المدى/خاص
ما زالت قضية إعمار المناطق المحررة وتعويض الأهالي المتضررين من الإرهاب والنزوح تشكل تحدياً كبيراً أمام الحكومة العراقية، رغم مرور سنوات على تحرير تلك المناطق.
وفي الوقت الذي يطالب فيه نواب ومسؤولون بالإسراع في تنفيذ الخطط المتعلقة بإعادة الإعمار، يعاني الملف من تعثر واضح بسبب غياب التمويل الكافي، وضعف آليات التنفيذ، وتفشي الفساد في بعض الجهات المعنية، مما يزيد من معاناة السكان ويؤخر عودة الحياة الطبيعية إلى تلك المناطق.
وأكد رئيس الكتلة الإيزيدية في مجلس النواب العراقي، النائب نايف خلف سيدو، خلال حديث لـ(المدى)، أن "ملف إعمار المناطق المحررة، وخاصة سنجار وسهل نينوى، ما زال يواجه تحديات كبيرة بسبب غياب التنفيذ الفعلي لصندوق إعمار هذه المناطق".
وأضاف سيدو أن “الصندوق، الذي تم تضمينه ضمن موازنة 2024، ما زال مجرد حبر على ورق، ولم يتحول إلى واقع ملموس على الأرض".
وأشار سيدو إلى أن "النسبة المتحققة في ملف تعويض المتضررين لم تتجاوز 3% حتى الآن، ما يعكس قصوراً واضحاً في الأداء الحكومي والتخطيط لتنفيذ هذه الالتزامات، كما لفت إلى أن مناطق الإيزيديين تشهد استقراراً أمنياً كبيراً حالياً، إلا أن هذا الاستقرار لن يكون كافياً ما لم تتحرك الحكومة لتفعيل الصندوق وتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية".
وشدد النائب الإيزيدي على "ضرورة تقديم الحكومة خطة واضحة ومحددة تتضمن تحديد أولويات الإعمار، وضمان تخصيص الموارد الكافية، وإنشاء آليات تنفيذ شفافة تضمن تسريع تعويض المتضررين وتحقيق العدالة للمواطنين الذين عانوا من الإرهاب والنزوح".
وتابع سيدو "نحن في الكتلة الإيزيدية نؤكد أن ملف الفساد في محافظة نينوى لا يمكن التغاضي عنه، خاصة فيما يتعلق بتقصير الحكومة في محاسبة الجهات المتورطة التي تعرقل جهود الإعمار وتستغل موارد المحافظة، وهو ما يستدعي وقفة جادة لإنصاف الضحايا وضمان مستقبل أفضل للمناطق المحررة".
المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية سيف البدر كشف أن الحرب دمرت عشرات المستشفيات في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، 20 منها في نينوى، إضافة الى ستة مراكز تخصصية ضخمة.
36 مليار دولار هي كلفة إعادة إعمار المنشآت العامة والبنى التحتية التي دمرت بفعل الحرب في نينوى وصلاح الدين والأنبار، بحسب أستاذ الاقتصاد في الجامعة العراقية عبد الرحمن المشهداني.
ويرى كثير من العراقيين أن الفساد المستشري في الوزارات والمؤسسات الحكومية يعد عائقا أمام إعمار ما دمرته الحرب.