علي حسين
عزيزي القارئ وانت تقرأ هذه السطور ، سيحط صاحب هذه الكلمات الرحال في دبي لحضور حفل جائزة نوابغ العرب ، وكان للعراقي ضياء العزاوي نصيبٌ فيها تقديراً لأعماله التي امتزج فيها الادب مع الفن ، وعلى مسافة قريبة حدث مهم وفيه كرمت ابو ظبي الفائزين بجائزة زايد للاستدامة ، وبين هذين الحدثين ، كانت الامارات العربية قد اطلقت قمرها الصناعي ، الذي قالت الاوساط العلمية إنه يتميز بقدرات متطورة لرصد الأرض ، في الوقت نفسه كان رئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد يُدشن أكبر مشروع للطاقة النظيفة في العالم .
ربما سيقول البعض يارجل عدت لـ "هلوساتك"، الناس في بلاد الرافدين تريد الإعمار وإعادة ما هدمه " الاشرار "، والصفح عما سرقه " الأخيار " وأنتَ مهموم بمؤتمرات تقام في دبي وابوظبي.
في مذكراته التي اسماها " قصتي " يقول الشيخ محمد بن راشد : " يفتح العالم أبوابه لأولئك الذين يعرفون ما يريدون حقًا" ، وما ارادته الامارات ، اعمار وتنمية ومع صدق في النوايا ونزاهة المسؤول .
قبل أكثر من ما يقارب العشرين عاما بشرنا إبراهيم الجعفري عن حيدر العبادي عن نوري المالكي عن صالح المطلك عن اسامة النجبفيي بأنّ العراق سيتحوّل بفضل الديمقراطية الحديثة الى دولة تنافس ألمانيا، وتتفوق على دبي التي وصفها العلامة " الهارب " نعيم عبعوب بالزرق ورق ، وكنت قد طرحت سؤالاً بريئاً هو كيف يفشل بلد ينام على بحيرات من النفط والغاز؟ كيف لبلد مثل العراق يعتبر تأمين رواتب الموظفين منجزا وطنيا ، وتوزيع الحصة التموينية عملا ثوريا ، وزيادة رواتب الرعاية الاجتماعية الى ثلثمائة الف دينار ثورة اقتصادية؟.
هل تبحث عن أهم درس في تطور البلدان ؟ اقرأ ما جاء في مؤشر قوة المدن العالمي للعام 2024، وستجد دبي الاولى اقليميا ، وستعرف ان ابو ظبي تصدرت مدن العالم وتفوقت على سنغافورة ولندن .
وانا اتطلع الى تجارب البلدان التي تحيط بنا تذكرت السياسي البريطاني ونستون تشرشل عندما قال ذات يوم : "ادرسوا التاريخ. في التاريخ تكمن كل أسرار فن الحكم". وعندما ندرس تاريخ الامارات العربية ستلوح في الافق صورة باني هذه البلاد الراحل الشيخ زايد. الرجل الذي قرر ان يبني في عمق الصحراء، بلادا للمستقبل، تتحول فيها الرمال ومياه البحر الى شوارع تشع عملا ومثابرة وناطحات سحاب وحدائق ومدارس وجامعات ومستشفيات ومتاحف وأحلام تتولد كل يوم، وليثبت لنا ان الانسان العربي قادر على منافسة العالم المتطور، بل والتفوق عليه احيانا.
في الوقت الذي تشتعل من حولنا الحروب وتتعثر بعض البلدان ، يتفوق قادة الامارات على أنفسهم، وهم يضعون بلادهم على خارطة البلدان المتطورة.أما نحن فمنشغلون في المؤامرة التي يخطط لها العالم لاختطاف النائبة عالية نصيف .