الموصل/ سيف الدين العبيدي
منذ 110 أيام، يعاني الأطباء والطبيبات المقيمون الدوريون في الموصل من عدم تسلّم رواتبهم، رغم مباشرتهم العمل منذ 26 أيلول في جميع مستشفيات المدينة على مدار 12 ساعة يوميًا مع الخفارات. يأتي ذلك في وقت تسلّم فيه زملاؤهم في معظم المحافظات العراقية مستحقاتهم المالية. وقد أعلن 466 طبيبًا وطبيبة من خريجي عام 2023 إضرابًا عامًا ومفتوحًا حتى يتم صرف رواتبهم المتأخرة التي تعود لثلاثة أشهر ونصف، بالإضافة إلى توفير وجبات الإعاشة اليومية المقطوعة من رواتبهم والتي لم تصلهم.
مطالب الأطباء
ممثل الأطباء، إبراهيم محمد، أوضح لـ(المدى) أن الرواتب التي تبلغ مليون دينار شهريًا لم تُصرف منذ أيلول. وأشار إلى أن المشكلة تكمن في تأخير من قبل وزارتي المالية والصحة، مؤكدًا أن الأطباء في المحافظات الأخرى تسلموا رواتبهم لشهري تشرين الثاني وكانون الأول، في حين تبقى نينوى وحدها دون صرف الرواتب.
وأضاف إبراهيم أن الأطباء استكملوا جميع الإجراءات الإدارية لاستلام رواتبهم، لكن العملية توقفت عند وزارة المالية، ما أثار استياءهم، لا سيما أن ظروف عملهم شاقة. وأوضح أنهم يعملون 12 ساعة يوميًا في مستشفيات تستقبل أعدادًا كبيرة من المرضى، كما أشار إلى أن الإعاشة، التي تُستقطع قيمتها من رواتبهم وتبلغ 300 ألف دينار، لا يتم توفيرها، مما يجبرهم على شراء وجبات الطعام بأنفسهم.
ظروف صعبة وعائلات تنتظر
طه حسن، أحد الأطباء المضربين، قال إنه لا يعلم من يتحمل المسؤولية الرئيسية عن هذا التأخير، سواء كانت وزارة المالية أم الصحة. وأكد أن الإعاشة، التي تعتبر حقًا وواجبًا على الوزارة أو المستشفى، لا تُوفَّر لهم، مما يضطرهم إلى طلب الطعام من الخارج. وأضاف أن العديد من الأطباء لديهم عائلات تعتمد عليهم ماليًا، ما يزيد من صعوبة الوضع.
“خيبة أمل” بين الطبيبات
من جهتها، أعربت الطبيبة شهد معاذ عن خيبة أملها من الوعود التي لم تُنفذ. وأوضحت أنهم لم يرغبوا في الإضراب عن العمل، نظرًا لطبيعة عملهم الإنسانية، لكنهم اضطروا لذلك بعد فقدانهم الأمل من الجهات المعنية. وأكدت أن الطبيبات يعانين من نقص التسهيلات الأساسية، مثل غرف الاستراحة، خلال ساعات العمل الطويلة.
إضراب حتى إشعار آخر
مع استمرار الأزمة وعدم وجود حلول قريبة، قرر الأطباء المقيمون الدوريون في الموصل تعليق عملهم ابتداءً من يوم الثلاثاء المقبل. ويؤكد الأطباء أن الإضراب سيستمر حتى يتم صرف رواتبهم المتأخرة وتوفير الإعاشة، داعين الجهات المعنية إلى التحرك العاجل لتخفيف معاناتهم وضمان حقوقهم.