واسط / جبار بچاي
احتفلت محافظة واسط بيومها السنوي في العاشر من كانون الثاني الحالي بمناسبة مرور 103 أعوام على تأسيسها لتكون أول محافظة تحتفل بيومها السنوي بعد 2003، واستمرت احتفالات المحافظة على مدى ثلاثة أيام تخللتها جملة من الفعاليات الثقافية والعلمية والاجتماعية والرياضية والعسكرية التي سلطت الضوء على الإمكانات والثَّروات المتوافرة في المحافظة وعكست جوانب مختلفة من واقعها الحالي وتقدمها وازدهارها في المجالات كافَّة.
واختارت حكومة واسط المحلية العاشر من كانون الثاني ليكون عيداً سنوياً ويوما للمحافظة تحتفل به كل عام ذلك لأنه في هذا التَّاريخ أُسست أول حكومة محليَّة بعد استقلال العراق وبعد أن حددت واسط كوحدةٍ إداريَّةٍ مُستقلَّةٍ عام 1922 وعُين المُتصرِّف عبد العزيز القصَّاب ليكون أول متصرف ( محافظ ) لواسط، لهذا تم اختيار هذا اليوم عيداً ويوماً للمحافظة، إذ شرَّع مجلس محافظة واسط قانوناً محليَّا (يوم واسط)، وتم اعتماد التَّاريخ أعلاه بشكلٍ رسمي، ويأتي الاحتفال بيوم واسط من أجل ترسيخ تاريخ المحافظة وهويِّتها الاجتماعيَّة والإداريَّة.
وقال قائمّقام الكوت عادل الزركاني إن «الاحتفال بيوم واسط سيكون تقليداً سنوياً يحتفل به أبناء المحافظة كل عام وهي المرة الأولى التي تحتفل فيها محافظة عراقية بيومها السنوي بعد 2003».
وفي عهد النظام السابق كان لكل محافظة يوم تحتفل به سنوياً ينسجم ويتزامن مع مناسبة لها صلة بتلك المحافظة سواء من الناحية التاريخية أو العسكرية وغير ذلك وكانت واسط تحتفل بيومها السنوي في الرابع من شباط كل عام، ذكرى بناء مدينة واسط التاريخية من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي سنة 702 ميلادية 83 للهجرة في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان.
وأكد الزركاني، وهو عضو في اللجنة العليا للاحتفال بيوم واسط أن "فعاليات يوم المحافظة أنطلقت في التاسع من الشهر الحالي واستمرت ثلاثة أيام وكانت البداية مع انطلاق أعمال الملتقى العلمي الأول في رحاب جامعة واسط برعاية وحضور معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي، وعدد من السادة النواب والسادة رئيس وأعضاء مجلس المحافظة ومشاركة عدد من عمداء الكليات وأساتذة الجامعة».
وأضاف في حديثه لـ (المدى) "تضمن الملتقى العلمي جلسات علمية وبحثية سلطت الضوء على تأريخ محافظة واسط والحياة الاجتماعية والثقافية ودراسة لأبرز علمائها وشخصياتها عبر العصور التاريخية وكان فرصة طيبة لتعريف أبناء المحافظة بتاريخ محافظتهم وأبرز وأشهر علمائها ورموزها على مختلف الأزمنة».
وقال الزركاني، إن "قمة الاحتفال بيوم واسط كان يوم الجمعة العاشر من الشهر الحالي الذي شهد سلسلة من الفعاليات المختلفة بحضور شخصيات سياسية رفيعة وأخرى اجتماعية وعشائرية فضلا عن جمع غفير من أبناء المحافظة بمختلف شرائحهم الاجتماعية ومديري الدوائر والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية في واسط وكان حضورهم المميز ومشاركتهم في الاحتفالات تأكيداً على الاعتزاز بإحياء تاريخ وحضارة واسط وحاضرها وأصالة أهلها».
وذكر أن "يوم محافظة واسط فرصة لتجديد التمسك بالقيم والمبادئ العربية التي نشأ عليها مجتمعنا الواسطي الأصيل وحافظت عليها عشائرنا الكريمة بأعرافها وسننها وتقاليدها المختلفة والتي أعطت صورة بهية عن التآلف بين أبناء المحافظة وتكاتف عشائرها ورموزها لتكون المحافظة الأكثر استقراراً وتخلو من الصراعات العشائرية والقبلية".
وأوضح أن "قمة الكرنفال الجماهيري الكبير بيوم واسط كان على ملعب الكوت الأولمبي بمشاركة كبيرة للأسر الواسطية الكريمة، وشباب المحافظة وكل أبنائها، إذ شهد الكرنفال استعراض مشرف لقواتنا الأمنية البطلة في قيادة شرطة واسط، وفرق مديرية شباب ورياضة واسط، وعدد كبير من المدارس ورياض الاطفال والكشافة، والنشاط المدرسي لتربية واسط فضلاً عن ملاكات الدوائر الخدمية، ومشاركات بالقفز المظلي، وفعاليات فنية وثقافية وإنشادية عديدة».
ولفت الى أن "فعاليات اليوم الأخير اقيمت على كورنيش دور المعلمين بمدينة الكوت وتضمنت إقامة جملة من المعارض الإنتاجية والحرفية والفنية ومجموعة من البازارات المتنوعة التي شارك في إقامتها أبناء المحافظة بمختلف شرائحهم إضافة الى عدد من الدوائر والمؤسسات الحكومية المدنية والأمنية والتي عكست حب الواسطيين لمحافظتهم وحرصهم على الارتقاء بواقعها العمراني والخدمي».