TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > بيت المدى يستذكر المؤرخ والباحث سالم الآلوسي

بيت المدى يستذكر المؤرخ والباحث سالم الآلوسي

عشرة أعوام على رحيله

نشر في: 24 ديسمبر, 2024: 12:04 ص

بسام عبد الرزق

اقام بيت المدى في شارع المتنبي، الجمعة الماضية، جلسة استذكار للمؤرخ والباحث العراقي الراحل سالم الالوسي بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة على رحيله، تحدث خلالها ضيوف الجلسة عن أثر الراحل ثقافيا وعلى مستوى الاهتمام بالوثيقة، فضلا عن قراءة ورقة كتبتها ابنة الراحل زينب، لخصت الكثير من علاقات ابيها مع الوسط الثقافي لا سيما على الصعيد الاجتماعي.

مقدم الجلسة الباحث رفعة عبد الرزاق، بادر كعادته للتعريف بشخصية الجلسة، مبينا انه "لا شك ان الحديث عن الأستاذ سالم الالوسي حديث طويل، فحياته مليئة بالذريات والاحداث التاريخية ومنها ما هو جدير بان يذكر في كل وقت وكل مكان"، مشيرا الى انه "تعرف على الأستاذ سالم الالوسي في أوائل الثمانينات استمرت هذه العلاقة لغاية رحيله".
وأضاف، ان "الراحل هو سالم عبود ياسين الالوسي من الاسرة الالوسية المعروفة والتي ملأت اخبارها الصحف والكتب والمدونات، ولد في بغداد عام 1925 في محلة "سوق حمادة" وهي محلة بغدادية كرخية قديمة ودخل مدارس الكرخ الابتدائية وذكر لي انه حين دخل مدرسة الكرخ الابتدائية بدأ من المرحلة الثانية كونه يعرف القراءة والكتابة، وأكمل ثانوية الكرخ، وعين دليلا داخل المتحف العراقي وعمل في مجلة سومر عام 1945 وهي مجلة علمية لا تضاهيها مجلة اثارية على المستوى العالمي، واستمر في دائرة الاثار، وصار يرافق الوفود الاستشراقية والاثارية التي تأتي الى العراق".
وبين انه "استمر بمنصبه حتى عام 1958 ومن بعدها أصبح سكرتير تحرير مجلة سومر واستمر الى عام 1963 ونقلت خدماته الى وزارة الثقافة وعين معاون مدير الاذاعة والتلفزيون، وكان يومذاك يقدم برنامجا تلفزيونيا مشهورا وهو (الندوة الثقافية) وتعد من أشهر برامج تلفزيون العراق في الستينات، وفي عام 1974 عين اول مديرا للمركز الوطني لحفظ الوثائق ثم أصبح عميدا لمعهد الوثائقيين العرب حتى تقاعده عام 1986 وعمل بعدها مستشارا للمكتبة الوطنية حتى سنة 2003".
د. علي حداد، قال ان "الأستاذ الالوسي قامة من قامات هذا الجيل الكبير الذي صنع الوعي والثقافة العراقية، وهو جيل معطاء انجز المشاريع وكان يتميز بالود والتواصل الحميم بين رموزه، ونحن نعاني اليوم في قطيعة بين الأجيال الثقافية وبين المثقفين".
وأوضح ان "الجانب الثقافي الذي كون شخصية الراحل سالم الالوسي بجوانبها المتعددة، فتوجهه الأكاديمي كان باتجاه الإدارة والاقتصاد، لكن يبدو ان اشتغاله في الاثار مبكرا ولقائه بالكثير من الشخصيات عزز لديه القناعة بأهمية الثقافة وتعززت لديه قيمة الوثيقة ولذلك اشتغالات الراحل الالوسي على الوثائق جزء من هذا الأساس، بان الوثيقة والتاريخ نتداوله كأثر لكن الحاضر إذا لم نوثقه ونحافظ عليه سيضيع الكثير من تاريخنا".
وأشار الى ان "للراحل دور كبير في ترسيخ جوانب ثقافية عراقية مهمة، ومن خلال برنامجه التلفزيوني "الندوة الثقافية" واغنانا بالعديد من المعلومات وتعرفنا على الكثير من الشخصيات الثقافية، وكان له دور في تأسيس مهرجان المربد الشعري"، مبينا انه "واحد من المثقفين العراقيين الذي تشابه مع الكثير من المثقفين في موسوعيتهم، وكان اهتمامه بالوثيقة معناه الاهتمام بالهوية الوطنية والحرص عليها وأدرك أهمية الوثيقة، في وقت، للأسف، لا نمتلك هذا الإحساس".
من جانبه قال، د. ماهر عبد الجبار الخليلي، ان "الالوسي ساهم في بناء هذا البلد وهو اسمه ليس اعتياديا وواحد من اهم الأسماء المؤسسين لاكثر من مشروع نجني ثمارها الى اليوم، في التعليم والوثائق والاعلام، وفي كل مرة كان مبتكرا ومبدعا، في مجلة المورد ومجلة سومر وبرنامج الندوة الثقافية وعلى صعيد الوثائق والتواصل في تثبيت دار الكتب والوثاق".
ونوه الى ان "الالوسي قامة عراقية ويستحق الكثير، ليس فقط في مؤلفاته وانما في قضايا كثيرة، مازلنا نجني ثمارها لليوم، وهو ليس أسماً عابراً وإنما ركن من أركان الثقافة العراقية، كتب عن ناجي الأصيل، ومصطفى جواد، وعن شخصيات عراقية حيث كان وفي للكبار والعلماء وجميع من عمل معهم"، لافتا الى انه "كان قريبا من الشارع العراقي والنبض العراقي وله بصمة في مجالات ثقافية عديدة وكان قريب من المثقفين العراقيين الكبار الذي عاصروه من جلال الحنفي، مصطفى جواد، جعفر الخليلي، هؤلاء الشخصيات كان لهم دور".
وأضاف، انه "في عام 1974 بمرور 50 عاماً على ولادة جعفر الخليلي الذي يعتبر من أبرز الصحفيين العراقيين والملقب ب “أبو الصحافة العراقية” قامت وزارة الثقافة بالاحتفال هذا الشخص ولكن الغي هذا الاحتفال بيومها ولكن وفاء من سالم الألوسي أقام هذا الاحتفال في منزله الواقع في منطقة الداوودي".
دوره قال الأستاذ زين النقشبندي، انه "في تسعينيات القرن الماضي التقيت عن قرب بالأستاذ سالم الالوسي، في حينها زار العراق باحث فرنسي يعد رسالة دكتوراه عن الاسرة الالوسية، وكان وقتها الالوسي يعمل في دائرة الكتب والوثائق، وكان الباحث يبحث عن رواد مجلس الأستاذ انستاس الكرملي، وكان فقط الأستاذ جلال الحنفي وسالم الالوسي، وكانوا كرماء جدا مع الباحثين ويستقبلونهم ويقدمون كل ما ينفعهم في بحوثهم".
د. مصطفى كامل الالوسي، زوج ابنة سالم الالوسي "زينب" وابن شقيقه، قرأ مداخلة كتبتها ابنة الراحل، تقول فيها انها "نشأت مع اشقائها نشأة صالحة حيث غرس الوالد فيهم الخير والمعروف والوفاء وعلمهم الجد والوفاء ودفعهم الى مقابلة الصعاب والاستقامة في العمل والصد والأمانة، وتوفقنا في تحقيق هذه الشمائل الخيرة، وقد فتح الله عليهم وبسط الرزق الحلال الطيب".
وأضافت ان "الشمائل التي تمتع بها الوالد هي انعكاس لتربيته الفاضلة في البيئة البغدادية الاصيلة، وقد عززت هذه الشمائل الاواصر الاسرية مع والدتنا ومعنا نحن ابناءه واحفاده واخوانه وعائلاتهم وابنائهم وذوي قرباه أينما كانوا يتفقدهم ويزوره في الافراح والاحزان ويقدم الدعم المعنوي والمادي لكل محتاج".
ولفتت الى ان "الوالد كان شديد الحرص على تعريفنا بحضارة وتراث مدينة بغداد ويصطحبنا الى المتحف العراقي في الصالحية ومتحف الاثار العربية ومتحف الأسلحة والمتحف البغدادي والمدرسة المستنصرية والقصر العباسي، واما خارج بغداد، ومن خلال السفرات العائلية يأخذنا في أيام العطل والاعياد الى مواقع عكركوف والدائن وطاق كسرى واثار بابل وحصن الاخيضر وملوية سامراء والمتوكلية ومدينة الحضر واثار نينوى".
وتابعت في ورقتها، انه "كان الوالد أيضا يصطحبنا في بعض الأحيان الى النشاطات الثقافية في قاعة الخلد والمسرح الوطني ومسرح الرشيد، وحضرنا معه الى العديد من المسرحيات للرواد الكبار مثل يوسف العاني وسامي عبد الحميد وغيرهم، وكذلك حفلات الفرقة السمفونية العراقية وحضرنا عروض دار الأزياء وكذلك المعارض الفنية في قاعة كونبالكيان كما كنا نذهب معه في امسيات الخميس الى سينما النصر وغرناطة وسميراميس".
وذكرت، انه "كنا انا واشقائي نرافق الوالد والوالدة اثناء زيارة أصدقاء العائلة، ففي منطقة الداؤودي كنا نزور النحات محمد غني حكمت وزوجته السيدة غاية الرحال شقيقة النحات خالد الرحال وكان بجانب داره يقع الاستوديو الذي يعمل فيه النصب والتماثيل، وكذلك زيارات الى الشاعرة عاتكة الخزرجي وزيارة الشاعر حافظ جميل والاديب يوسف يعقوب والشيخ جلال الحنفي والاديب الكبير جعفر الخليلي والمؤرخ عبد الرزاق الحسني والفنان اكرم شكري، كما أتذكر زيارتي مع والدي لمرتين الى منزل الشيخ بهجت الاثري في الاعظمية ومنزل الدكتور كمال السامرائي".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"في 3 محافظات".. القبض على 10 تجار مخدرات

الموارد المائية: مشروع التكسية الحجرية لنهر دجلة سيكون متنفساً للعوائل البغدادية

الدولار يواصل صعوده أمام الدينار العراقي

كركوك.. مدرسة رفع عليها راية داعش تتعرض لهجوم مسلح يسفر عن إصابة حارسها

أسود الرافدين في مواجهة حاسمة أمام البحرين في خليجي 26

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

سينمائيون يطالبون الحكومة بالتدخل لمنع بيع سينما الخيام

ضياء العزاوي يحصد جائزة نوابغ العرب

آثار ذي قار تعلن استكمال المرحلة الأولى من صيانة أقدم محكمة في التاريخ

انتِ وطن.. مشروع لمعالجة قضايا النساء في أم الربيعين

تحدث عن إنجازاته خلال عام.. أحمد نجم فنان شاب أعاد الحياة للمسرح الواسطي

مقالات ذات صلة

تحدث عن إنجازاته خلال عام.. أحمد نجم فنان شاب أعاد الحياة للمسرح الواسطي

تحدث عن إنجازاته خلال عام.. أحمد نجم فنان شاب أعاد الحياة للمسرح الواسطي

 واسط / جبار بچاي نجح الفنان الشاب أحمد نجم بإعادة الحياة للمسرح الواسطي بعد سنوات من الصمت والخمول نتيجة الظروف التي مر بها البلد بعد أن كان قبل ذلك مسرحاً مفعماً بالنشاط ومزدحماً...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram