ديالى/محمود الجبوري
اكدت ناحية السعدية شمال شرقي ديالى وجود عشرات القرى المهدمة جراء الاعمال الارهابية لتنظيم داعش والقاعدة والعمليات العسكرية فيما حذرت من استغلالها كبؤر ومعاقل جديدة للتنظيمات الارهابية.
عشرات الالاف من السكان نزحوا بسبب الدمار الذي حل بقراهم وسط غياب الاهتمام الحكومي وخطط اعادة الاعمار رغم البرامج والموازنات التي أطلقتها الحكومة والمنظمات الدولية والدول الساندة والمانحة.
وقال مدير الناحية احمد ثامر، ان أكثر من 20 قرية بين مدمرة كليا ومدرة جزئيا وبنسب متفاوتة خالية من السكان منذ نحو عقد ونصف وعقدين من الزمن ولازال اغلبهم خارج مناطق سكناهم بعدما تكيفوا معيشيا في مناطق اخرى لصعوبة العودة الى قراهم المدمرة مستدركا الكثير من القرى عادت واستعادت نشاطها المعيشي بدعم حكومي وانساني وبإمكاناتهم الذاتية.
وبين ثامر في حديثه لـ(المدى)، أن %90 من الأسر النازحة ذهبوا الى خانقين، فيما نزحت الأسر الأخرى إلى بغداد ومناطق أخرى، والوحدات الادارية الاخرى في ديالى وقسما اخر الى اقليم كردستان وخاصة المكون الكردي.
ودعا الزركوشي المحافظة والحكومة والجهات المعنية والمنظمات الدولية الى إطلاق خطط اعمار وتأهيل خدمية شاملة في القرى المدمرة لإعادة سكانها وانهاء معاناة وأزمات النزوح منذ سنوات طويلة.
بدوره، يؤكد الخبير الأمني فؤاد البياتي ان تنظيم داعش والقاعدة الارهابيين شنوا هجمات ممنهجة وطائفية ضد القرى ذات الاغلبية الشيعية وممن رفضوا بيعة التنظيمات الارهابية ما دفع التنظيمات الارهابية الى شن حرب تفجير المنازل والاغتيالات والاعدامات الجماعية آنذاك خلال الفترات الممتدة بين 2009- 2014.
ونوه البياتي في حديثه لـ(المدى) ان ممارسات التنظيمات الارهابية مدعومة من جهات تسعى لإحداث تغييرات ديموغرافية في ناحية السعدية من خلال تهجير وقتل الكرد والشيعة ما سبب انخفاض نسبة السكان الكرد مشيرا الى ان اثار التغييرات الديموغرافية لازالت سائدة في السعدية ويصعب معالجتها في ظل الصراعات القومية السياسية في المناطق المتنازع عليها ومساعي تعريب المناطق الكردية لمصالح انتخابية وفئوية.
وتابع البياتي حديثه "رغم الاستقرار والتحسن الامني في السعدية وسيطرة الاجهزة الامنية الا ان مخاوف تحول القرى الشاغرة في السعدية الى حواضن للإرهاب واردة وقائمة بسبب الطبيعة الجغرافية والصراعات الطائفية والاجندات الاقليمية التي تغذي خلايا مسلحة وقسما منها خلايا نائمة تنتظر اشارات الظهور لتنفيذ اجنداتها".
شيخ قبيلة الزركوش اكبر قبائل ناحية السعدية عبد الصمد سالار الزركوشي اكد ان خطط واجراءات اعادة اعمار القرى المتضررة والمدمرة لازالت غائبة رغم مرور عقد ونصف الى عقدين من الزمن على تدميرها رغم المناشدات والاضرار الاجتماعية والانسانية التي تكبدها سكان القرى النازحة.
ولفت الزركوشي في حديثه لـ(المدى) الى ان 90% من قرى الزركوش تعرضت للتدمير والاضرار فيما بلغ حجم الاضرار في بقية القرى 10% بسبب مواقف قبيلة الزركوش في مواجهة التنظيمات الارهابية ورفضها الخضوع لتهديداتها وخططها التكفيرية والظلامية.
واشار الزركوشي الى ان قبيلته الى جانب الاضرار المادية قدمت 486 شهيدا وأكثر من 600 جريحا خلال الحرب مع الارهاب مجددا دعم قبيلته وقرى السعدية لمساع اعادة الاعمار وبسط الامن ومنع عودة مظاهر القتل والتهجير من جديد ضد اي طائفة او مكون.
وحذر الزركوشي من تحول القرى والقصبات الخالية من السكان الى بؤر ومنطلقات لتنظيمات ارهابية تتربص للعودة وتعد العدة لعمليات انتقامية جديدة معتبر عودة السكان واعادة اعمار القرى المدمرة سلاح فعال لدعم القوات الامنية واعين دائمة لرصد اي تحركات ارهابية او نشاطات مشبوهة.
وتعد ناحية السعدية من المناطق الساخنة امنيا، وشهدت حوادث امنية وخروقات مستمرة في اعوام خلت قبل الاستقرار الامني، بسبب قربها من تلال حمرين أكبر معاقل التنظيمات الارهابية وهي من المناطق المشمولة بالمادة 140 من الدستور العراق والمتنازع عليها بين بغداد واربيل.