TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من يغني للمسؤول العراقي؟

العمود الثامن: من يغني للمسؤول العراقي؟

نشر في: 2 يناير, 2025: 12:16 ص

 علي حسين

مرت في اليومين الماضيين ذكرى ميلاد أم كلثوم التي ما تزال علامة من علامات الزمن الجميل، سيقول البعض يارجل لماذا تصر على تقليب دفاتر الماضي ، ولا تريد ان تنتبه للحاضر ؟ .. ياسادة الحاضر وخصوصا في بلاد ما بين النهرين غريب وعجيب ، فمرة يحذرونك من النظام السوري الجديد ، ومرة يقولون لك بان العلاقة مع سوريا الجديدة تسير في طريقها الصحيح ، وما بين مرة ومرة خرج علينا السيد نوري المالكي ليخبرنا ان رياح التهديد ستمر عبر مصر والسعودية والامارات ، والمضحك في مثل هذه الاخبار ان اصحابها يطلبون من العراقيين ان يصبروا ، فالمهم الديمقراطية العراقية تعيش ازهى عصورها، وعلى المواطن العراقي ان لا يردد اغنية كوكب الشرق للصبر حدود.
على مدى قرن اصبح لام كلثوم جمهوريتها ومواطنون يرددون معها كل مساء وهي تشد على منديلها: " أَعطني حُريَتي اَطلِق يدي إِنني أَعطَيتُ مَا استبْقَيت شيَ". في عصر أم كلثوم كانت مصر ومعها بلدان العرب تبشر بثقافة جديدة تتمرد على ثقافة الغيب ، إسماعيل مظهر يترجم داروين إلى العربية ، وشبلي شميل يبشر بأفكار ماركس وإنجلز، وسلامة موسى يكتب عن سوبرمان نيتشه، فيما الرصافي يكتب عن الاشتراكية بأنها: "وعد بمجتمع، لا سيد فيه ولا مسود، يأخذ كل من فيه حقه بغير زيادة، ويعطي فيه كل حقوق الآخرين بغير بخس"، في ذلك الوقت أصر الزهاوي على أن يقود معركة "السفور" إلى النهاية وهو يردد : مزّقي يا ابنــــة العـــراق الحجابــــا..
اليوم نتذكر درس أم كلثوم عن الحب والفرح والمسرة، حين نجد من يسخر من تاريخ بلاده، ويصر على أن العراقيين شعب خامل كان من الأفضل لهم أن يرضوا بالمقسوم، ولا يورطوا انفسهم في الاحتجاج والثورة على الاوضاع ، ولا تزال احزابنا تقول للشعب: الصبر جميل.
كانت أم كلثوم حريصة على فنها ، ويذكر الصحفي محمود عوض في كتابه " ام كلثوم التي لا يعرفها احد " ان كوكب الشرق رفعت دعوى قضائبة ضد الملحن محمد الموجي لانه تأخر في تلحين اغنية " للصبر حدود " وطالبته بدفع تعويض مالي ، وحين وقف الموجي امام القاضي ، طلب مهلة ، فردت عليه ام كلثوم بعبارة واحدة " للصبر حدود " ، عندها اصدر القاضي حكما بتغريم الموجي 500 جنيه.
بعد 21 عاماً يبدو أن التغيير الحقيقي صار خيالا، واكتشف المواطن "المغلوب على أمره" أن ما جرى خلال السنوات الماضية ليس مقطوع الصلة بما جرى أيام حقبة "القائد الضرورة " . فمن يغني للمسؤول العراقي اغنية للصبر حدود، ويطالبه بدفع غرامة عشرات المليارات من الاموال التي نهبت في مشاريع وهمية؟.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بطولات وتحوّلات.. ملاحم ومحطات الجيش العراقي في الذكرى 104 من تأسيسه

اثيل النجيفي: التغيير السياسي في العراق قادم

الإعمار تحدد موعد التقديم الإلكتروني لقروض صندوق الإسكان

وزير الدفاع يعلن انجاز معاملات حقوق عوائل شهداء الجيش

التجارة تطلق حصة جديدة من السلة الغذائية إعتبارا من الغد

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

قراءة في تطورات التعليم العالي عام 2024 وتطلعات المستقبل

العمود الثامن: ماذا حدث للمستشار؟

العمود الثامن: من يغني للمسؤول العراقي؟

ماذا يقول السيستاني؟

النَّزاريَّة.. تجربتها أمام "تحرير الشَّام"

العمود الثامن: طاعون الفشل

 علي حسين ظل المثقفون العرب حائرين بين جان بول سارتر وغريمه ألبير كامو، وأمضى الراحل عبد الرحمن بدوي نصف عمره يحل ألغاز كتاب سارتر الشهير "الوجود والعدم" من أجل أن يقدمه للقارئ العربي...
علي حسين

قناديل: كفكف دموعك واتبع سيدوري

 لطفية الدليمي لم ألعب في حياتي سوى القليل من مباريات الشطرنج، وكلّ ما عرفته عن هذه اللعبة أنّها (لعبة الملوك) لأنّ كلّ نقلة فيها تنطوي على كثرة من الخيارات، وكلّ خيار يؤدّي إلى...

قناطر: أنت ذاهب الى الشرق وأنا عائد منه

طالب عبد العزيز لا أريدُ أنْ أغنّيَ أغنيةً لا تعني أحداً، ولا أظنّه مناسباً وقوفك على أسباب تراجع الضوء في الأباجورة عند الباب، وقد يجدي نفعاً أنْ تهمل شَعْري ببياضه، هكذا: لكنْ تعالَ، خذه...
طالب عبد العزيز

نظرة مستقبلية بعيدا عن الآيديولوجيا الشعبوية

عصام الياسري أدخلت الأحداث الأخيرة سيما بعد سقوط نظام الأسد وإعادة الدول العظمى برمجة استراتيجية توازن القوى في المنطقة العديد من الأنظمة العربية في حالة من الارتباك وإعادة النظر في اصطفافاتها السياسية الداخلية والخارجية...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram