 أربيل / مصطفى محمد

شهدت مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، احتفالات كبيرة بأعياد رأس السنة الميلادية في عدد من الكنائس المنتشرة في المدينة. وتزينت الكنائس بأجواء روحانية دافئة، حيث رفعت الصلوات والأدعية من أجل السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

وقال المطران بشار متي وردة إن "رسالة عيد الميلاد هي رسالة السلام، وإن الصلوات تتركز على الدعوة إلى السلام". وأشار وردة إلى أن محور الصلوات الأساسي هو العيش بسلام ونقل رسالة السيد المسيح المتمثلة بالعيش بأمن وسلام واستقرار، خصوصًا في الشرق الأوسط الذي يعاني من ظروف صعبة.
توافد المصلون من مختلف أنحاء بلدة عينكاوه للمشاركة في قداس العيد، الذي حمل رسائل ودعوات عديدة للمسيحيين الذين عانوا ظروفًا صعبة في السنوات الماضية.
بدوره، أكد فوزي سولاقا، ممثل فناني بلدة عينكاوه، أن "قداس ليلة عيد الميلاد يعبر عن تضامن جميع الشعوب في المنطقة للعيش بأمن وسلام". ودعا سولاقا الحكومة العراقية إلى الإسراع بإعادة المهجرين جراء أحداث داعش من المكون المسيحي إلى ديارهم في أسرع وقت ممكن، خصوصًا وأن هذا المكون عاش معاناة كبيرة على مر السنوات الماضية.
مشاركة المسلمين في الاحتفالات
شارك عدد كبير من المسلمين إلى جانب المسيحيين في أعياد الميلاد المجيدة، حيث توافد العشرات من المواطنين إلى الكنائس لتقديم التهاني للمسيحيين بهذه المناسبة. وقال هيثم علي، وهو مواطن مسلم: "اعتدنا أنا وعائلتي أن نشارك المسيحيين في أعياد ميلادهم كل عام، خصوصًا وأن المكون المسيحي له تاريخ عريق وحافل في العراق". وعبر عن أمله في أن تنتهي معاناة الأسر المسيحية في العراق من خلال توفير بيئة آمنة لهم وإعادة الأملاك التي خسروها في بغداد وبقية المحافظات التي غادروا منها مرغمين.
وأقيمت العديد من الفعاليات والنشاطات من قبل الجهات الحكومية في منطقة عينكاوا خاصة وعموم محافظة أربيل. وانطلقت فعاليات مهرجان أعياد الميلاد بمشاركة عدد كبير من الشركات المحليَّة وذوي المشاريع الصغيرة في مختلف المجالات، بالإضافة إلى معارض الرسم والكتب والحرق على الخشب.
وأكد الفنان التشكيلي ممتاز نوح أن "المهرجان شهد توافدًا كبيرًا من المواطنين للمشاركة في الفعاليات المختلفة ومشاهدتها، خصوصًا مع إتاحة الفرصة لهم للمشاركة فيها وتعطيل الدوام الرسمي في إقليم كردستان لعشرة أيام". وأشار إلى أن المنتجات اليدوية والرسومات بالحرق على الخشب شهدت إقبالًا كبيرًا من المواطنين على شرائها.
اختلاف المهرجان هذا العام
يرى عمر عبد الله، وهو مواطن من العاصمة بغداد، أن "مهرجان الكريسماس هذا العام يبدو مختلفًا عن الأعوام الماضية بسبب معارض الكتب التي استقبلت محبيها من مختلف المحافظات العراقية". وقدم العديد من الناشطين المدنيين مبادرات إيجابية لدعم أصحاب مرض الفشل الكلوي وتقديم العلاج للمحتاجين. وقال محمود عامر إن "عددًا من الشباب تبنوا أفكارًا عديدة لمبادرات تدعم العائلات المتعففة والفقيرة، بالإضافة إلى المرضى المحتاجين للعلاجات"، مؤكدًا أن هذه المبادرات تعد خطوة لإسعاد العائلات الفقيرة تزامنًا مع أعياد الميلاد.
افتتحت العديد من الشركات العالمية والمحلية والمطاعم المعروفة فروعًا لها في مهرجان الكريسماس، وهي خطوة لاقت ترحيب المواطنين المشاركين فيه. ودعا مصطفى إلياس، وهو مواطن من أهالي نينوى، الجهات المعنية إلى الحفاظ على هذه الأجواء الاحتفالية في أربيل وجميع المدن العراقية سنويًا، مؤكدًا أن هذه الأجواء غابت عن العراقيين في كثير من السنوات الماضية. وأعرب عن أمله في أن تكون سنة 2025 مختلفة عن السنوات الماضية من خلال نقل تجربة الإعمار والاستقرار من إقليم كردستان إلى بقية المحافظات العراقية.
واتخذت السلطات في إقليم كردستان العديد من الإجراءات الأمنية والإدارية لإتاحة الفرصة أمام الناس للمشاركة في احتفاليات رأس السنة الميلادية، منها تعطيل الدوام الرسمي لعشرة أيام، وإعداد خطة أمنية متكاملة تزامنًا مع توقعات بوصول 200 ألف سائح لإحياء ليلة رأس السنة في أربيل.