TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > نوافذ بصرية.. فراشات لونية في معرض تشكيلي في كربلاء

نوافذ بصرية.. فراشات لونية في معرض تشكيلي في كربلاء

نشر في: 12 يناير, 2025: 12:07 ص

علي لفتة سعيد

على أربعة جدرانٍ إلّا بابًا كبيرًا، كانت الألوان تتقافز مثل فراشات انطلقت في جوٍّ ربيعيٍّ، وإن كان شتاءً زيَّنه المطر النثيث. بلوحاتٍ زاد عددها على 60 عملًا أبدعتها ريشة 23 فنانًا وفنانة من رسامي وتشكيليي محافظة كربلاء، حيث تُوِّج المعرض بعنوان مُشرع للجمال (نوافذ بصرية). حتى لكأنَّ اللوحات ترسم الفرح المتوَّج بالأغنيات لتزقزق كما العصافير.
جمعية التشكيليين تتحرَّك مثل ضوءٍ وسط ظلامٍ، تسعى لتوسيع دائرة الجمال من خلال إقامة معرضٍ في كلِّ عامٍ ليكون تثبيتًا لألوان الإبداع التي يرسمها الفنانون، وكأنهم يُلوِّنون جدران الروح بالبهجة. وتتخذ الجمعية عناوين ناصعة: حلم قريب، فضاء نابض، مقامات ملوَّنة، ورابعها نوافذ بصرية. مع كلِّ عنوانٍ، تتوهَّج المعاني بخطوطٍ، وإن علِّقت على الجدران، فإنها تطير على بساط المدينة، تُلوِّح للناس بأنَّ بهجتكم ملوَّنة.
نائب رئيس جمعية التشكيليين العراقيين/ المركز العام، الفنان حسن إبراهيم، الذي افتتح المعرض، يقول: "عندما تكون في زيارة معرضٍ جماعيٍّ (سنويٍّ) لنتاج اشتغالات فنانين مختلفين في الرؤى ومتنوعين في الأساليب والاتجاهات، ويضاف إلى ذلك تفاوت الأعمار وتعدد الثقافات وتناول الموضوعات المختلفة، فإن ذلك يُعطي زخمًا بصريًا غنيًا يُثري قراءة المشهد التشكيلي، ويجعل الانتقال من تجربةٍ إلى أخرى وقراءة الأعمال باستقلاليةٍ أمرًا مريحًا". وأضاف: "هذا الانطباع لمسته برصانةٍ شديدةٍ عند تنقّلي بين الأعمال".
أما رئيس جمعية الفنانين العراقيين/ فرع كربلاء، الفنان محمد حاتم، فقال: "إن المعرض أصبح محطةً فنيةً بارزةً في كربلاء، تُتيح للفنانين فرصةً كبيرةً للتعبير عن أفكارهم وإبداعاتهم بأساليب ورؤى جمالية مختلفة". وأضاف: "المعرض رحلة بصرية جمالية تحمل بصماتٍ متنوعةً لكلِّ فنانٍ من خلال أعمالهم المعروضة، والتي يمكن للمتلقِّي استقراء رؤىً عميقةً تحمل مضامين ورسائل متنوِّعة".
الفنان التشكيلي والناقد الفني فاضل ضامد قال: "أيَّة حركةٍ فنية تعني أنها تُحرِّك الساكن الذي نعيشه. والفن مصدرٌ من مصادر مواجهة الظلام الذي يُحيط بالحياة، سواء من الجوانب السياسية أو الحروب، وما تأثَّر به المجتمع جرَّاء الاحتلال". وأشار إلى أنَّ الجمعية تهتم كثيرًا بالطاقات الفردية للفنان، بكلِّ مفردات عمله وانتمائه المدرسي، من أجل بلورة شعار: الفن هو الحياة وهو الأمثل لتقدُّم الوعي المجتمعي. ويرى الفنان عقيل مزعل أنَّ المعرض الذي شهد حضورًا فاعلًا يُعدُّ علامةً من علامات الوعي بأهمية الفن، إذ احتوى المعرض على مشاركاتٍ متنوعةٍ ما بين الرسم والنحت والخزف، ومن مختلف المدارس الفنية والأساليب الرمزية والتعبيرية والتجريدية والواقعية. وأضاف أنَّ مشاركة فنانين كبار ذوي باعٍ طويل وتجارب فنية غنية.
من جهتها، تقول الفنانة آلاء الغزالي: "إن الأعمال تنطوي على عفويةٍ في تنظيم العناصر الفنية على أطرٍ فلسفية، بكلِّ مكوِّناتها النفسية والاجتماعية والثقافية وغيرها." وأضافت: "انطلاقًا من تشظِّي الأشكال وعبثيَّتها الغامضة، من خلال تصوُّرات الفنان بأسلوبٍ تجريديٍّ نسبيٍّ، تحمل الأعمال مضامين سيكولوجية، كما في فن الأطفال والمجانين الذين يُعبِّرون عن ضجة دواخلهم النفسية بسيلٍ من الأشكال والخربشات والمسوخات التي اخترقت جميع حواجز المنطقية في التجسيد والرؤية." وأشارت إلى أهمية ملاحظة فاعلية الاشتغال النفسي الذي يوحي بخاصيتي الرفض واللاشعور، عبر رفض جميع أبجديات المتعارف عليه في التصوير الفني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

نوافذ بصرية.. فراشات لونية في معرض تشكيلي في كربلاء

نوافذ بصرية.. فراشات لونية في معرض تشكيلي في كربلاء

علي لفتة سعيد على أربعة جدرانٍ إلّا بابًا كبيرًا، كانت الألوان تتقافز مثل فراشات انطلقت في جوٍّ ربيعيٍّ، وإن كان شتاءً زيَّنه المطر النثيث. بلوحاتٍ زاد عددها على 60 عملًا أبدعتها ريشة 23 فنانًا...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram