ذي قار/ حسين العامل
أعلنت مديرية زراعة ذي قار عن استكمال عملية تسويق محصول الشلب قبل نهاية الموعد المقرر وبحصيلة 3540 طنا من رز العنبر والياسمين، وفيما اكدت تأمين مياه الريتين الأولى والثانية للأراضي المزروعة بالحنطة والشعير، اشارت الى اعتماد نظام المراشنة لتلافي الشحة والتجاوزات على الحصص المائية.
وقال مدير زراعة محافظة ذي قار محمد عباس لـ(المدى) ان "الخطة المقرة للموسم الزراعي الصيفي والمخصصة لزراعة الشلب في محافظة ذي قار كانت بحدود 7 الاف دونم تتوزع بواقع 5 الاف دونم على حوض نهر الفرات وتشمل 3 وحدات إدارية (سوق الشيوخ والطار وكرمة بني سعيد) والفي دونم على حوض نهر الغراف وتشمل اقضية الغراف والشطرة والدواية".
واستطرد "وبعد استكمال عملية الاستزراع للخطة المقرة وإنجاز عملية الحصاد جرى إطلاق عملية التسويق اعتبارا من 15 تشرين الثاني ولغاية 15 كانون الثاني الحالي "، وأردف ان "عملية التسويق أنجزت قبل انتهاء موعدها المقرر"، مؤكدا "تسويق 3540 طن من محصول الرز بصنفيه العنبر والياسمين وعبر صومعة الناصرية.
وأشار مدير زراعة ذي قار الى استخدام الحصاد الميكانيكي للمساحات الكبيرة والحصاد اليدوي للمساحات الصغيرة.
وتحدث عباس عن خطة زراعية كانت مقترحة لزراعة 50 ألف دونم بمحصول الشلب ضمن الموسم الزراعي الصيفي غير انه جرى تقليصها الى 7 الاف دونم نتيجة شح المياه وتراجع الخزين المائي في البلد"، مبينا ان "المساحة التي اقترحتها دائرة الزراعة كان بالإمكان ان تحقق جزءا كبيرا من الاكتفاء الذاتي من محصول الرز لمحافظة ذي قار".
وبين ان "الخطة الزراعية المقترحة يجري تقليصها على مدى خمسة أعوام متتالية نتيجة ازمة المياه".
وحول الخطة الزراعية للموسم الشتوي قال مدير زراعة ذي قار انه " تم إقرار الخطة الشتوية بواقع 160 ألف دونم لمحصولي الحنطة والشعير وبواقع 145 ألف دونم لزراعة محصول القمح و15 ألف دونم لزراعة الشعير"، مشيرا الى "تسليم 3 أطنان من البذور المجهز من وزارة الزراعة الى الفلاحين".
وتطرق عباس الى تامين مياه الرية الأولى والثانية للأراضي الزراعية المشمولة بالخطة. وعرج مدير زراعة ذي قار على التجاوزات الحاصلة على الحصص المائية قائلا ان "هناك شريحة من الفلاحين تقوم بزراعة أراضيها خارج الخطة الزراعية"، مبينا ان " التجاوزات على الحصص المائية لا تقتصر على الفلاحين فحسب وانما هناك تجاوزات على الحصة المائية الخاصة بالمحافظة من قبل محافظتي واسط والمثنى وعبر نهري الغراف والفرات". ويجد عباس ان "هذه التجاوزات تنعكس سلبا على تأمين المياه المطلوبة للأراضي المشمولة بالخطة الزراعية"، منوها الى ان "دوائر وزارتي الموارد المائية والزراعة اعتمدت نظام المراشنة لتجاوز الازمة وتامين المياه المطلوبة للمزارعين"، مؤكدا ان "الأمور تسير حاليا بصورة جيدة على حد قوله". ويعاني الفلاحون في محافظة ذي قار ومنذ اكثر من 5 أعوام من تقليص مساحات الخطة الزراعية الى نحو ربع المساحات المشمولة بالخطط الزراعية السابقة والتي كانت تقدر بأكثر من 500 الف دونم ضمن الخطة الزراعية للموسم الشتوي ، وهو ما اخذ ينعكس سلبا على الأوضاع الاقتصادية للفلاحين الذين باتوا يكابدون معاناة مضاعفة ناجمة عن شح المياه والحرمان من مزاولة نشاطهم الزراعي، وبالتالي دفع المزيد من الفلاحين الى زراعة أراضيهم خارج الخطة الزراعية بالاعتماد على التجاوز على الحصص المائية او على مياه الامطار التي قد تخذلهم في بعض المواسم وتفاقم خساراتهم في ظل عدم الاكتراث الحكومي لتردي أوضاعهم الاقتصادية اذ لم يجرِ تعويض الفلاحين المستثنين من الخطة الزراعية عن حرمانهم من زراعة اراضيهم.
وكانت إدارة محافظة ذي قار أعلنت في (طلع تشرين الثاني 2024) عن إصدار توجيهات للقوات الأمنية لرفع التجاوزات على النهر المغذي لقضاء سيد دخيل، وذلك لتدارك تفاقم أزمة المياه في القضاء. وفيما عزت مديرية الماء الأزمة إلى المباشرة بالموسم الزراعي الشتوي، أشارت إلى اتخاذ التدابير اللازمة لاستمرار عمل محطات ضخ مياه الشرب.
يأتي ذلك في ظل أسوأ موجة جفاف تمر بها البلاد ومحافظة ذي قار، التي أخذت تفقد مساحات واسعة من أهوارها وأراضيها الزراعية، وتواجه نزوحًا سكانيًا كبيرًا بين أوساط الفلاحين والصيادين ومربي المواشي الذين باتوا يواجهون مخاطر جمة تنعكس سلبًا على مجمل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وتهددهم بالحرمان من مصدر دخلهم الرئيس.
وبدورها أبدت جهات حكومية ومنظمات مجتمعية يوم (4 حزيران 2024) قلقها من مخاطر تراجع مناسيب المياه في مناطق الأهوار، محذرين من موجة جفاف ونزوح سكاني وتدهور بيئي قادم يهدد الثروتين السمكية والحيوانية خلال موسم الصيف.
وتواجه الخطة الزراعية في محافظة ذي قار في مواسم الجفاف جملة من التحديات أبرزها تذبذب مناسيب المياه وتجاوز المحافظات الاخرى على الحصة المائية الخاصة بالمحافظة ناهيك عن تجاوز عدد كبير من الفلاحين على الحصص المائية المخصصة للمناطق الواقعة في ذنائب الانهر.