TOP

جريدة المدى > سياسية > واسط تخطط لتطوير بوابتها التاريخية بعد سنوات من الإهمال

واسط تخطط لتطوير بوابتها التاريخية بعد سنوات من الإهمال

قاعة استقبال وإدارة مع سياج أمني وطرق للمواصلات

نشر في: 13 يناير, 2025: 12:07 ص

 واسط / خاص

كشفت إدارة محافظة واسط عن وضع خطة وتخصيص المبالغ المالية اللازمة لتطوير مدينة واسط التاريخية التي تعاني إهمالاً كبيراً طوال السنوات الماضية وجهل الزائرين من خلال تكرار الصعود على البوابة ما أدى الى سقوط أجزاء منها وتعرضها للانهيار في أي وقت.
وتعرف مدينة واسط التاريخية محلياً بالمنارة أو آثار الحجاج بن يوسف الثقفي وعند الآثاريين هي بقايا المدرسة الشرابية، وتقع في ناحية واسط القديمة نحو (51 كم جنوب شرقي الكوت) وتفتقر الى طرق المواصلات وأية مشيدات مدنية غير البوابة والمواقع الأثرية المحيطة بها وبالرغم من أهميتها التاريخية والسياحية تفتقد الى الحراس أيضاً.
وقال مصدر في ديوان المحافظة إن "المحافظ محمد جميل المياحي وجه عند زيارته لموقع المنارة يوم الجمعة الماضي بتطوير الموقع وجعله معلما سياحياً مهما وبناء جناح إداري وقاعة متكاملة لاستقبال الوفود وإنشاء سياج أمني مزود بكاميرات مراقبة مع نصب أبراج إنارة إضافة الى إيصال الكهرباء وخط لمياه الشرب مع بناء مجاميع صحية وخدمية أخرى وإنشاء طريق مؤثث بالعلامات المرورية وعلامات الدلالة على الموقع".
وأضاف "سيتم الشروع بتنفيذ تلك الأعمال ضمن خطة مشاريع 2025 وبعد إكمال التصاميم الخاصة بها والهدف من ذلك حماية هذا الموقع التاريخي المهم وجعله معلما سياحياً يضاف الى المعالم الاخرى الموجودة ما يؤدي في المحصلة النهائية الى إنعاش القطاع السياحي في المحافظة".
وتنقسم السياحة في واسط الى عدة اتجهات منها السياحة الدينية والأثرية والترفيهية المتمثلة بالمطاعم ومدن الألعاب والمتنزهات العامة والحدائق الفارهة وغيرها وجميع هذه الفروع تشهد نشاطاً ملحوظاً بينما هناك تراخي وتراجع أمام الأماكن الأثرية.
يقول رئيس المنقبين الآثاريين برهان السراي إن "موقعا مهما كموقع بوابة واسط التاريخية والمعروف ببقايا المدرسة الشرابية جدير بالرعاية والاهتمام، فهو موقع سياحي جاذب لكن بسبب بعده عن المدينة وعدم وجود طريق رابط إضافة الى قلة الاهتمام به أصبح على حافة النسيان".
مضيفاً أن "السفرات العلمية الجامعية ونشاط الفرق التطوعية الشبابية هو ساهم بتفعيل هذا المعلم التاريخي ولفت الأنظار اليه وأن خطوة الحكومة المحلية الاخيرة إذا تحققت فهي تعد إنجازاً كبيراً وستكون لها إنعكاسات ايجابية على السياحة في المحافظة".
يقول الباحث مثنى حسن "تعد مدينة واسط التاريخية وبقايا المدرسة الشرابية من أهم المواقع الاثارية في محافظة واسط وقد بنائها الحاج بن يوسف الثقفي سنة 83 ــ 86 هـ (701 ــ 703 م) وكلف إنشاؤها خراج العراق لخمس سنوات متواصلات أي نحو (43) مليون درهم".
وأضاف في حديثه لـ (المدى) أن "مدينة واسط واحدة من المدن العراقية الموغلة في القدم، لها مكانة ثقافية وفكرية معروفة وتمتلك شهرة واسعة بوصفها أحد النماذج المعمارية والتراثية التي شيدها المسلمون الأوائل". وقال "هذه المدينة كان لها سور كبير وأبراج وأبواب وطرقات وجسور وبيوت وأسواق وخنادق، وكان من شواهدها مسجدها وقصرها المعروف بالقبة الخضراء المشيد على مساحة 160 ألف متر مربع، والذي اتخذه حاكمها مقرا لحكمه كي يؤمن السيطرة والإشراف وسهولة التحرك العسكري إلى البصرة والكوفة، فالمدينة بنيت ما بينهما ولهذا سميت واسط".
وذكر أن "قصر الحجاج كان يضم حدائق وأحواض وبرك مياه لكن تلك الشواخص اندثرت بفعل الإهمال والنسيان ولم يعد هناك غير البوابة وبعض الشواخص القليلة وأسس القصر".
وأوضح "من أبرز المعالم الأثرية في المدينة هي، المنارة التي ترتفع 11 متراً في القسم الشرقي من المدينة وتمثل بقايا بوابة المدرسة الشرابية في واسط والمنارة في الوقت الحاضر بوضع لا تحسد عليه ولعلها تنهار يوماً ما وتخفتي بسبب الإهمال وما يحصل لها من اعتداءات من أغلب الزوار ممن يصرون على الصعود الى أعلى البوابة لالتقاط الصور وهذا خطأ فادح كونه يعرضها للانهيار بعد أن انهارت فعلا أجزاء منها".
يؤكد الباحث والكاتب في الشؤون الثقافية والتراثية صالح مطروح السعيدي أن "معظم سكان محافظة واسط يسمعون بمدينة واسط التاريخية أو ما تسمى محلياً بالمنارة لكن لم يتسن لهم زيارتها لموقعها البعيد علاوة على كونه موقع محفوف بالمخاطر فيما مضى من الزمن، وبذلك فلا أحد يعرف القيمة التاريخية لتلك المدينة". وأضاف "هذا الموقع يمكن أن يحتل أهمية سياحية كبيرة لو تم تأهيله وتطويره وبذلك سيكون منطقة تجذب الآلاف من السياح ليس من العراق وحده بل من مختلف البلدان".
واعتبر خطوة الحكومة المحلية بتطوير موقع بوابة واسط التاريخية "موفقة وجاءت في الوقت المناسب لإنقاذ ما تبقى من هذا المعلم التاريخي المهم رغم الأضرار التي أصابته وتلاشي جزء كبير من معالمه وأقواسه وأعمدته وزخارفه التي حفرت في طابوق البناء لتشكل نموذجا للجمال والفن المعماري". يذكر أن محافظة واسط تضم مئات المواقع الاثارية والتاريخية لكن الأهم والأبرز بينها هي مدينة واسط وتل البقرات في قضاء الأحرار وضريح المتنبي وتل النجمي في قضاء النعمانية إضافة الى المراقد والمزارات المنتشرة في أغلب تلك المدن وأهمها مرقد الصحابي سعيد بن جبير في قضاء الحي ومرقد تاج الدين في ناحية الحفرية التي سميت فيما بعد باسمه.
ومن أبرز البيوت الاثارية والمواقع الاخرى في المحافظة مسكن القائد البريطاني طاوزند ويقع بوسط منطقة الأسواق بمدينة الكوت وكذلك مقبرتي الانكليز والأتراك.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

بعد خطاب المرشد الإيراني..
سياسية

بعد خطاب المرشد الإيراني.. "الإطار" يفكر بدمج "الميليشيات" بالحشد الشعبي

بغداد/ تميم الحسن ينوي الإطار التنسيقي، الذي يدير الحكومة منذ عامين، "دمج الفصائل" المشاغبة، أو ما يطلق عليها "الوقحة" بحسب تعبير زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ضمن منظومة الحشد الشعبي.ويتناقض هذا الخيار، إذا صحت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram