TOP

جريدة المدى > محليات > آثار النمرود تنتشل من الدمار.. والعودة الكاملة ستستغرق 10 سنوات

آثار النمرود تنتشل من الدمار.. والعودة الكاملة ستستغرق 10 سنوات

نشر في: 5 يناير, 2025: 12:05 ص

نينوى / سيف الدين العبيدي

تواصل مفتشية آثار نينوى جهودها لإعادة إعمار ما دمره تنظيم داعش الإرهابي في موقع آثار النمرود، بعد أن قام التنظيم بسرقة التماثيل والقطع الأثرية الصغيرة التي أمكن نقلها، ثم شرع في تجريف وتفجير القطع الضخمة، مثل الثيران المجنحة والشواهد الجدارية، في عام 2015. وقد وصفت هذه العملية بأنها الأبشع بين جميع المواقع الأثرية التي تعرضت للتدمير على يد الإرهاب.

في عام 2017، قامت جامعة "سميثسونيان" الأمريكية بتدريب فريق أثري متخصص لرفع أشلاء القطع الأثرية المتناثرة وإعادة تركيبها كما كانت. وبحلول عام 2018، بدأ العمل في مشهد بدا أقرب إلى المستحيل، لكن اليوم تمكنت الكوادر الأثرية من إعادة تجميع 70% من القطع المتضررة في مدينة النمرود الأثرية، التي تبلغ مساحتها 8 كيلومترات مربعة. وتعد النمرود العاصمة الدينية والعسكرية للحضارة الآشورية، حيث تضم 9 معابد، تم اكتشاف 3 منها فقط، وهي معابد عشتار ونابو ونانورتا، بينما لا تزال 6 معابد أخرى مدفونة تحت الأرض.
كما تشمل المدينة قصورًا أثرية، أبرزها قصر آشور ناصربال الثاني، الذي بناه خلال فترة حكمه من 883 إلى 859 قبل الميلاد، بالإضافة إلى الزقورة التي تم تجريفها. وقد تم تجميع قطع 3 من الثيران المجنحة ذات الرؤوس البشرية، واثنين من الأسود الأثرية، تمهيدًا لنقلها إلى المخازن لإجراء أعمال الترميم وإعادة لصق أجزائها، حتى تعود إلى شكلها الأصلي قدر الإمكان. من جهته، أوضح وزير الآثار الدكتور أحمد البدراني لـ(المدى) أن أعمال صيانة آثار النمرود للموسم الرابع قد انتهت اليوم، مشيرًا إلى أن الكادر الأثاري من نينوى سيستمر في إعادة لصق جميع القطع المفتتة، إلا أن هذه العملية تحتاج إلى دعم مالي وإلى 10 سنوات من العمل المتواصل. وأضاف أن الوزارة ستقيم مهرجانًا خاصًا تحت عنوان "إحياء روح النمرود"، للاحتفاء بالإنجازات التي حققتها الكوادر الأثرية العراقية حتى الآن في إعادة تجميع القطع التي بدت وكأنها لن تعود إلى سابق عهدها.
من جانبه، قال المنقب في الموقع ومدير مفتشية النمرود سابقًا، عبد الغني راضي، لـ(المدى)، إن النمرود تعد ثاني أهم مدن الحضارة الآشورية بعد مدينة آشور، تليها نينوى وخورسيباد. وأكد أن الآشوريين بنوا هذه المدينة على "مصطبة من اللبن" ترتفع 6 أمتار عن سطح الأرض. وأشار إلى أن نسبة الإنقاذ وصلت إلى 70%، وشملت تجميع المشاهد الداخلية للقصر وواجهته التي تضم الثيران والأسود.
ودعا راضي المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم المالي اللازم لإعادة إعمار موقع النمرود الأثري، الذي يتطلب مبالغ طائلة لاستكمال أعمال الترميم. وأضاف أن الموقع الأثري مفتوح أمام الزوار من العرب والأجانب، لكنه يحظر تصوير أعمال الصيانة والقطع المجمعة. وأشار إلى أن عدد الزوار لا يزال قليلاً جدًا بسبب بعد الموقع وصعوبة الطريق المؤدي إليه، والذي يحتاج إلى إعادة تأهيل. وأعرب عن أمله في أن تعود النمرود إلى قائمة الوجهات السياحية الرئيسية في العراق خلال السنوات المقبلة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

أهالي ذي قار: مياه الشرب بلون أخضر وذات رائحة كريهة

قلق في ذي قار من تصاعد جرائم الابتزاز الإلكتروني وانتحار الضحايا!

العراق يصدر 13 سلعة زراعية متنوعة

نينوى تقرع ناقوس الخطر بتراجع حاد في مناسيب الخزين الأول للمياه في العراق

أزقة الموصل القديمة تتعرض لتخسفات ومنازل مهددة بالسقوط

مقالات ذات صلة

قلق في ذي قار من تصاعد جرائم الابتزاز الإلكتروني وانتحار الضحايا!
محليات

قلق في ذي قار من تصاعد جرائم الابتزاز الإلكتروني وانتحار الضحايا!

 الناصرية / حسين العامل أعربت مؤسسات مجتمعية وحكومية في محافظة ذي قار عن قلقها البالغ من ارتفاع معدلات جرائم الابتزاز الإلكتروني، والتي باتت تشكل تهديدًا كبيرًا للأمن المجتمعي. وكشفت مصادر أمنية عن تسجيل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram