TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: السخرية على الطريقة العراقية

العمود الثامن: السخرية على الطريقة العراقية

نشر في: 24 ديسمبر, 2024: 12:05 ص

 علي حسين

كلما أُعيد قراءة أعمال الساخر محمود السعدني الكاتب والصحفي الذي واجه الظلم والفقر والاستبداد بالنكتة، وحاول أن يُضحك القارئ البسيط من المأساة التي تحاصره، يتحدث بلسان البسطاء ويطرح آراءهم بالأحزاب الحاكمة والمعارضة، والأحزاب التي تريد أن تحوّل هموم الناس إلى مشاريع استثمارية. اتذكر احوال هذه البلاد التي يحاول بعض مسؤوليها ان يحول حياة الناس الى مسخرة .
سيقول البعض وهو يقرأ هذه السطور : ماذا بك ايها الكاتب هل تعاني من حالة فقر في الدم والموضوعات، حتى تريد أن تستعرض علينا ما تقرأه ؟
لكنني ياسادة أراوح كل يوم في محيط ساسة العراق "الأفاضل"، وأتوهّم أنهم في طريقهم للتوبة إلى الله بعد كل ما فعلوه بالبلاد والعباد، وإذا بي أكتشف أنّ معظمهم يعتقد أنّ الانتهازية والكذب وسرقة أموال الشعب من ضرورات الديمقراطية الجديدة!، تصوّروا أنّ الإعلام بكلّ طوائفه سخر من النائب مطشر السامرائي يوم اعتبر الشعب العراقي "دايح"، لكنه، وهذا هو المهم، حصل في النهاية على راتب تقاعدي وعدد من العقود والمقاولات. الآن عرفتم لماذا أعود لقراءة محمود السعدني الذي يخبرنا في كتابه الممتع "الولد الشقي" أنّ "المسؤول يصرّ على أن يعيش المواطن في العصر الحميري أغلب حياته، في ظل الخديعة، ويعيش في انتظار السياسي الملهم، الذي بسببه تتحول الديمقراطية إلى نكتة، ويُسحق المواطن المسكين تحت الأقدام"؟.
تقول فصول الكوميديا العراقية المبتلاة بمشاهد سوداء إن قائد شرطة بغداد يريد تحويل هذه المدينة التي كانت تنام وتغفو على صوت ناظم الغزالي وعفيفة اسكندر إلى مقاطعة خاصة به ، يفرض بها قوانينه ، من خلال مطاردة اصحاب محال بيع المشروبات والهجمات " الثورية " على النوادي الاجتماعية ..
سيتهمني البعض، حتمًا، بأنني أسعى لإشاعة حالة من الفساد في البلاد ، وأنني مصرّ على أن أجعل من كلماتي مدخلًا للتأكيد على أن المسؤولين في بلاد الرافدين هم سبب غياب التفاؤل والبهجة من حياتنا، وأنني أترصد حركات وغمزات النواب لأسخر منهم.
لقد قيل كلام كثير عن البحبوحة التي سنعيش فيها، بعد أن هدى الله البرلمان وانتخب السيد محمود المشهداني رئيسا له ، لكننا والمنطقة تعيش ازمات عاصفة التفتنا فوجدنا محمود المشهداني يتجول في عمان للاطمئنان على احوال الاهل والاقارب بدلا من احوال العراق .
أعتقد أننا يجب أن نضحك من اللامعقول الذي يحكم حياتنا التي تحفل بمضحكات عديدة، والتي كانت آخرها مسرحية مؤلمة كان ضحيتها ملايين المواطنين الفقراء الذين طلب منهم أن يدفعوا ثمن سرقات الفاسدين لثروات البلاد .
بعد احاديث صاخبة عن محاربة الفساد والقضاء عليه في عقر داره يجد المواطن المسكين نفسه محاصرا بقرارات قرقوشية تطارده حتى في منامه .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

العمود الثامن: مسيرات ومليارات!!

ثقافة إعاقة الحرية والديمقراطية عربيا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram