؤون جمعية الفنون التشكيلية حدثنا رئيس الجمعية الفنان قاسم سبتي من ان الجمعية تعاني من عدم اهتمام من الجهات المعنية بالثقافة والفنون " واضاف سبتي :" نحن نطل من جديد ونستعرض هذه الاعمال النحتية، التي تحكي عن مجموعة من اجيال النحت العراقي ضلوا طوال السنين الماضيات متمسكين بتلابيب النجاح على الرغم من قسوة الواقع وتداعياته الاليمة والاقسى، هو هذا الصمت الحكومي عن دعم شريحة التشكيليين والنحاتين خاصة، فلا اقتناء لأعمالهم الابداعية ولا حضور لأنشطتهم مما يثير جملة من التساؤلات عن هوية هذا الوطن وعن هوية ثقافته".
كما ذكر سبتي ان "اليأس يلفنا بسبب غلق المنفذ الوحيد لدعم انشطتنا وهو المركز الثقافي والاجتماعي للجمعية والذي من خلاله استطاعوا طيلة أكثر من عشرين عاما ان يقيمون كل المعارض، وان يساعدعم في فتح فروع في المحافظات".
ويشير الى ان "من خلال ارباح النادي، تم مساعدة الفنانين في إقامة معارضهم وعلاجهم وسفرهم وبالتالي ياتينا أحدهم بقرار غلق هذا المجال الحيوي والداعم لجميع الفنانين".